بكين (رويترز)

بدأ العمال يتقاطرون على المكاتب والمصانع في شتى أنحاء الصين، أمس، بعد أن خففت الحكومة بعض القيود المفروضة على العمل والتنقل في أعقاب تفشي وباء كورونا، مع بدء استقرار الوضع الصحي، فيما تتواصل الجهود الحثيثة لاحتواء التفشي ومعالجة المصابين.
وتفقد الرئيس الصيني شي جين بينج، أمس، مستشفى ديتان في بكين، وهو مستشفى مخصص لعلاج الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد.
واطلع شي، على عمليات علاج المرضى المصابين بالفيروس وأجرى مكالمات مرئية مع مستشفيات في ووهان تستقبل المرضى ذوي الحالات الخطيرة. واستمع إلى تقارير من فريق التوجيه المركزي في مقاطعة هوبي والمركز الرئيس للوقاية من المرض والسيطرة عليه في المقاطعة، مثمناً جهود الأخصائيين الطبيين على الخطوط الأمامية.
وتوجه شي إلى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بحي تشاويانغ، حيث اطلع على جهود الاستجابة للطوارئ وتقارير الفحص والاستقصاء الوبائي، والإجراءات الشاملة بالمدينة للوقاية من المرض والسيطرة عليه.
وشدد على تحقيق نصر حاسم في الحرب التي يخوضها الشعب للوقاية من فيروس كورونا والسيطرة عليه، بثقة أقوى وعزم أشد وتدابير أكثر حسماً.
وزار شي حي أنهوالي السكني ومنطقة تشاويانغ في بكين، لتفقد أعمال الوقاية من تفشي المرض والسيطرة عليه عند المستوى الأوليّ وإمدادات الاحتياجات الضرورية اليومية.
وبلغ عدد المتعافين من الفيروس، حتى يوم أمس، زهاء 3600 شخص، خرج منهم 3281 شخصاً من المستشفيات، حسبما أعلنت السلطات الصحية الصينية.
وتوفى 908 أشخاص، حتى أمس الأول، بسبب المرض وتم تسجيل 40171 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في 31 منطقة في الصين.
لكن وو فان، نائبة عميد كلية الطب بجامعة «شنغهاي فودان»، أعربت عن أملها في أن يشهد الانتشار نقطة تحول.
وقالت في إفادة صحفية، رداً على سؤال عن انتشار المرض في شنغهاي التي سجلت بالفعل نحو 300 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة: «الوضع يستقر». وكانت السلطات الصينية طلبت من الشركات تمديد عطلات السنة القمرية الجديدة عشرة أيام بعد أن كان من المقرر أن تنتهي مع نهاية يناير الماضي.
وما زال هناك عدد من مواقع العمل مغلقاً، وسيواصل موظفون كثيرون العمل من منازلهم.
ووضع ركاب المترو الذين شوهدوا خلال ساعة الذروة الصباحية كمامات. واستخدم جين يانج، الذي يعمل في إدارة الصرف الأجنبي الحكومية، الدراجة الهوائية في الذهاب إلى العمل بدلاً من المواصلات العامة.
وطلبت الإدارة من العاملين ارتداء الكمامات وتجنب اللقاء وجها لوجه وأغلقت المقصف.
وقال موظف آخر يدعى تشين يعمل بشركة تأمين: «إن الشركة منعت الموظفين من استخدام المواصلات العامة».
إلى ذلك، توجه فريق من الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية إلى بكين للمساعدة في التحقيقات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.
وتحملت الصين العبء الأكبر للمرض حيث حدثت الغالبية العظمى من حالات الإصابة المؤكدة على مستوى العالم وكل حالات الوفاة باستثناء حالتين.
لكن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، حذر من أن «هناك بعض الأمثلة المثيرة للقلق» على انتقال العدوى من أشخاص لم يزوروا الصين.
وكتب على «تويتر» يقول: «رصد عدد صغير من الحالات قد يشير إلى المزيد من الانتشار في دول أخرى، باختصار، ربما ما نراه هو قمة جبل الجليد».
وخارج الصين، انتشر الفيروس في 27 دولة ومنطقة وأصاب أكثر من 330 شخصاً، وفقاً لإحصاءات استندت إلى التقارير الرسمية.

