انتخابات مصر: «الوطني» يكتسح و «الإخوان» صفر
أسفرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المصرية، التي جرت أمس الأول، عن فوز الحزب الوطني الحاكم بنحو 180 مقعداً، ويخوض انتخابات جولة الإعادة يوم الأحد المقبل على 175 مقعداً، من بينهم 140 مقعداً «وطني ضد وطني»، وفاز حزب “الوفد” بخمسة مقاعد، ويخوض جولة الإعادة على ستة مقاعد، وفاز حزب التجمع التقدمي بمقعد، ويخوض جولة الإعادة على ستة مقاعد، وفاز الحزب العربي الناصري بمقعدين، ويخوض جولة الإعادة على مقعد واحد، بينما فاز حزبا “الغد” و”العدالة الاجتماعية” بمقعد واحد، لكل منهما، ولم يفز أي من مرشحي جماعة “الإخوان” في الجولة الأولى، ويخوض مرشحو الجماعة حسب مصاردها جولة الإعادة حيث ينافسون على 22 مقعداً كمستقلين.
وأبرز مرشحي الوطني الناجحين وزراء البترول والزراعة والري والمالية والتعاون الدولي والشؤون القانونية والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والإنتاج الحربي ورئيس البرلمان المنتهية ولايته الدكتور فتحي سرور ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي وأمين تنظيم الحزب الوطني أحمد عز. وأبرز الخاسرين مرشح الحزب الوطني في دائرة ديرب نجم بمحافظة الشرقية الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان والمعارض مصطفى بكري. بينما يخوض المعارض حمدين الصباحي «ناصري» جولة الإعادة في دائرة “الحامول والبرلس” بمحافظة كفر الشيخ أمام منافسه مرشح الوطني عصام عبدالغفار. ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية في مؤتمر صحفي اليوم.
ولقي شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون بطلقات نارية في مدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية على خلفية الاحتفال بفوز مرشح الحزب الوطني بالدائرة. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية إنه أثناء مرور بعض مؤيدي مرشح الحزب الوطني محمد أحمد صالح بسيارة ملاكي قيادة حامد سيد صالح في مدينة مشتول السوق، تجمع بعض أهالي المدينة المؤيدين لأحد المرشحين المنافسين، وحاولوا اعتراض السيارة فاندفع السائق بها وسط المتجمعين، مما أدى إلى اصابة محمد نور رشاد خليل باصابات مختلفة. واضاف ان المتجمعين تمكنوا من استيقاف السيارة، وعلى اثر ذلك قام قائدها باطلاق أغيرة نارية من طبنجة بحوزته، حيث اسفر ذلك عن وفاة كل من محمود محمد عبده عليوة وحمدي محمد فرج حسين واصابة كل من احمد السيد محمود ومحمد ابراهيم سعدون بطلقات نارية، كما اصيب قائد السيارة وبعض مرافقيه نتيجة تعدي المتجمعين عليهم وتم اتخاذ الاجراءات القانون وضبط المتهمين والسلاح الناري واخطرت النيابة العامة.
وشهدت مدينة كوم أمبو بمحافظة اسوان امس مصادمات بين انصار مرشح حزب “الوفد” بالدائرة محمد العمدة وقوات الشرطة بعد اعلان خسارته امام مرشح الوطني واسفرت عن وقوع اصابات بين الجانبين. وقال شهود عيان انه بمجرد خروج محمد العمدة مرشح حزب “الوفد” من لجنة الفرز واعلانه انه خسر امام مرشح الوطني قام المئات من انصاره بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة المكلفة تأمين لجنة الفرز والتي دافعت عن نفسها باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتبدأ الامانة العامة للبرلمان المصري اعتبارا من اليوم استقبال الفائزين في الجولة الأولى من الانتخابات. وقال المستشار سامي مهران الامين العام للبرلمان انه تم تشكيل سبع لجان من موظفي الامانة ليكونوا في استقبال الاعضاء الجدد واتمام اجراءات العضوية لهم في استخراج الكارانيه واستلام نسخة من الدستور واللائحة الداخلية للبرلمان. وأنهى البرلمان استعداداته لعقد أولى جلساته يوم 13 ديسمبر المقبل للفصل التشريعي العاشر 2010 - 2015، ويؤدي خلالها الاعضاء اليمين الدستورية إيذاناً ببدء ممارسة مهامهم. وقال الأمين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف إن نتائج الجولة الاولى للانتخابات جاءت مهمة لكن تظل المنافسة الأقوى والأهم في جولة الاعادة يوم “الاحد” المقبل. واضاف ان جولة الاعادة تحتاج إلى مزيد من المشاركة وتمثل الحسم القاطع لإرادة الناخبين بعد ان حسمت الجولة الاولى اطراف المنافسة سواء الفائزين أو من تجري بينهم جولة الاعادة. وطالب الشريف بعدم التسرع في الحكم على الانتخابات. وقال لابد من الانتظار والاستمرار لمتابعة الانتخابات في شكلها النهائي.
وأكد السفير مارك فرانكو رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أن الجانب الأوروبي لم يصدر حتى الآن رد فعل رسمي على الانتخابات البرلمانية. وقال لابد من انتظار استكمال العملية الانتخابية وما ستسفر عنه جولة الاعادة المرتقبة “الاحد” المقبل لبلورة الصورة النهائية. وأضاف أنه حتى الآن فإن الجانب الأوروبي ينتظر التقارير التي ستصدرها منظمات المجتمع المدني المصرية التي شاركت في مراقبة ومتابعة الانتخابات حول سير العملية الانتخابية، بالإضافة إلى التحليلات والملاحظات التي سيعدها ممثلو السفارات الأوروبية بالقاهرة الذين قاموا بمتابعة ورصد ما يجرى خلال العملية الانتخابية، وذلك قبل اطلاع المفوضية الأوروبية ببروكسل على سير العملية الانتخابية.
وقال إن ما يعوقنا في هذه العملية هو عدم السماح بوجود مراقبين أجانب لمتابعة العملية الانتخابية، فكان لابد من الاعتماد على مصادر أخرى. مشيراً إلى أن الحكومة المصرية أكدت أنها ستسمح لممثلي منظمات المجتمع المدني بالمراقبة. وأوضح أنه لابد من استخلاص الدروس مما حدث في الجولة الأولى لتفاديه خلال جولة الإعادة ونحن نشجع الحكومة المصرية على تنظيم الجولة الثانية للانتخابات الأحد المقبل في ظروف مثالية.
المصدر: القاهرة