لطالما كان تواجد الماء بالمكان مبعثا للراحة وصفاء البال، خصوصا في أجواء الصيف الحارة، فهو يعمل كملطف ومخفض للحرارة، أما خريره فيدغدغ الأنفاس، وانسيابه على الأسطح يحفز الخيال على التصورات الجميلة التي تبعدك ولو للحظات عن هذا العالم المعقد إلى عالم طفولي بريء نقي وصاف بشفافية الماء الذي هو منبع الحياة في كل زمان ومكان. موطن الصفصاف الباكي الحدائق المائية أو كما يطلق عليها بالانجليزية Aq atic gardens ، تتكون أساسا من عنصر الماء الذي يتحكم في نوع الحديقة وشكلها، وذلك حسب اختلاف طريقة عرضه واستخدامه، حيث يمكن أن تتم عن طريق إنشاء شلالات أو إنشاء بركة تعكس جمال الماء الذي يعتبر مكمّلا لأية حديقة، أما عن النباتات التي يمكن زراعتها وتزيين هذه الحدائق بها فتنقسم إلى نوعين هما: النباتات المائية والنباتات النصف مائية. وهناك أنواع من المنشآت، فهي إما أن تكون طبيعية، أي إما بحيرة أو بركة تختلف مساحتها باختلاف المكان وتكون بعمق 60 سم تقريبا وجوانبها مائلة، ويترك في وسطها أجزاء من الأرض كما يمكن تزيينها بالصفصاف الباكي (Babylonica salix) والنباتات الطافية (الزنابق)، كما تعتبر الحدائق المائية المكان المثالي لتربية أنواع من النباتات والأسماك ذات الألوان الجميلة والتي تعكس جمال الحديقة، خصوصا وأن وجود الماء يقلل من وجود الحشرات، مثل الأسماك الصغيرة الحمراء والأسماك الذهبية المشهورة والتي لها هواتها الكثر في العالم. المناطق الحارة لعل المناطق الصحراوية أو الجافة والمدن الجديدة القريبة من الصحراء أو تلك البعيدة عن المسطحات المائية الطبيعية هي من أكثر المناطق اهتماما واستخداما للحدائق المائية، لما لها من تأثير قوي في تلطيف الجو وتخفيض درجة الحرارة العالية، فيسعى صاحب المنزل الذي يمتلك مساحة لابأس بها في محيط البيت الخارجي إلى تصميم حديقة مائية يتفنن في تزيينها وتنسيقها، والتي بدورها ستكون بصمة له ومدعاة للفخر والتفاؤل بين أهله وأصدقائه الذين سيجدون في هذه الحديقة الجو الملائم للسمر والتجمع والاستمتاع بصفاء الماء وخضرة الطبيعة.اما مكان إنشاء الحديقة المائية فيلعب دورا مهما للغاية، اذ لابد من اختيار المكان المناسب لها بحيث لا تطغى على باقي أجزاء الحديقة، وعموما ينتقى أكثر بقع الحديقة انخفاضاً في المنسوب لتتناسب مساحتها مع المساحة العامة للحديقة المنشأة بها، فكلما اتسعت مساحة الحديقة كلما أمكن زيادة مساحة الحديقة المائية والعكس بالعكس أما طرازها فلابد أيضاً أن يتفق مع طراز الحديقة المنشأة فيها بشرط أن يتم عزلها تماما بواسطة سور نباتي أو بنائي، وبذلك تظهر الحديقة المائية كوحدة مستقلة تماما عن باقي الحديقة الواسعة. صمّم جزرًا صغيرة يعتبر إنشاء الجزر في أحواض الحدائق المائية من الأمور الجميلة والممتعة للشخص، وهناك طريقة مبسطة وسهلة جدا لعمل ذلك حيث ما عليك إلا أن تقوم بربط مجموعة من قطع الفلين على وعاء أو حاوية وتملأه بالتراب، ثم تقوم بزرعه بالنباتات، ويمكن أن تربطه بحبل أو سلك مع قاع البحيرة لكي لا تتحرك الى أحد أركان الحوض ويمكن ان تجذبه الى القاع قليلا بحيث يمكن إخفاء منظر الفلين . إن الصخور المسطحة خصوصا منها الكبيرة مناسبة جدا لعمل الشلالات، حيث يمكن ان ينتشر الماء عليها ويسلك سلوكا مريحا وجميلا ويمكن عمل الشلالات بسهولة في الحدائق المائية بربط مضخة وأنبوب لرفع الماء، فينساب الماء على هذه الصخور مما يوحي بأنك في حديقة عامة أو غابة تكثر بها الشلالات الجميلة التي تبث في النفوس روح المغامرة والمجازفة. جسور حجرية وخشبية إن عملها ممكن وسهل كما أنه من الأمور الجميلة والمثيرة وإما تشتري هذه الجسور بشكل جاهز أو تصمم واحدة في أي روشة للحدادة أو النجارة، كما يمكن أن تحور قطعة خشبية ويتم عمل سياج لها، أو أن تقتني أحجارا كبيرة دائرية الشكل أو مربعة وتكون مسطحة، فتضعها واحدة تلو الأخرى وترتبها بطريقة متناسقة على البحيرة أو المجرى المائي للعبور أو للوقوف للاستمتاع بمشهد الحديقة المائية، كما يمكن أن تتسلق على الجسر بعض النباتات المتسلقة والتي تضفي عليه جمالا أكبر