أحمد مرسي (الشارقة )

نجح فريق طبي بمستشفى القاسمي في الشارقة في إجراء عمليتي قسطرة قلبية لمريضين مواطنين، 64 عاماً و62 عاماً، أحداهما تمت باستخدام تقنية حديثة تنفذ للمرة الأولى في الشرق الأوسط، تختص بتفتيت التكلسات الشديدة في الشرايين، والثانية أجريت بين جهازي، «روبوت» و«الثاقب المداري»، وبإشراف طبي.
وكشف الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي للمستشفى رئيس مركز جراحة القلب والقسطرة بالمستشفى، أن الفريق الطبي استخدم جهازاً جديداً في العمليتين، يسمى «الثاقب المداري» ذو تقنية حديثة في العلاجات القلبية، ويعالج تصلبات الشرايين شديدة التحجر، والتي تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الأطباء العاملين في مجال القسطرة القلبية، والتي يصعب خلالها استخدام نظام البالون لفتحها، كما كان يتم في السابق.
وأكد أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تعمل على تزويد منشآتها الطبية بالأجهزة والتطبيق ذات التقنيات العالمية المتطورة، لما له من دور فاعل في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي والتي تساعد وبصورة كبيرة في تطوير منظومة العلاجات التي تقدم على أرض الدولة. وقال، إن الفريق الطبي في مركز القلب بمستشفى القاسمي، استخدم الجهاز الجديد، والذي يضم تقنية حديثة ومتطورة من خلال ثاقب مداري بـ 360 درجة ذي رأس منفرد يتم تحضيره بصورة سريعة للتعامل مع الحالة وبالتالي يسهل استخدامه للشريان المراد تفتيت التحجرات فيه، حيث يصل قطر الجزيئات التي تم تفتيتها من 1 إلى 2 ميكرون فقط، وهي نسبة قابلة للذوبان والامتصاص في الجسم ولا أضرار طبية منها.
وأشار النورياني إلى أن من مميزات الثاقب الجديد، قدرته على إنشاء تجويف أوسع من التقنيات المستخدمة سابقاً للتعامل أكثر مع التكلسات الدموية، وبالتالي سهولة تركيب الدعامات.
ولفت إلى أن التقنية الجديدة تعتبر أقل تكلفة عن سابقتها، حيث تصل تكلفة الثقب الواحد في العملية لنحو 13 ألف درهم، وفي حال وجود ثلاثة ثقوب يتكلف إجراء العملية نحو 39 ألف درهم، بينما تعتبر مجانية للمواطنين، وتستغرق من ساعة إلى نحو ساعتين، لافتاً إلى وزارة الصحة ووقاية المجتمع زودت المستشفى القاسمي بهذا الجهاز والذي تقدر تكلفته الإجمالية بربع مليون درهم.
وأفاد رئيس قسم القلب في مستشفى القاسمي، أن الفريق الطبي في مركز القلب قام بإجراء العملية الثانية، مستغلاً الإمكانيات المتوافرة لديه، باستخدام الجهاز الجديد وجهاز «روبوت» موجود في القسم، معاً لإجراء العملية، وبإشراف الفريق الطبي، حيث تم دمجهما للقيام بالعملية، وذلك كنوع من الربط بين استخدامات الأجهزة الموجودة بالقسم وهو ما يوفر من الوقت والجهد ويساهم في دقة العمل بصورة كبيرة.
وقال إن العمليتين نجحتا بنسبة 100 في المئة، وأن المريضين غادرا المستشفى بعد التأكد من سلامتهما والقيام بالفحوصات التطمينية، مشيراً إلى أن التقنية الجدية، تتناسب وبصورة كبيرة، مع الحالات المصابة بالسكري وتعاني تضيقات شديدة في الشرايين بسبب التدخين، وبالتالي تكون عنيدة ولا يمكن فتحها والتعامل معها عن طريق البالونات العادية، كونها تحتاج لضغط عال.