محمد قناوي (القاهرة) - حسم الدكتور صابر عرب وزير الثقافة المصري أزمة اختيار رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 35 باختياره رئيس المهرجان السابق، عزت أبوعوف لتولي رئاسة الدورة الجديدة، التي تبدأ نهاية نوفمبر المقبل، كما ستتولى سهير عبد القادر منصب نائب رئيس المهرجان. وقال وزير الثقافة إن الوزارة ستتولى تنظيم ورعاية المهرجان في دورته الجديدة لهذا العام، وستستعين بشخصيات لها خبرة سابقة في إدارة المهرجان نظراً لضيق الوقت. وأوضح الدكتور صابر عرب أن دورة مهرجان العام الماضي تم تأجيلها ضمن عدة أنشطة ثقافية وفنية، بسبب الاضطرابات التي سادت البلاد، وهناك تصميم على ظهور الدورة الجديدة للمهرجان حتى لا يتعرض لسحب صفة الدولية منه. وقد بدأت أزمة المهرجان منذ قرار عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، بإلغاء دورة المهرجان العام الماضي، وهو ما جعل قيمة واسم المهرجان تحت تهديد شديد لاحتمال سحب الشارة الدولية منه، إذ تنص قوانين الاتحاد الدولي للمنتجين والسينمائيين على سحب شارة أي مهرجان يتم إلغاء دورتين متتابعتين له، ولذلك اهتم صابر عرب، وزير الثقافة الحالي، بعد توليه الوزارة بهذا الملف وقرر عودة المهرجان هذا العام بعد مشاورات مع الجهاز القومي المصري للسينما واتفق المخرج مجدي أحمد علي، مع الوزير، على طرح مناقصة بين الجمعيات والمؤسسات الفنية، لتنظيم المهرجان، وحينها تقدم يوسف شريف رزق الله، رئيس مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بتنظيم المهرجان، وكانت المؤسسة في ذلك الوقت، لا تزال تحت التأسيس، وتم إرساء المناقصة على يوسف شريف رزق الله، لتنظيم المهرجان، وبمجرد الإعلان عن نتيجة المناقصة، قام ممدوح الليثي بصفته رئيس جمعية نقاد وكتاب السينما برفع دعوى قضائية على وزارة الثقافة، لإبطال نتيجة المناقصة، مستنداً على أن مؤسسة مهرجان القاهرة التي يترأسها يوسف شريف رزق الله لا تزال تحت التأسيس، وصدر الحكم لصالح ممدوح الليثي، بأحقيته بتنظيم المهرجان، إلا أن قرار الاتحاد الدولي للمنتجين المنوط به هذه القرارات، قرر في اجتماعه على هامش الدورة الأخيرة من مهرجان كان، إسناد مسؤولية تنظيم المهرجان الى يوسف شريف رزق الله، ومنذ ذلك الحين، والصراع على أشده بين الجهات، الى أن أصدر وزير الثقافة قراره بتولي الفنان عزت أبو عوف رئاسة المهرجان. وقد أثار إعلان وزارة الثقافة استعادة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مرة أخرى قلق مؤسسة “مهرجان القاهرة” التي كانت ستنظم الدورة الجديدة ولكن حكم المحكمة الإدارية أبعدها مؤقتا عن تنظيمه. وقال يوسف شريف رزق الله رئيس مؤسسة “مهرجان القاهرة” إنه يرفض أن تشرف الدولة أو تتدخل في الجانب الفني للمهرجان، مؤكدا أنه سيرفع مذكرة الى وزير الثقافة حتى يضمن بقاء الوضع على ما هو عليه بلا تعديل أو تدخل من جانب الدولة. وأوضح رزق الله أنه تم الانتهاء من 70 في المئة تقريبا من أعمال المهرجان، وتمت مخاطبة دول العالم التي تشارك بأفلامها ولم يعد وأراد إلغاء فيلم أو الاعتذار، خاصة أن موعد إقامة المهرجان قد اقترب. ورغم أن قرار وزارة الثقافة مبرر بأنه لحماية المهرجان وعدم سحب صفته الدولية من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين، خاصة في ظل الملاحقة القضائية التي بدأتها جمعية كتاب ونقاد السينما التي ترى أن لها الحق في تنظيم المهرجان فإن رزق الله أخلى مسؤوليته عن وصول أمر المهرجان للقضاء، وأكد أن هذا حدث بسبب أخطاء وقعت فيها وزارة الثقافة وليس من العدل أن تتحملها مؤسسة “مهرجان القاهرة” التي أسند اليها المهرجان بخطاب رسمي من الوزارة أرسلته بعد ذلك الى رئيس غرفة صناعة السينما والاتحاد الدولي للمنتجين. ولم يرفض رزق الله التعاون مع وزارة الثقافة إذا كانت تبحث عن صالح المهرجان وحمايته، وقال إنه يقبل الإشراف المالي على كل كبيرة وصغيره للمهرجان، بالإضافة الى إقامته تحت رعاية الوزارة، على أن يفتتحه ويختتمه الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، بشرط الإبقاء على الهيكل الفني للمهرجان كما هو بداية من الرئيس حتى أصغر مسؤول في المهرجان. وطالب رزق الله وزير الثقافة بأن يرفع قيمة الدعم المخصص للمهرجان لا أن يكتفي بنسبة الـ50 في المئة، مشددا على أن حال البلد الآن يصعب معه وجود رعاة يتحملون الـ50 في المئة الباقية، كما أن المهرجان كان مدعوما من قبل بنسبة 100 في المئة في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.