الكرة العراقية دائماً ولادة للنجوم، والتاريخ الكروي خير شاهد على ذلك، ولكن في الفترات الأخيرة تزايدت الهموم رغم محاولات الإصلاح لكن يكفي القول بأن المنتخب العراقي بالكامل لا يستطيع التجمع داخل الوطن، رئيس اتحاد اللعبة يقضي فترات طويلة خارج الوطن، الدوري العراقي ما يزال يعيش مراحله الصعبة سواء من ناحية الملاعب أو اللاعبين أيضاً، ونفس الشيء بالنسبة للحكام الذين عانوا ويعانون كثيراً. وأكد صباح عبد عيدان الساعدي الحكم الدولي العراقي والذي شارك في إدارة مباريات خليجي 20 أن الحكم العراقي متواصل ومواظب على عمله ويحب مهنة التحكيم رغم الظروف الصعبة التي ظل يعيشها في سنواته الماضية وحالياً، وقال: ظروفنا صعبة ونقوم بإدارة الكثير من المباريات بدون وجود أمن كافٍ أو استقرار ونضحي بانفسنا ونذهب لإدارة المباريات في المناطق الساخنة وفي تقديري أن أول وسام يجب وضعه على صدر الرياضة العراقية لابد أن يكون للحكم العراقي. وعن هموم الحكم العراقي قال: الجمهور هو عزاؤنا الوحيد فبعد سقوط بغداد قمت بإدارة أقوى مباراتين جماهيريتين في العراق الأولى ضد الوزراء وأربيل وحضرها ما يقارب 60 ألف متفرج وكان الجميع لا يتوقع الحضور الجماهيري الكبير وسط الظروف الأمنية الصعبة في ملعب الشعب الدولي في بغداد، والمباراة الثانية بين الفلسطينيين في مباراة كسر الحصار على العراق وحضرها أكثر من 70 ألف متفرج في ملعب الشعب أيضاً. وأضاف: نتحمل الكثير من صيحات الاستهجان ضد الحكام في الملاعب ومع ذلك نغلق أذننا حتى لا تتفاقم الأمور وللأسف نحن نتفهم معنى الحرية بشكل خاطئ في العراق والرياضة هي التي قامت بتوحيد الشعب العراقي وليست السياسة ونحن حكام نتحمل الكثير طالما أن ذلك سوف يساهم في وحدة العراق والتفاف الجمهور حول الرياضة بشكل عام. وعن المقابل المادي للحكام في الدوري العراقي قال صباح الساعدي: في بداية الأمر كنا نعاني حيث في كنا نتقاضى في بداية الدوري أجور ضعيفة للغاية لا تليق بالحكم العراقي ولكن في آخر سنتين تحسن الوضع نسبياً حيث ارتفع أجر الحكم إلى درجة مقبول حيث نحصل في المباراة الواحدة للفئة الأولى على 150 دولارا، واذا كانت المباراة خارج بغداد فان الأجر يصل إلى 400 دولار عن المباراة. وأضاف: الوضع المعيشي حالياً صعب في العراق ونتمنى ونطمح للأفضل بشأن الحكم العراقي واستقرار الحكم جزء مهم من نجاح البطولات المحلية وعلى الاتحاد العراقي النظر بعين أفضل مما عليه الحال في الوقت الراهن، وقال: شخصية الحكم جزء مهم من نجاح اللعبة ولو تمت مقارنة الحكم باللاعب فإن الوضع سيكون مختلفا تماماً فعقود اللاعبين ما بين 80 إلى 90 ألف دولار وهي أرقام عالية جداً بالنسبة للاعبين مقارنة بالحكام، وأنا لا أرى أي اختلاف بين حياة اللاعب والحكم ولكن الوضع الحالي يضع الكثير من الفروق بين الحكام واللاعبين وهذا بكل تأكيد يؤثر على شخصية الحكم العراقي بشكل عام في إدارته للمباريات، بسبب الفوارق الكبيرة بين ما يعطى للاعب وما يحصل عليه الحكم. وأضاف: تضم قائمة حكام الساحة العراقيين الدوليين 6 حكام، إلى جانب 8 حكام مساعدين، أما حكام العراق بشكل عام فان العدد كبير للغاية ويكاد يكون الأكبر في المنطقة العربية ويصل إلى حوالي 520 حكماً. وأوضح الساعدي أنه في ظل الأوضاع الحالية سواء الدوري المحلي أو اللعبة بشكل عام فانه من المستحيل أن نجد الكرة العراقية ترتقي إلى ما هو أفضل مقارنة بالدول المجاورة للعراق ومن الصعب مواكبة العالم الكروي المحيط بنا في مثل هذه الأمور لأن مستوى البنية التحتية للكرة العراقية صفر، حيث الملاعب غير صالحة لكرة القدم، والأمر الثاني الذي نعاني منه هو عدم وجود دوري شباب أو ناشئين أو أشبال وهذه الدوريات الثلاثة هي الأساس في تكوين منتخبات وفرق مختلفة سواء بالأندية أو المنتخبات بدرجاتها المتنوعة، وبناء الرياضة لابد أن يتواكب معه وجود دوري لهذه المراحل السنية، وهذه من وجه نظري أعتبرها انتكاسة كبيرة للكرة العراقية ولن ترقى طالما أن هذه الفئة مهملة تماماً ولا تلقى الرعاية والاهتمام للتطوير.