الثوار الليبيون ينتظرون الأوامر لمهاجمة بني وليد
طرابلس، بروكسل (أ ف ب) - يسيطر الترقب على محيط مدينة بني وليد جنوب شرق طرابلس، أحد آخر معاقل أنصار معمر القذافي، وسط إعلان الثوار الليبيين عن استعدادهم لاقتحامها أو منحها مهلة إضافية للاستسلام، فيما تعمل أطراف على إعادة فتح قنوات الاتصال إثر إعلان فشل مفاوضات الأحد. وقال نائب قائد الثوار في ترهونة على بعد 80 كلم شمال بني وليد عبد الرزاق ناضوري إننا “ننتظر الأوامر لبدء الهجوم”. وأضاف “الأمور هادئة حتى الآن، ولا تجري أي معارك رغم فشل المفاوضات”.
ورجح “تمديد المهلة الممنوحة للمدينة للاستسلام حتى يوم السبت المقبل”. وأكد “نحن جاهزون للتعامل مع الحالتين”. وجاءت تصريحات ناضوري بعد ساعات قليلة من إعلان فشل المفاوضات لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمر القذافي في مدينة بني وليد. وكان كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين عبدالله كنشيل أعلن للصحفيين الأحد إخفاق المفاوضات.
وقال كنشيل “لقد أرادوا (أنصار القذافي) المجيء مع أسلحتهم، وقد رفضنا”.
وتابع “طلبوا أن يدخل الثوار بني وليد دون أسلحتهم (بذريعة المفاوضات) ليتمكنوا من قتلهم”. وحول احتمال شن هجوم على المدينة قال كنشيل “أترك للقائد (الثوار الليبيين) التعامل مع المشكلة، ليس لدي ما أقدمه بصفتي رئيسا للمفاوضين”.
وذكر كنشيل أن “القذافي وأبناءه والعديد من المقربين جاؤوا إلى بني وليد” دون أن يحدد تاريخا لذلك، مشيراً إلى أن بعض أنصار القذافي “لاذوا بالفرار” لكن “اثنين من أبناء القذافي” هما الساعدي والمعتصم “لم يهربا”. وأشار إلى أن موسى إبراهيم المتحدث السابق باسم القذافي من بين المقربين الذين لا يزالون موجودين في بني وليد.
وقال أيضا “هناك كثيرون أتوا من طرابلس ومدن أخرى إلى بني وليد. انهم يريدون استخدام هذه المدينة كحصن لهم”. إلا أن ناضوري عاد وأعلن ظهر أمس أن “أطرافا تعمل على إبقاء قنوات التفاوض والاتصال مفتوحة”. وأوضح “ما زلنا بالقرب من بني وليد، ونتمنى ألا تراق الدماء وأن نسمع أخبارا طيبة قريبا”.
وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي كرر القول بعد ظهر السبت إن أمام الموالين للقذافي مهلة حتى العاشر من سبتمبر لإلقاء السلاح.
وقد حمل الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، أخاه سيف الإسلام مسؤولية فشل المحادثات مع الثوار.
وقال لشبكة “سي إن إن” في اتصال هاتفي في وقت متأخر مساء الأحد إن الخطاب “الحاد” الذي ألقاه أخوه قبل أيام أدى لانهيار المفاوضات ومهد الطريق لشن هجوم. وردا على سؤال حول مكان وجوده قال الساعدي القذافي إنه “على مسافة غير بعيدة” من مدينة بني وليد لكنه يتنقل.
وأوضح أنه لم ير والده أو أخيه منذ شهرين. وأكد الساعدي القذافي أنه “حيادي” وأنه يظل “مستعدا للمساعدة على التفاوض على وقف إطلاق نار”.
وكان سيف الإسلام القذافي أكد في تصريح نقله تلفزيون “الرأي” في دمشق مساء الأربعاء أنه موجود في ضاحية طرابلس، ودعا أنصاره لضرب “أهداف العدو”.