«تسعيرة عبد الملك» الأولمبية تدعو إلى اليأس وتبرير إخفاق لندن
أبوظبي (الاتحاد) - أبدى الفريق الركن “م” محمد هلال الكعبي المرشح لرئاسة ألعاب القوى دهشته الشديدة من تصريحات إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة التي أدلى بها لـ”الاتحاد” أمس، حول مشاركتنا في دورة الألعاب الأولمبية 2012 بلندن.
وقال: “لابد أن نتفق أولاً أن نتائج بعثتنا في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة فرقاً وأفراداً ليس لها سوى تعريف واحد هو “الإخفاق” - مع تخفيف الكلمة - خاصة مع كل الوعود والتصريحات الوردية التي سبقت المشاركة الأولمبية، وفي النهاية لم تحقق أي نتيجة تذكر من شأنها أن تضع اسم الإمارات ضمن قائمة الميداليات التي حملت اسم 86 دولة من مختلف انحاء العالم.
ورفض الكعبي القول إن الموازنات المالية وحدها القادرة على صنع الميداليات الأولمبية أو العالمية قائلاً: “الكثير من الدول وضعت اسمها في سجل الميداليات، ولا يعقل أبداً أن نجعل المسألة المالية وحدها القادرة على تحقيق الإنجاز، فضلاً عن أن التسعيرة التي أعلنها الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لتحقيق ميدالية، وهي مليار و600 مليون درهم أمر مبالغ فيه للغاية، بل هي أمر غير معقول عملياً وواقعياً ويدعو لليأس، وإذا ما فرضنا أن تحقيق ميدالية أولمبية يحتاج إلى هذا المبلغ فهل حققت أميركا ميدالياتها الـ 104 في لندن نظير هذا المبلغ، أو أن الصين حققت 88 ميدالية أولمبية بالطريقة نفسها والمبلغ نفسه؟، هل كل ميدالية كلفت أميركا أو الصين ملياراً و600 ألف درهم؟، بل دعوني اسأل أكثر هل أفغانستان التي حققت ميدالية برونزية أنفقت ربع هذا المبلغ لتحقيقها؟ أو أن طاجيكستان صرفت نصف هذا المبلغ لكي تحقق ميداليتها، بل إن السؤال الأهم، وهو على أي أساس قدر هذا المبلغ، والذي يعني ببساطة استحالة تحقيق أي ميدالية، سواء في المدى المنظور القريب أو البعيد”.
وتساءل الكعبي هل الميدالية الذهبية التي حققها الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم قبل ثماني سنوات في أثينا وهل كلفتنا هذا المبلغ؟ وزاد كلنا يعرف أن جزءاً كبيراً من إعداد الشيخ أحمد بن حشر وتدريباته كانت بمجهود خاص منه شخصياً، ولا أعتقد أن هذه الميدالية التي نفخر بها جميعاً ونعتز كلفتنا ربع هذا المبلغ”.
تابع الكعبي: لا يمكن أن تكون الإمارات بكل إمكاناتها وقدراتها وقدرات أبنائها رياضيين ومسؤولين، ومع هذا التطور الذي نراه ونلمسه في البنية الأساسية للرياضة، وهذا الانتشار الممنهج في قاعدة الممارسين، ثم نقول في النهاية لا نستطيع أن نحقق ميداليات لأن الموازنة كانت غير كافية، ولم تصل إلى مليار أو أن نقول هذه هي نتائجنا ولا نستطيع تحقيق أكثر من هذا، ثم نبرر النتائج بالقول إن التصريحات التي قيلت قبل المشاركة كانت من قبيل الدعم المعنوي للاعبين، وأن الساحة الرياضية كانت متفائلة بشكل مبالغ فيه، فهل ترفع معنويات اللاعبين عبر تصريحات صحفية تطرح على الرأي العام، أو أن تفاءلنا بلاعبينا كانت كذبة وخدعة؟.
