حسن رجب: المهرجان القادم لمسرح الطفل سيتخلص من الأعمال التي لا تقدم جديدا
يعمل المخرج والفنان المسرحي حسن رجب خلال هذه الأيام على التحضير لبروفات مسرحيته الجديدة الموجهة للأطفال بعنوان “سنافر مريوم” من إنتاج المسرح الحديث بالشارقة، كي تكون جاهزة للعرض خلال عيد الأضحى القادم، وللمشاركة بها أيضاً في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في شهر ديسمبر المقبل.
وللتعرف إلى أجواء العمل والتحديات التي تواجه أي مخرج عند تعامله مع عمل موجه خصيصا للأطفال، ولعالمهم الممتلئ خيالا وجنوحا نحو واقع افتراضي مشحون بدوره بالتفسيرات والتأويلات التي تنافس وتتفوق أحيانا على تفسيرات الكبار وانشغالاتهم.
“المسرحية”
يقول حسن رجب عن حيثيات العمل وأجوائه “أحاول مع الفنان مرعي الحليان صاحب فكرة العمل، أن نطور اشتغالنا على حوارات ومشاهد وأغاني العمل الذي يدور حول ثنائية الخير والشر، مع إدخال ثيمة أساسية وهي (الغيرة) التي تأخذ في عالم الأطفال أنماطا سلوكية حادة، وبالتالي يجب على المحيطين بالطفل أن ينتبهوا لخطورة ردات الفعل عند الطفل وتأثيرها النفسي المتطرف، عندما يشعر بأنه مهمل ومغيب من قبل المحيطين به”.
وحول التكنيك الإخراجي وخيارات العرض الخاصة بالعمل أشار رجب إلى إن العمل موجه للفئة العمرية المتراوحة بين الثامنة والخامسة عشرة، وبالتالي سوف يعتمد بشكل كبير على الحوارات المغنّاة، والمصحوبة بالمؤثرات الموسيقية لأنها الوسيلة الأنجع لكسر الرتابة والملل في الحوارات النمطية والوعظية، وكذلك لكسب انتباه الطفل بالإضافة لعوامل أخرى مثل المؤثرات البصرية والأزياء التي ترتديها الشخصية الرئيسية بجانب السنافر، وهي مؤثرات ــ كما أوضح رجب ــ تعزز وتساهم في تمرير وإيصال مضامين ورسائل العرض بعفوية وتجرّد إلى ذهن وحواس الأطفال في الصالة.
وحول رغبته في عرض المسرحية خلال أيام عيد الأضحى القادم، أكد رجب أنه دائما ما يخالف فكرة العرض الواحد في المهرجانات المسرحية، لأنها تصيب القائمين على العمل بالفتور والإحباط بعد أسابيع أو أشهر طويلة من البروفات والتحضيرات والأداء الجسدي والتقني والإداري المرهق، وبالتالي كما قال فإن خيار عرض المسرحية في العيد يحقق للمشاركين في العرض وللأطفال متعة مضاعفة من الفرجة والتجريب والابتكار وتنويع الأدوات خلال العروض المختلفة للعمل.
أعمال نوعية
وفي سؤال حول وسائل تحقيق الفرادة أو التفرد عند تقديم عمل موجه للطفل، بحيث يتجاوز هذا العمل ما سبقه من أعمال نمطية وتكاد تدور في فلك واحد أو تكاد تكون أعمالا كربونية ومستنسخة من بعضها، أجاب رجب “هناك توجه الآن لدى جمعية المسرحيين بالدولة لاختيار الأعمال النوعية والمميزة فقط في المهرجان القادم لمسرح الطفل، ولن يكون هناك سيادة أو تفوق للكم على حساب النوع، خصوصا أن السنوات السابقة بتراكماتها ودوراتها المتلاحقة، باتت بحاجة للتخلص من الأعمال الضعيفة والمتواضعة التي لم تقدم جديدا لمسرح الطفل في المكان”
وأضاف “سيكون هناك فرز مبدئي للأعمال، وستتم الموافقة فقط على النص الجيد والكاتب الجيد والمخرج المتمكن من أدواته والقادر على تحقيق الفائدة الفكرية والفرجة البصرية للطفل في ذات الوقت”.
وأكد رجب بأن فكرة النص القوية والمعالجة الكتابية المتقنة والعارفة، ووجود مخرجين واعين لخطورة وأهمية مسرح الطفل، وكذلك توافر صالات عرض بتقنيات سمعية وبصرية حديثة متطورة، هي كلها عوامل يمكن أن تخلق العرض المدهش والمتفرد الذي نتطلع إليه جميعا.
غياب التقنية
وعن سبب غياب التقنيات المتطورة رغم الدعم الكبير الذي يحظى به المسرح في الدولة، قال رجب “نحن متطورون تقنيا بالمقارنة مع الدول المجاورة لنا، ولكن على المستوى العالمي فهناك نقص كبير ونحن غير مواكبين للقفزات التقنية الهائلة للمسارح الحديثة في الحواضر الأوروبية أو الغربية عموما”.
وعن سبب غيابه لفترة طويلة عن الإخراج لمسرح الطفل بعد تقديمه لأعمال سابقة وحاضرة في الذاكرة المسرحية مثل “بطوط الشجاع” و”روبن هود”، أشار رجب إلى صعوبة التعامل مع وعي وحساسية الطفل، والدخول في مجازفة غير محسوبة لدى محاولة تقديم المستوى الفني الأمثل والمهيأ للتواصل مع مستوى تفكير الطفل الذي بات يتعاطى مع التكنولوجيا الحديثة ويخترق آفاق جديدة في كيفية تفسير الظواهر المحيطة به.
وبرر رجب أسباب غيابه الأخرى بقلة الإمكانيات والتقنيات التي توازن بين الواقعية في المحتوى وبين الإبهار عند تنفيذ العمل وتجسيده على الخشبة،، وهي تقنيات - كما أشار - يمكن تخطيها وخلق بدائل لها في مسرح الكبار مثلا، حيث يمكن له أن يمارس التجريب في أنماط واتجاهات فنية مختلفة مثل المسرح الكوميدي، والجماهيري والمسرح الشعبي، والمسرح الأسود، وغيرها من الاتجاهات والتيارات الفنية.
المصدر: الشارقة