دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأقسى العبارات، العملية الإرهابية التي وقعت اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الليبية طرابلس، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من العاملين في الوزارة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام محمود عفيفي، في بيان صحفي اليوم، إن "هذه العملية النكراء تأتي لتؤكد من جديد أن يد الإرهاب الآثمة لا تتورع عن ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة بحق الأبرياء، وأن هناك من يسعى لعرقلة الجهود المبذولة لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا وإطالة أمد الأزمة الليبية، وهو الأمر الذي يستلزم بذل المزيد من الجهد على المستويين الدولي والإقليمي لمساعدة الشعب الليبي على تخطي هذه الأزمة على النحو الذي يضمن إحلال كامل الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا، والحفاظ على وحدة الأرض الليبية، واستكمال بناء مؤسسات الدولة".
بدروها، أهابت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية بضرورة التضامن ونبذ الفرقة والوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب ومجابهة كل من يحاول العبث بمقدرات الليبيين وصولاً إلى دولة المؤسسات التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
من جانبها، قالت وزارة الخارجة بحكومة الوفاق، في بيان لها، إن "عناصر إرهابية قامت صباح اليوم بهجوم انتحاري على مقر ديوان وزارة الخارجية بطرابلس".
وأضافت: "وبعد أن فتحوا النار باستخدام الأسلحة النارية قام أحد المهاجمين بتفجير نفسه داخل المقر وأسفر عن هذا الاعتداء عن وقوع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى".
ومن جهته، دان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف مبنى وزارة الخارجية الليبية.
ووصف السلمي، في بيان صحفي اليوم، الهجوم بـ"الإرهابي الجبان"، مؤكداً أن "هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تقوم بها عصابات إجرامية لن تثني دولة ليبيا عن المضي قُدماً لاستكمال المسار السياسي وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية وصولاً للحل الشامل للوضع في دولة ليبيا".
وجدد السلمي دعم البرلمان العربي وتضامنه التام مع دولة ليبيا في كل ما تقوم به من "خطط وإجراءات للتصدي لهذه العصابات الإرهابية الجبانة حفاظاً على أمن ليبيا وسلامة مواطنيها، ودعم المسار السياسي في دولة ليبيا بما يحفظ وحدة وسيادة الدولة الليبية تحقيقاً لتطلعات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار".
وكانت مصادر ليبية مطلعة أفادت بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين جراء هجوم نفذه أربعة مسلحين واستهدف مقر وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس اليوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) اليوم عن المصادر قولها إن اثنين من الإرهابيين فجرا نفسيهما، وواحد قتل في تبادل لإطلاق النار مع حراس المبنى.
وأضافت أن حريقاً اندلع في الدور الثاني من المبنى الرئيسي للوزارة، وقد هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى مقر الوزارة الذي تم إخلاؤه من الموظفين.
وأشارت إلى نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
في ذات الوقت، أفاد مصدر بوزارة الخارجية أن عدد القتلى قد يكون أكثر من ذلك.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن عدد القتلى وصل إلى خمسة.
وأفادت قناة (ليبيا) الوطنية بأن أحد ضحايا الهجوم هو المتحدث باسم قوة ثوار طرابلس "عبد الرحمن المزوغي" الذي لقي حتفه أثناء الدفاع عن الوزارة صباح اليوم.
اقرأ أيضاً.. قتلى في هجوم انتحاري استهدف وزارة الخارجية الليبية
ومن جهتها، استنكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأشد عبارات الاستنكار العمل الإرهابي الجبان الذي طال مبنى وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس.
ووصف غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، في بيان صحفي اليوم، الهجوم بـ"الاعتداء السافر"، قائلاً: "لن ينال الإرهاب من قرار الليبيين بالسير نحو بناء الدولة ونبذ العنف، لن نقبل بالمساس بأي مؤسسة رسمية لاسيما من الجماعات الإرهابية وسنعمل مع الشعب الليبي لمنعهم من تحويل ليبيا لملاذ ومسرح لإجرامهم الأعمى".
وأكد سلامة أن مثل هذا الهجوم الذي يستهدف مؤسسات الدولة يمثل اعتداء على جميع الليبيين.
وقد اتصل رئيس البعثة بالمسؤولين للتنديد بـ"العمل الإرهابي" وحثهم على بذل المزيد من الحماية للمؤسسات العامة.
وتتابع البعثة مع السلطات في طرابلس مجريات الأمور وفريقها على تواصل مستمر لتقديم الدعم اللازم في مواجهة تداعيات هذا الهجوم المؤسف.
من ناحيته، أكد سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفكز أن الهجوم الذي تعرض له مقر وزارة الخارجية بحكومة الوفاق لن يغير أي شيء في تعاون ألمانيا مع ليبيا والليبيين.
وقال أوفكز، في تغريدة له بموقع "تويتر" إن الهجوم في طرابلس مروع، مضيفاً "تعاطفنا مع الضحايا وعائلاتهم وجميع الزملاء في وزارة الخارجية "، مؤكداً أن الوزارة ستبقى مكاناً للتبادل السلمي ولن يغير الهجوم أي شيء في تعاون ألمانيا مع ليبيا والليبيين.