أبوظبي (وام)
سجلت إمارة أبوظبي تقدماً ملحوظاً في مجال حماية الكائنات الحية المهددة بالانقراض بعد نجاحها في خفض عدد أنواع هذه الكائنات بنسبة 25,3 بالمائة خلال 4 أعوام، وذلك بحسب تقرير صدر حديثاً عن مركز الإحصاء في أبوظبي.
وكشف التقرير أن عدد أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض تراجع من 71 نوعاً في عام 2014 إلى 53 نوعاً في عام 2017، من ضمنها 15 نوعاً من الطيور، و13 نوعاً من الأسماك، وهو مؤشر على نجاح جهود الحفاظ على التنوع الحيوي في الإمارة.
وتمثل الأنواع المعرضة للانقراض نسبة 2 % من الأنواع المعروفة باستثناء اللافقاريات، وفق القائمة الحمراء الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وتضع إمارة أبوظبي حماية البيئة في مقدمة الأولويات، باعتبارها مطلباً أساسياً لتحقيق نمو مستدام ومتوازن وشامل، حيث وصل عدد المحميات الطبيعية في الإمارة إلى 19 محمية، 13 منها برية، و6 بحرية، تشكل في مجموعها ما نسبته 6 بالمائة من المساحة الإجمالية للإمارة.
وتتمتع إمارة أبوظبي بتنوع فريد في الموائل الطبيعية، ضمن بيئة صغيرة نسبياً وذات ظروف طبيعية قاسية، وقد تم تحديد 12 موئلاً برياً وبحرياً حيوياً في الإمارة، إلى جانب العديد من الموائل الفرعية.
ونفذت هيئة البيئة -أبوظبي مشروعاً شاملاً لإعداد خريطة بالموائل على مستوى الإمارة، ونتج عن ذلك أول خريطة على الإطلاق، تضم الموائل البرية والبحرية كافة، والتي مثلت أهمية بالغة في فهم نطاق الموائل الموجودة، ومدى الحاجة إلى حمايتها، ً سواء بصورة رسمية بضمها إلى شبكة المحميات الطبيعية أو بأساليب حماية أخرى.
وتعتبر الإدارة الجيدة للشبكة النموذجية من المحميات الطبيعية البحرية والبرية في إمارة أبوظبي من أقوى إجراءات الحماية المتخذة وأكثرها فعالية، من أجل حماية التنوع البيولوجي من التهديدات المختلفة. وتشكل محميات أبوظبي ملاذاً آمناً لأنواع عدة من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، منها الغاق السوقطري والصقر الأسخم، ولم يسجل إلى الآن انقراض أنواع من الطيور في الإمارات من خلال الحقب الأخيرة.
وتدعم إمارة أبوظبي مجموعة كبيرة من المبادرات والبرامج المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن الأمثلة على ذلك، استضافة ودعم الأمانة العامة لصون المها العربي، وإعادة توطين المها العربي والوعل النوبي، ومشاركة حكومة تشاد في إعادة توطين المها الأفريقي. وأبرمت الإمارة مذكرات تفاهم دولية بشأن حماية أبقار البحر والسلاحف البحرية والطيور المهاجرة، وتستضيف مكتباً لاتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة، حيث تمول البرامج كافة الخاصة به منذ عام 2008.