أزهار البياتي (الشارقة)

بقلائد الضياء وأطيافها الملونة، ترسم الشارقة ملامح حضارية وثقافية وفنيّة متعددة الروافد والوجوه، على أبرز معالمها وصروحها العمرانية، مستعيدة عبر احتفاليتها الرائدة على مستوى العالم والمنطقة لمهرجان أضواء الشارقة الذي يستمر خلال الفترة من 5 إلى 15 فبراير الجاري، حكايات مضيئة تروي إنجازات الإمارة، وتفوقها في مختلف ميادين المعارف والفنون والابتكار، مختزلة عبر احتفائها بعامها العاشر على التوالي محطات مهمة من عمر الدولة، لتصوغها من خلال عروض مبهرة من شلالات النور التي تستقطب بألقها الجميع.

أيقونات ساطعة
عبر انطلاقة مهرجان أضواء الشارقة 2020، تواصل هيئة الإنماء التجاري والسياحي التابعة للإمارة الباسمة فعاليات تظاهرتها الفنية، حيث كان الجمهور من السكان والزائرين على موعد شائق مع العديد من الفعاليات والاستعراضات النوعيّة، من تلك التي حولت 19 موقعاً وصرحاً مختلفاً من أنحاء الإمارة، أهمها «مسجد الشارقة» و«مبنى البلدية»، إضافة إلى المناطق الوسطى والشرقية منها، إلى أيقونات ضوئية ساطعة تشع ببريق الألوان، مستثمرة في رسمها أحدث التقنيات الكهربائية المعاصرة، تمتزج فيها إبداعات الضياء مع تكنيك أشعة الليزر وفنون الفيديو والصور المتحركة، مجسدة فصول ملحمة بانورامية تخطف الأبصار، طارحة أفكاراً ضوئية تدور حول روافد ثقافية وإنسانية مختلفة من حضارة الإمارات وإرثها التاريخي، إضافة إلى مشاهد تختزل ريادتها وتألقها كأنجح كيان متحد في العصر الحديث.

حدث ثقافي بديع
ويشير خالد المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، إلى أهمية هذا الحدث، قائلاً: «منذ بداية انطلاقته حقق مهرجان أضواء الشارقة شهرة واسعة مستقطباً جماهير غفيرة ومتزايدة من الزوار من داخل الدولة وخارجها، واليوم أثناء احتفالنا بنسخته العاشرة على التوالي، نرتقي ونتطور أكثر فأكثر بإرثه الحضاري الغني كحدث ثقافي بديع ونوعي في المنطقة، ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه، إلا بدعم متواصل من صاحب السمو حاكم الشارقة ونهجه الطموح».
ويتابع المدفع: «في هذا العام يمر المهرجان بمحطات مهمة من مسيرة النجاح التي قادها خلال المواسم الماضية، والذي يواصل حصد شهرة واسعة من خلال تقديم عروض ضوئية مبهرة ترتقي بالذائقة الفنية للجماهير من السكان والمقيمين، كما تعدهم بحضور عروض ضوئية وعالمية مذهلة، تعبّر عن روح الشارقة وملامح من ثقافتها الإنسانية، كما أن هذا الحدث العالمي المميز يسهم في الترويج لأهم المعالم السياحية والتراثية في الإمارة، وفق قوالب فنيّة مبتكرة، ترسمها مجموعة من اللوحات والعروض الضوئية في مختلف الأماكن والمواقع السياحية التي تمثل وجهة مثلى للسياحة العائلية على خريطة العالم».

«مسجد الشارقة»
وفي دورته الحالية أضاف مهرجان الأضواء في الشارقة إلى قائمته السنوية مزيداً من المواقع الجديدة التي اكتست شلالات الضياء، برز من بينها المعلم الحضاري المتميّز لـ«مسجد الشارقة» الذي يعد واحداً من أحدث وأكبر المعالم الإسلامية في عموم الإمارة وأكثرها جمالاً وفرادة، لما يتصف به من خصوصية وتفاصيل غاية في الثراء من نواحي الاتساع، والتصميم، واستراتيجية الموقع والمكان، حيث يقف شامخاً بهندسته المعمارية المهيبة، على رقعته الخضراء الخلابة والقريبة من المدينة الجامعية في الشارقة، وبمسافةٍ تقل عن عشرين دقيقة فقط، ليشع بأنواره المبهرة على مدى 11 يوماً وليلة، تتدفق خلالها فوق واجهاته كافة، أعمدته، وقبابه، مع أجزاء من مئذنتيه العاليتين، أنهاراً من نقاط الأضواء والألوان والصور.

«احتفالية الأنوار»
مهرجان الأضواء يزخر بمشاهد آسرة، لعرض مدهش يحمل عنوان «احتفالية الأنوار»، للفنان العالمي لوران لانجلوا، يتضمن تركيبات بصرية، وإضاءة تنسجم مع خطوط تصميم المسجد وعمارته الإسلامية المتميّزة، إضافة إلى صفحات مضيئة مما ورد في القرآن الكريم، كما يبرز البرنامج في ذات الأوان مدى الثراء الذي يتمتع به هذا الصرح الجميل، والذي صمم وبني وفق إيقاع يحتفي بالعناصر الأساسية الأربعة للحياة، وطاقات كل من: «الماء والتراب والنار والهواء».