دعا الرئيس الألماني كريستيان فولف عقب لقائه نظيره الفلسطيني محمود عباس امس إلى استئناف محادثات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية للتوصل لاتفاق سلام “عادل ودائم”، بينما جدد عباس رفضه القاطع لمقترح إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة كحل مرحلي مع إسرائيل قائلاٌ: “نحن نطالب بدولة على الحدود المحتلة عام 1967 وفق ما أقر دوليا وتطبيق الحل قد يكون بعام أو عامين لكن لا نقبل بحل دولة مؤقتة ليصبح في النهاية دولة ذات حدود نهائية”. وردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم الفلسطينيين بعدم الرغبة في التوصل إلى سلام، قال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع فولف عقب اجتماعهما في بيت لحم جنوب الضفة الغربية “إن صح هذا القول فعلى نتنياهو أن يجربنا فنحن نمد يدنا له ومستعدون لسلام مبنى على الشرعية الدولية بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل”. وأضاف “نريد سلاما ولا يمكن أن يقال إن الفلسطينيين لا يريدون تحقيقه ونحن جاهزون للعمل مع كافة الأطراف من أجل ذلك ونعتقد أن هنالك فرصة تاريخية يجب أن لا نضيعها وندمرها فالوقت ليس في صالحنا أو صالح إسرائيل أو السلام العادل في المنطقة”. وجدد عباس الموقف الفلسطيني الحريص على الوصول إلى سلام وإنهاء الصراع مع إسرائيل إلى الأبد “لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في الحدود المحتلة عام 1967 بأمن واستقرار”. وقال عباس إن الفلسطينيين لن يألوا جهدا في متابعة مسيرة السلام “لأنه ليس أمامنا خيارات أخرى إلا السلام ومتابعة مسيرته”. وأعرب عن أمله في نجاح المساعي الأميركية للتوصل إلى صيغة باستئناف محادثات السلام، مشيراٌ إلى أنه “حتى لو لم تنجح هذه الجهود سنذهب بخيارات سلمية أخرى في إطار السلام والشرعية الدولية للوصول إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة”. وبشأن اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لبحث الموقف من عملية السلام، قال عباس عن الاجتماع سيعقد فور وصول الجواب الأميركي الرسمي حول المساعي للبدء بتجميد الاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية. من جانبه قال فولف، إنه “على قناعة بأن المفاوضات يجب أن تستأنف وتستمر وأن الفرصة الحالية ضرورية للتوصل إلى سلام يقوم على الحلول الوسط”. وأكد فولف حرصه على زيارة الأراضي الفلسطينية عقب زيارته إلى إسرائيل “تعبيرا عن القناعة بأن السلام الدائم يجب أن يكون بناء على حل الدولتين إسرائيلية وفلسطينية قادرتين على الحياة في حدود معترف بها دوليا”. وأضاف: “أنا على قناعة أكبر بأن السلام ممكن عندما تكون النوايا حسنة من جميع الأطراف وأعتقد أن هناك فرصة سانحة للتعاون بين الأطراف المختلفة لأن وقت المصالحة قد حان ويجب وقف الصراع الممتد من عقود”. ودعا فولف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اغتنام الفرص القائمة لقطع الطريق أمام المتعصبين وتحقيق الآمال السلمية في تحقيق سلام دائم للتسوية في المنطقة “ بمساعدة الولايات المتحدة والعالم بأسره”. وأكد فولف استمرار الدعم الألماني للجانب الفلسطيني “انطلاقا من الإيمان بأن أسس عملية السلام تتمثل في بناء مؤسسات دولة قوية”. وأكد فولف التزام ألمانيا بوجود إسرائيل وأمنها، مؤكداٌ في المقابل التزامها بدعم الأراضي الفلسطينية “وهو دور ألماني خاص نحو التوصل إلى سلام عادل ودائم”. وبشأن قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي تأسره حركة “حماس”، قال فولف إنه يأمل أن يرجع هذا الجندي إلى عائلته وأن تتمكن المؤسسات الدولية من الوصول إليه وزيارته وفقا للمعاير الدولية”.