المشاركة من أجل المشاركة
ورفض الفريق الركن “م” محمد هلال الكعبي بشدة أن تدعو تصريحات المسؤولين في الهيئة إلى المشاركة من أجل المشاركة فقط، متسائلاً: كيف يكون رأي المسؤولين في الهيئة، وفق الظروف الحالية، الا نطلب أكثر من وضع خطط لضمان التأهل للمحفل العالمي، وليس المنافسة على الميداليات فيه وفق واقعنا الذي يؤكد ذلك”، وزاد: “هذا كلام خطير جداً ويجب الا يصدر من مسؤول، لأن الوصول إلى المحافل الدولية كهدف نهائي أمر لا يمكن قبوله، أو تبريره، أو الترويج له وإلا ليس هُناك أي داع لوجود اتحادات ومدربين ومسؤولين، فالوصول للمحفل الدولي بهذه الطريقة قد يحدث ولو من قبيل المصادفة، ويكون هذا هو الهدف الأخير والقمة التي نبحث عنها”، وتابع: “نحن في الإمارات لا يجب أبداً أن يكون هذا هدفنا ولا مسعانا، لأن الوصول إلى المحفل الدولي تحقق في رفع الأثقال للسيدات وفي الجودو، ويمكن أن يتحقق بسهولة أكثر ودون أي عناء وبلا موازنه مالية على الإطلاق مجاناً، وذلك عبر بطاقات التأهيل المجانية التي تقدمها اللجنة الأولمبية الدولية إذا كان الهدف هو الوصول، إذن فنلغي كل الاستعدادات والمشاركات وننتظر البطاقات المجانية، وبذلك نحقق هذا الهدف، أن هذه الدعوة أمر خطير جداً، ويجب أن نعمل جميعاً على تغييرها حتى لانظل محلك سر”.
تصحيح المسار
ودعا الكعبي إلى ضرورة تصحيح المسار الإداري كله وتحديد الأهداف بوضوح ودقة، ووضع الخطط قصيرة وطويلة المدى للاعبين والفرق مع وجود مسؤولين أكثر ثقة وإيماناً بقدرات أبنائنا وأبطالنا وإمكاناتنا، والعمل على إعداد اللاعبين عبر توفير مناخات أفضل من خلال مزيد من الاتصالات والمشاركات الدولية والانفتاح على المدارس المتقدمة والبحث عن مصادر تمويل ذاتية وخارجية، وإيجاد رعاة لكل رياضيينا المتميزين من خلال الشركات الكبرى والمؤسسات الوطنية القادرة دون أن نحمل الدولة مزيد من الأعباء، أو نحملها سبب إخفاقنا كرياضيين ومسؤولين لتحقيق الإنجازات والانتصارات، وليس بأرقام فلكية تعجيزية للموازنات.
وضرب الكعبي مثلا بالانتصارات والميداليات في الرياضات البحرية وسباقات القدرة والجو جيتسو والرماية، إلى جانب مشاركات فرقنا، ومنها كرة القدم ناشئين وشباب وغيرها من الرياضات، ما يدلل على إمكانيات لاعبينا وفرقنا، ويؤكد أن الأمر لايتعلق أبداً بالمال، بل بالنهج والخطط والعمل المخلص الدؤوب واكتشاف العناصر المتميزة، وهي كثيرة في دولتنا، وقال: “بأقل قدر من الصرف وبمزيد من العمل نحقق ما نريد وما تريده قيادتنا الرشيدة”.
وأنهى الفريق “م” الكعبي تصريحاته قائلاً: لن نقبل أبداً تبرير خسارة، أو إخفاق وتقديم أسباب واهية، من شأنها أن تقتل كل طموح، أو تقضي على أي أمل، خاصة إذا كانت جزافية وغير مدروسة، والمال وحده لايصنع البطولات والأمجاد، بل تتحقق بالإخلاص والتفاني والعمل المستمر وتحديد الهدف بوضوح والثقة في النفس والقدرات”.