أصبحت دولة الإمارات نموذجاً رائداً ينشده العالم وكل الأمم المحبة للسلام في أرجاء المعمورة بعد أن أضحت مركزاً حضارياً بامتياز في منطقة الشرق الأوسط وعاصمة للتسامح والعمل الإنساني والخيري في العالم أجمع.
وتشد الإمارات بأفكارها وإنجازاتها العالم إليها وتجذب شغف العقول وأصبحت تحت مجهر الباحثين والمفكرين طمعاً في تطبيق نموذجها وتبني نهج مدرستها التي نالت الاستحسان والإشادة والتقدير من الجميع دون استثناء.
وإذا كان فكر المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" قد أرسى دولة المؤسسات ورفع راية التحدي والطموح فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" هو صاحب فكرة مرحلة التمكين والتي قادها بحنكة وذكاء لتنطلق الإمارات إلى المستقبل الزاهر بخطى وقفزات عملاقة لا تجارى.
ومضت دولة الإمارات في عهده بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وبإخلاص أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نحو تعزيز مكانتها العالمية وتبلورت فكرة "الدولة النموذج" وهو جانب حققت فيه الإمارات تقدماً متميزاً ونوعياً كبيراً عبر خطوات واضحة من خلال اعتماد منظومة تشريعية متطورة تعمل على نبذ العنف والكراهية وتكرس التسامح واحترام الإنسان والثقافات والحضارات والأعراق.
والمتابع للنهضة الإماراتية الاستثنائية والتي تدخل عامها الـ 48 يمكنه الجزم بأن خلف كل إنجاز إماراتي فكر قائد يشار إليه بالبنان وكل قائد إماراتي بدأ إنجازه بفكرة مبدعة وخلاقة والأهم من هذا أن القيادة لا تبخل بأفكارها البناءة وبدعمها على أبناء الوطن.
ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أبرز القادة الملهمين في العالم أجمع وليس على مستوى دولة الإمارات فقط لأنه جعل الإبداع غاية ليحقق وطنه الريادة فأصبح نموذج وقدوة للمواطنين والمقيمين ولمحبيه ومتابعيه الكثر في أرجاء المعمورة. ومن منطلق هذا التوجه حلت الإمارات في المركز الأول إقليمياً على مؤشر قيمة أسماء الدول العالمي والثالثة عالمياً من حيث القوة النسبية الصادر عن مؤسسة براند فاينانس للعام الجاري.
وبالتوازي مع ما يتحقق من منجزات على الصعيد الداخلي في كل المجالات فإن الإمارات أصبحت تحتل مكانة دولية مرموقة وتحظى بتقدير العالم لما تقوم به من جهود مخلصة وإسهامات فعالة في أن يعم السلام والاستقرار ربوع المنطقة.
وتعتبر الدبلوماسية الإماراتية أقوى ذراع يعكس الصورة المشرفة والسمعة الطيبة للدولة أمام العالم وفي المنصات الدولية والشعبية حيث اتسمت منذ تأسيس دولة الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بالاعتدال والحكمة وتنطلق من استراتيجية ثابتة ترتكز على احترام مبادئ القانون الدولي والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والتمسك بحل الخلافات والنزاعات عبر الطرق السلمية والحوار والتفاهم ودعم قضايا الحق والعدل والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين وإعلاء شأن الإنسان.

ورغم أن الشغل الشاغل للقيادة الرشيدة هو الارتقاء بالإمارات وشعبها إلى قمم الريادة والسعادة عبر الأجيال المتعاقبة إلا أن فكر وحكمة هذه القيادة جعلتها تدرك منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة أن واقع ومصير الإمارات هو جزء لا يتجزأ من واقع ومصير الأمة العربية والإسلامية والعالم وقد بنى الآباء المؤسسون على هذا الوعي المبكر عقيدة إماراتية ثابتة تقوم على دعم ومساندة ومؤازرة سائر الأشقاء والأصدقاء في أوقات الشدة والأزمات لتعزيز وحدة الصف العربي وتلاحم شعوب العالم كافة.

وتعمل الإمارات جاهدة على تعزيز هذا التوجه من خلال نجاحها في الفوز باستضافة الكثير من الفعاليات الكبرى التي ستعقد خلال السنوات المقبلة مثل "إكسبو 2020" و"المؤتمر الدولي للفضاء" عام 2020 وذلك للمرة الأولى على مستوى المنطقة ومنذ انطلاقه في عام 1950 و"المؤتمر العالمي لتحلية المياه" لعام 2019 والألعاب العالمية الصيفية لـ "الأولمبياد الخاص الدولي 2019" وغيرها الكثير من الفعاليات التي تعكس مستوى التطور الحضاري الذي تشهده الإمارات على المستويات كافة.

ويوماً بعد يوم يزداد بريق وجاذبية النموذج الاستثنائي الذي تقدمه الإمارات ويجد العالم نفسه يقف أمام " قوة النموذج الإماراتي " والذي يتمثل في سمعته الطيبة وتوجهه المستقبلي وطابعه الإنساني ومنهجه القائم على مبادئ الحرية والعدالة والتعايش والتسامح مع جميع شعوب العالم وريادته العالمية كنموذج للتنمية المستدامة القائمة على الإبداع والتميز معا ليقدم دولة عصرية منفتحة على كل الشعوب والثقافات والحضارات.