تشيانغ يحشد الجهود العلمية لمواجهة الفيروس
أكد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، أمس، أهمية دور البحث العلمي في الفوز بالمعركة ضد تفشي فيروس كورونا الجديد، وحث الباحثين على «سباق الزمن» لحشد الخبرات ودراسة أساليب علاج الحالات التي تعافت، في إطار جهود بحثية شاملة حول العقاقير الفعالة.
وأدلى لي، وهو أيضاً رئيس المجموعة القيادية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني للوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه، بهذه التصريحات خلال جولة تفقدية بمعهد بيولوجيا مسببات الأمراض بالأكاديمية الصينية للعلوم الطبية.
واستمع لي إلى تقارير حول أحدث المستجدات بشأن بحوث الوقاية من المرض والسيطرة عليه، مشيداً بتفاني الباحثين وعملهم الجاد.
وأشار إلى أن المعركة ضد الفيروس تتطلب إجراءات ودعم علمي على مستوى البلاد، داعياً إلى بذل الجهود لحشد أفضل موارد البحث العلمي لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً في الوقاية من المرض والسيطرة عليه. وطالب لي الباحثين بأن ينقلوا للشعب معرفتهم الموثوقة حول كيفية انتقال الفيروس والقضايا الأخرى التي تثير قلقاً عاماً، لتسهيل الوقاية والسيطرة العلمية على المرض. وشدد على الدور المهم للعقاقير الفعالة في علاج المرضى وخفض الوفيات.

اختبار الحمض النووي ضروري لتأكيد الإصابة
أكد خبير طبي صيني في مؤتمر صحفي، أمس، أن اختبار الحمض النووي وسيلة لا غنى عنها لتأكيد حالات الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، محذراً من وجود «نتائج سلبية كاذبة لا مفر منها» للتحليلات الطبية.
وقال قاو تشان تشنغ، خبير طب الرئة بمستشفى الشعب في جامعة بكين: «إن نتائج الاختبار مرتبطة أيضاً بحالة المرضى ومراحل المرض المختلفة وطرق أخذ العينات وظروف الاختبار».
من جانبه، أفاد خبير الأوبئة الصيني تشونج نانشان، أن فترة حضانة فيروس كورونا الجديد قد تصل إلى 24 يوماً.
وكتب تشونج، الذي اشتهر بجهوده في التعامل مع تفشي متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 وتم تعيينه مستشاراً كبيراً في أزمة كورونا الحالية، في مقال نشر أمس، أن فترة الحضانة قد تكون قصيرة لدرجة أنها لا تستمر ليوم واحد أو تكون أطول من 24 يوماً.

تطبيق هاتفي لرصد المخالطين
أصدرت الحكومة الصينية تطبيقاً هاتفياً يحمل اسم «كاشف المخالطين عن قرب»، ليمكن الناس من فحص ما إذا كانوا يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
وبعد التسجيل من خلال رقم الهاتف المحمول، يتعين على مستخدم التطبيق إدخال اسمه ورقم هويته لمعرفة ما إذا كان على اتصال وثيق مع شخص مصاب بالفيروس.
ويُنصح بأن يبقى من خالطوا مصابين بالفيروس، في البيت والاتصال بالسلطات الصحية المحلية. وطوّر التطبيق بالتعاون بين اللجنة الوطنية للصحة والمجموعة الصينية لتكنولوجيا الإلكترونيات.
ومصطلح المخالط عن قرب يشير إلى شخص اتصل من مسافة قريبة، من دون حماية فعالة، مع حالات مؤكدة أو مشتبه بها، وتشمل هذه الظروف الزملاء في العمل أو الدراسة، والعاملين في المجال الطبي، وأفراد الأسرة.

هونج كونج: السجن والغرامة لمنتهكي «الحجر الصحي»
اعتبرت الشرطة في هونج كونج، أمس، أن هاربين، من بين 1138 شخصاً محتجزين في حجر صحي إلزامي، «من المطلوبين»، كما أصدرت تحذيراً لسبعة آخرين لانتهاكهم قواعد الحجر. وقال مسؤولون، أمس، «إن أي شخص يغادر الحجر الصحي الإلزامي سيوجه له تحذير شفوي، ثم يوضع سوار تعقب لمراقبة تحركاته في يده». وفي حال خرق القواعد، سينقل لحجر صحي تديره الحكومة وسيواجه السجن ستة أشهر وغرامة تصل إلى 3200 دولار.