يعد السماد الطبيعي العضوي الأفضل بالنسبة للمزارعين قديماً، وبعد تجارب عديدة خلال السنوات الماضية، وبعد الطفرة ودخول أنواع كثيرة من السماد الذي يستورد من الخارج، واحتوائه على الحشرات والأفاعي، وجد السماد العضوي والطبيعي رواجا بين المزارعين الذين عاصروا الآباء وكانوا شاهدين على أفضلية السماد بالطريقة التقليدية، وفي إحدى المزارع في منطقة كدرة بجانب منطقة شوكة التابعة لإمارة رأس الخيمة، أقام خلفان خميس، وهو رجل متعلم ومتقاعد، مطبخاً خاصاً لإنتاج السماد بطريقة صحيحة تقتل كل ما يمكن أن يضر بالزراعة أو البيئة. روث الحيوانات ويقول خلفان خميس إن المكان يسمى مطبخاً لأن كل المخلفات من روث الإبل والأبقار والماعز والغنم وورق الشجر، ومخلفات القطف والمنتجات الزراعية التي فاضت، كل ذلك يوضع في حوض لمدة تصل إلى شهر ونصف الشهر وحتى شهرين، وذلك لأن كل تلك المخلفات تحمل مواد حية مثل البذور وغيرها، وهي في ذات الوقت حارة وحارقة للزراعة، لذلك عندما تترك تلك المدة تقتل كل ما يضر بالبيئة والزراعة ويصبح السماد جاهزاً للاستخدام. والأسمدة الصناعية ربما تعطي إنتاجاً أفضل ولكن على مر السنين كانت الأسمدة الطبيعية الأفضل للإنسان الذي يعمل في محيط زراعي، وللأرض أيضا والمطلوب ان يهتم كل مزارع بجمع المخلفات وإرسالها لمن يملك مكانا لتصنيع السماد الطبيعي على أن يحصل على حصة منه وبذلك يحل جزءاً من مشكلة السماد الطبيعي، الذي يكون قليلا لو أن كل شخص بمفرده حاول أن يحصل على كمية كبيرة لمزرعته. وذكر خلفان أن كل منزل في الإمارات قد زرع بأنواع مختلفة من الأشجار، ويقوم أصحاب تلك المنازل برمي مخلفات الأشجار، ولا يهتم الكثيرون بالمياه المتخلفة عن غسل الأسماك والخضراوات والفواكه، فهي مناسبة للجمع في أوعية، وتلك الأوراق والمخلفات المتساقطة من الأشجار مع تلك المياه يمكن أن تجعل الأشجار المثمرة أكثر إنتاجاً وعطاء، كما يمكن استخدام مخلفات سوق الخضراوات والفواكه ونشارة الخشب. قيمة البول السمادية وحذر خلفان من استخدام الجيف أو اللحوم لما لها من ضرر على البيئة وعلى الإنسان، لأنها تجلب القطط والفئران، مؤكدا أن الرجل الإماراتي كان منذ القدم عالما بمحيطه البيئي وهو من أشد الناس حرصا على نظافة الأرض والمحيط الذي يعيش من خلاله، ولذلك كانت كل أسرة تنظف يوميا خارج المنزل وتجمع النفايات التي كان معظمها طبيعيا، ومن ثم تقوم بطمرها أو تجفيفها ويعاد استخدامها للزراعة. من المعلومات المهمة بالنسبة لخلفان أن روث الغنم والخيول أفضل من الماعز والجاموس، لأن الأبحاث تؤكد أن النوع الأول يحتوي على الكثير من المركبات الغذائية المهضومة وغير المهضومة، وتختلف القيمة الغذائية للروث باختلاف نوع الحيوان وإنتاجه وغذائه، كما تتفوق قيمة البول السمادية على قيمة الروث لاحتواء البول على نواتج تمثيل المواد الممتصة، ويختلف البول أيضاً باختلاف غذاء الحيوان ومجهوده وكمية مياه الشرب التي يتناولها. مسببات الأمراض أما المخلفات التي تأتي من الحيوانات يتم التخلص من السوائل التي بها بتلك الطريقة وهي أن تبقى تحت الشمس، لأن الحرارة تجففها تماماً، وبالنسبة لمن لديهم مصانع للسماد فإنهم يقومون بعمل مجموعة من أنواع السماد، ويتعاملون مع المخلفات الخشنة للمحاصيل الزراعية، أما المخلفات الصلبة فتكون كسماد للتربة أيضا لإعادة العناصر الغذائية لها أو كغذاء وعلائق للماشية والدواجن وللأسماك، بعد تعقيمها والقضاء على مسببات الأمراض والتخلص من محتوى العقاقير الذي يوجد بها. وللاستفادة من الروث لابد من حفظه بتجميعه فى حوض يعد لهذا الغرض مع حمايته من الشمس والأمطار، والكائنات الحية التي تعمل على تحويل اليوريا إلى كربونات أمونيوم التي تتحلل إلى أمونيا، وثاني أكسيد الكربون فيفقد الآزوت الأمونيا، كما يؤدى تنفس هذه الكائنات الحية إلى ارتفاع درجة حرارة الكومة مما يسرع من تطاير الأمونيا خاصة لو جفت كومة السماد.