المنتدى الحضري العالمي، لأول مرة يُعقَد في الشرق الأوسط، وفي الإمارات تحديداً، كأهم تجمع عالمي يبحث في تحقيق مدن قائمة على معايير الاستدامة، ذلك أن أبوظبي تمكنت من إنجاح استراتيجيتها في تبني الاستدامة الحضرية بجوانبها كافة، كما حققت الريادة بإقامة مدينة «مصدر» كأول محاولة شرق أوسطية لبناء مدينة مستدامة.
تتبع الإمارات أعلى المعايير في مجال التخطيط العمراني للمدن، على أن تبني الاستدامة يقف على رأس هذه المعايير من حيث التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وخفض البصمة البيئية، وتوفير المساحات الخضراء، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تبنيها مفهوم الاستدامة في مختلف القطاعات عبر سياسات وتشريعات وقوانين، تحقق التنمية المستدامة بشكل عام، وعدم اقتصارها على قطاع معين.
إن هذه التظاهرة العالمية التي تجمع مسؤولين وخبراء من 160 دولة على أرض أبوظبي، تؤكد أيضاً حرص الإمارات على مشاركة دول العالم في البحث عن أنجع السبل لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة، ومنها الاستدامة «الحضرية»، بسبب وجود تحديات في كثير من المدن أمام التحول نحو التحضر، مثل المناخ، البيئة، مصادر الطاقة، الكثافة السكانية، وغيرها.
الاستدامة في المستقبل، ليست ترفاً، وإنما ضرورة، وهذا ما أدركته الإمارات مبكراً، وعملت من أجله، عبر تضمين هدفها «توفير بيئة وبنية تحتية مستدامة» بوصفه محوراً من المحاور الستة للأجندة الوطنية لدولة الإمارات، وهو جزء رئيس من خطتها المئوية، لتأمين مستقبل الأجيال القادمة.
"الاتحاد"