الشهرستاني: نسعى لتحويل النفط إلى ثروة مستدامة
أعطى وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إشارات إلى أن بلاده تعتزم خلال السنوات الست المقبلة تحويل الثروة النفطية إلى ثروة مستدامة. في نفس الوقت أكد مسؤول نفطي أن العراق يعتزم وضع معيار رئيسي جديد لتسعير النفط اعتبارا من أبريل المقبل.
وقال الشهرستاني إن النية تتجه إلى أن يكون العراق في طليعة دول العالم في مجال انتاج وتصدير النفط الخام، عندما تقترب معدلات انتاج النفط الخام من 12 مليون برميل يوميا بالاستعانة بكبرى شركات النفط العالمية.
وأضاف “لقد طال انتظار العراقيين وآن الأوان لكي يستفيدوا من ثروتهم النفطية الهائلة وتحويل إيراداتها إلى مشاريع عملاقة في جميع المجالات الصناعية والصحية والزراعية وإعادة البناء والإعمار وحل مشاكل أزمة السكن”.
وقال “يكفي نفط العراق جميع العراقيين وسيكون عنصر لحمة وليس عنصر نزاعات طائفية، ونعمل حاليا على تشكيل صندوق استثماري للأجيال القادمة”.
وبحسب تقديرات وزارة النفط العراقية يبلغ حجم احتياطي البلاد المعلن من النفط الخام حاليا 115 مليار برميل، واحتياطي آخر في طور الاستكشاف يقدر بـ214 مليار برميل، فضلا عن دراسة تشير إلى أن مناطق غرب العراق واعدة بالنفط الخام والغاز الطبيعي.
وذكر الشهرستاني أن “الاستثمارات النفطية الهائلة ستكون بوابة لحل أزمة البطالة في البلاد، وربما يضطر العراق مستقبلا إلى الاستعانة بالعمالة الخارجية”.
وتابع “أن هذه الاستثمارات لن تنعكس سلبا على استقرار النفط في السوق العالمية، وقد أعددنا ورقة سيتم طرحها على منظمة أوبك العام المقبل من أجل وضع ضوابط لتحديد الحصص، وسياستنا هي تعظيم الإيرادات وليس تعظيم الإنتاج ونسعى إلى العدالة في توزيع الحصص في منظمـة أوبك”.
وأكد أن “ 18 ائتلافا تمثل 15 من كبريات الشركات النفطية العالمية من 13 بلدا حصلت على تراخيص الاستثمار في تطوير 10 حقول نفطية غالبيتها في جنوب العراق، وستعمل جميعا على رفع سقف الإنتاج خلال السنوات الست المقبلة إلى 12 مليون برميل يوميا”. وأضاف أن “خارطة هذه الشركات تعطينا اطمئنانا بأنها ستعمل بالعراق وستجلب الخبرة والمعدات وتهيئة فرص عمل هائلة، وفي كل الأحوال دخلت هذه الشركات العراق عن طريق المنافسة وليس عن طريق التأثيرات السياسية وقد أحدثت ثورة في عالم التعاقدات النفطية”.
ومضى يقول “لسنا قلقين من أن هذه العقود طويلة الأمد وتمتد لأكثر من 20 عاما لأن هذه الفترة ستلزم الشركات بالاستمرار بالإنتاج ومن مصلحتنا الحفاظ على مستويات إنتاج الذروة الذي ستصل اليه الشركات خلال سنوات التطوير”.
وذكر تقرير لوزارة النفط أنه تم بين عامي 2004- 2009 إنجاز محطة انتاج النفط الخام في حقل أرطاوي الجنوبي بطاقة 50 ألف برميل يوميا، وحفر 160 بئرا نفطية وغازية وآبار حقن الماء لتعزيز الإنتاج، واستصلاح 660 بئرا ورفع سقف انتاج الخام إلى أكثر من مليونين و500 ألف برميل يوميا في 2010.
كما أنجز حفر آبار نفطية في حقول أبو غريب والتعاقد مع شركة أميركية لحفر 20 بئرا نفطية في حقول بزركان بالعمارة، وبدأ ضخ النفط الخام في حقل الناصرية بطاقة إنتاجية تصل إلى 50% من طاقته الأولية، وتأهيل حقل عجيل في كركوك بطاقة 35 ألف برميل يوميا.
وأضاف أن الوزارة أكملت تشغيل مصفاة التكرير في كل من النجف وميسان بطاقة 30 ألف برميل يوميا لكل منهما، وتم نصب وحدة تكرير جديدة بطاقة 70 ألف برميل يوميا في مصفى الدورة.
من جهة أخرى قال فلاح العامري رئيس مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) إن العراق سيتحول إلى استخدام مؤشر آرجوس للخامات عالية الكبريت كمعيار رئيسي لتسعير مبيعات النفط الخام للولايات المتحدة، بدلا من العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف.
وأضاف أن “التحول إلى مؤشر آرجوس كان الحل الأمثل لنا لضمان استقرار الأسعار وكذلك لإرضاء عملائنا”. وتابع أن التحول من شأنه المساعدة على تجنب “التقلب وعدم الاستقرار” في الأسعار التي تستند إلى خام القياس الأميركي.
المصدر: بغداد