إبراهيم سليم (أبوظبي) - أكد مستشفى الكورنيش في أبوظبي، استقباله أكثر من 8 آلاف حالة ولادة سنوياً، وأن من 15% إلى 20% من الولادات لأطفال “خدج”، ما يستوجب العناية بالكادرين الطبي والتمريضي لتقديم خدمات متميزة للأمهات، والمواليد. جاء ذلك، خلال احتفال المستشفى أمس، بتخرج أول دفعة من الممرضات المختصات في العناية الفائقة بالأطفال حديثي الولادة “الخدج”، والتي تضم 12 ممرضة، انتسبن لبرنامج تدريبي انطلق في شهر يناير الماضي، واستمر ستة أشهر، لصقل مهاراتهن في هذا التخصص النادر، وذلك بالتعاون مع جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية، كجزء من استراتيجية شاملة لتعزيز التعليم وتحسين الرعاية الصحية، وزيادة عدد العاملين في مجال الرعاية الطبية في أبوظبي. قالت الدكتورة مريم المزروعي، نائب الرئيس التنفيذي بمستشفى الكورنيش، إن الدورة التدريبية تضمنت تدريباً عملياً، وتعد الأولى التي يجريها المستشفى، وستتبعها عدد من الدورات والبرامج التخصصية للمرضات، بهدف رفع مستواهن المهني بما يعود على الخدمات الصحية المقدمة للمراجعات، مؤكدة أن البرنامج يمنح شهادة من جامعة إنديانا الأميركية، ويركز على الممرضات اللاتي يعملن بقسم الرعاية بالأطفال الخدج، ويسعى لتنمية وإكسابهن المهارات التي تمكنهن من تقديم رعاية مثلى للخدج. أضافت، “بصفته أكثر مستشفيات الولادة إقبالاً وأكبرها في الإمارات العربية المتحدة، باستقباله أكثر من 8000 حالة ولادة سنوياً، واحتوائه على وحدة عناية مركزة بالمواليد الجدد تضم 64 سريرا، يدرك مستشفى الكورنيش، أهمية التعليم المستمر والتميز في الممارسة السريرية، لافتة إلى أن التمريض الخاص بحديثي الولادة مهمة ليست سهلة ملهمة، وعليه فإننا نشجع ونوفر فرصاً كبيرة للممرضين والممرضات المواطنين لممارسة هذه المهنة. وقالت، “يستقطب مستشفى الكورنيش نحو50% من إجمالي الولادات في إمارة أبوظبي، بينما تتوزع النسبة الباقية على باقي المستشفيات، مشيرة إلى أن نسبة الولادات الخدج تتراوح بين15% إلى 20% من إجمالي الولادات داخل المستشفى، وعلى اعتبار أن الكورنيش تمثل الضمانة الرئيسية والحقيقية للعناية بالخدج توجب علينا كإدارة للمستشفى وطبقاً لاستراتيجية شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” توجب الاعتناء بالكادر الطبي والتمريضي ، ونظراً لكون هناك ندرة في عدد العاملات بأقسام العناية بالخدج تم تنظيم هذا البرنامج الذي استفادت منه كمرحلة أولى 12 ممرضة من العاملات بالقسم ويملكن الخبرة لكن تنقصهن الشهادة المعتمدة. وذكرت أن وحدات العناية بالخدج الموجودة بالمستشفى والبالغ عددها 65 وحدة تحتاج إلى تنمية مهارات العاملات فيها، واللاتي يتجاوز عددهن أكثر من 100 موظفة بالقسم. وأكدت المزروعي، أن البرنامج من بين أهدافه تشجيع المواطنات على الانضمام إلى قطاع التمريض في التخصصات الملائمة للثقافة المجتمعية، حيث يمكنهن العمل في التخصصات الخاصة بالنساء والتوليد وتخصصات الأطفال، وكذلك رعاية الأطفال الخدج، وقد يكون البرنامج نقطة تحول في علاقات المواطنات بالعمل في مجال التمريض. وذكرت أن الأولوية في البرنامج حاليا للعاملات في المستشفى، وفي المستقبل سيتم فتح المجال للمستشفيات التابعة لـ “صحة” للاشتراك في الدورات ومن بعدها مستشفيات القطاع الخاص الراغبة في الاشتراك لافتة إلى أن البرنامج سيحل المشكلة للمستشفيات التي لديها غرف عناية بالخدج، لكن لا تستطيع الاستفادة منها لعدم توافر الكادر التمريضي المؤهل. من جانبه، قال جون لافتر الرئيس التنفيذي بالمستشفى، إن هناك خطة يتم العمل عليها حالياً تهدف إلى جعل الكورنيش مستشفى تعليمياً، لذلك خططنا للعديد من البرامج الموجهة لتنمية المهارات وتطوير الكفاءات الموجودة، منها الخاص بالأطباء والممرضات، في الأقسام المختلفة، وكذلك برنامج خاص بالقبالة، وآخر خاص بالزمالة، لافتاً إلى أن المستشفيات التعليمية الأقدر على تقديم الخدمات العلاجية المتميزة والعناية بالمرضى، لذلك سيكون الكورنيش متابعاً جيداً للتطور الطبي عالمياً، وسيعمل على تطوير وتنمية قدرات كوادره المهنية. وقال، إن وحدات العناية بالخدج الموجودة حاليا كافية في المرحلة الراهنة، لكن المشكلة الحقيقية ليست في توافر وحدات الرعاية بالخدج، إنما في الكادر التمريضي المؤهل للعناية بالأطفال. بدورها أكدت شيرلي هارجريفز مساعدة مدير التمريض بقسم حديثي الولادة بمستشفى الكورنيش، أن كل مشاركة من الممرضات أثبتت التزاماً وعزماً كبيرين في مواصلة العمل بدوام كامل في الوحد، لافتة إلى أن الخبرة المكتسبة من إتمام الدورة التدريبية لا تزيد في ثقتهن بأنفسهن وبمعارفهن الشخصية فحسب، بل ستكون عاملا مساهما في تحسين سلامة المرضى في وحدة العناية المركزة بحديثي الولادة. وقالت زينة طبارة إحدى الخريجات والحاصلة على المركز الأول في البرنامج، إنها لاحظت وجود فارق كبير بين الخبرة التي كانت تملكها وبين المعلومات التي اكتسبتها من خلال البرنامج الذي مزج بين الخبرة والتعليم.