لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تتواصل فعاليات مهرجان السدر للأفلام البيئية في تعزيز الوعي البيئي حيث يعمل المنظمون على استكمال رحلة التوعية بمشاكل التغير المناخي وتعزيز فهم الجمهور لعناصر البيئة من خلال قوة الصورة والحركة.
ويسعى المهرجان إلى توليد الأفكار الإبداعية وتسريع وتيرة العمل المشترك بين الجامعات والمؤسسات والمجتمعات في دولة الإمارات، لتشجيع الفكر النقدي حول القضايا البيئية الملحة واعتماد خيارات مستدامة في حياتنا اليومية.

حلول بيئية
يراهن مهرجان السدر للأفلام البيئية على استثمار الفن لتقديم حلول للمشاكل البيئية التي تحيط بكوكبنا، حيث يعرض سلسلة من الأفلام العالمية التي تجعل المشاهد يتوقف عن بعض السلوكيات وتبني مبادرات بسيطة قد تغير العالم من خلال تغيير أسلوب ونمط الحياة، وكيفية التعامل مع البيئة المحيطة. وقد عرض المهرجان الذي انطلق الخميس الماضي في منارة السعديات بأبوظبي، بالتعاون بين جامعة زايد وهيئة البيئة - أبوظبي، فيلم «القطرس»، الحائز عدة جوائز مهمة، إلى جانب عرض مجموعة من الأفلام العالمية، وتنظيم عدة وورش عمل وفعاليات مجانية لجميع أفراد المجتمع، لاسيما أن المهرجان يتزامن مع يوم البيئة الوطني لدولة الإمارات، والذي صادف 4 فبراير.
وعلى هامش المهرجان، تم تنظيم معرض فني بالتعاون مع آرت هوب وهيئة البيئة أبوظبي، إلى جانب عرض الأفلام القصيرة بخيمة السمكة، كما استفاد الجمهور من ورشات فنية للتوعية تستهدف التخفيف من البصمة الكربونية، وتدعو إلى التفكير في بعض الأساليب الخاطئة التي يرتكبها الإنسان في حق الطبيعة.

مخرجون محليون
قالت رشا المدفعي مديرة قسم المدارس المستدامة بهيئة البيئة أبوظبي، إن المهرجان يستهدف الوصول إلى شريحة مختلفة من الناس للتوعية بمختلف المشاكل البيئية، الناجمة عن النفايات الإلكترونية وهدر الطعام واستعمال البلاستيك، وكيفية تأثير ذلك على الحياة الفطرية، وذلك من خلال أفلام السينما، التي حققت نجاحاً عالمياً وحصدت العديد من الجوائز لتعزيز الوعي البيئي. كما أكدت أن المهرجان الذي سيصبح تقليداً سنوياً سيعمل على استقطاب مخرجين ومنتجين محليين من أجل التوعية بقضايا البيئة التي أصبحت تشكل تحدياً يهدد كوكب الأرض، وللمساهمة في تغيير بعض السلوكيات الضارة بالكوكب.

«سبيل»
إلى ذلك، أشار الدكتور نزار عجاج عنداري أستاذ بجامعة زايد ومخرج سينمائي، إلى أن مهرجان السدر للأفلام البيئية في أبوظبي، لا تقتصر فعالياته على منارة السعديات، بل شهد عدة فعاليات في المدارس، مثل عرض فيلم «شباب من دون توقف» الذي استمر تصويره 11 عاماً، وشارك فيه شباب من مختلف أنحاء العالم، وهو فيلم وثائقي يروي تطور الحملة الشبابية العالمية للتغيير المناخي، وشاهده ما يزيد على 1500 طالب، في محاولة للتغيير من خلال الفن والصورة. وأضاف: نحن نؤمن بأن الجيل الحالي سوف يقود رحلة التغيير إذا تم تأسيسه على هذه المفاهيم، كما عرضنا الفيلم الإماراتي «سبيل»، لنصل إلى الأطفال والشباب أينما كانوا لتوعيتهم بمخاطر التلوث البيئي.

«حفظ النعمة»
وشهدت منارة السعديات تدفقاً جماهيرياً لمشاهدة الأفلام المعروضة والاستفادة من ورش العمل، حيث تم عرض فيلم وثائقي عن «الإهدار»، والذي ناقش مشكلة إهدار الطعام حول العالم، موضحا حقائق مخيفة عن الطعام الذي يتم التخلص منه، وواضعاً بعض الحلول والمبادرات التي تقوم بها بعض الجهات لاستغلال بقايا الطعام والاستفادة منها، فبالنسبة للإنسان يقدم نصائح بشراء ما يمكن استهلاكه وحفظ الباقي لتغذية المحتاجين، مثل مشروع «حفظ النعمة»، وتحويل بقايا الفاكهة والخضراوات إلى غذاء حيواني، واستخراج أسمدة من الخضراوات والفاكهة، مع تخمير البقايا لاستخراج الطاقة المتجددة.

فيلم صديق للبيئة
كثيرة هي المواضيع التي يناقشها المهرجان، والتي من شأنها أن ترفع الوعي بالتغير المناخي وتطرح حلولاً للمشاكل البيئية التي يتخبط فيها العالم، ومنها فيلم قصير للمخرج علاء الأسعد بعنوان «سلام» الذي تم إنتاجه بطريقة صديقة للبيئة، وقدم عدة معلومات عن التغير المناخي وتأثيره على الكوكب وعلاقة البيئة بالإنتاج السينمائي والرقمي والتلفزيوني، وأكد فيه أن الإعلام ينتج في الساعة الواحدة 13,6 طن من الانبعاثات الكربونية.

يهدف مهرجان السدر للأفلام البيئية، إلى تعميق الحوار حول الموضوعات البيئية وجعلها جزءاً من الحوارات اليومية، من خلال عرض العديد من الأفلام السينمائية البارزة ومنها «مرحباً بكم إلى سدوم»، «الإهدار»، «والدن»، و«قصة البلاستيك»، بالإضافة إلى عرض أفلام قصيرة مثل «La Chant du Styrene» للمخرج الفرنسي آلان رينايس في خيمة تم تصميمها على شكل سمكة، كما يتضمن برنامج المهرجان مناقشة البصمة الكربونية في صناعة الأفلام، وورشة عمل بعنوان «القديم هو الجديد»، لشرح عملية إعادة تدوير الأشياء والاستخدام الأمثل لها.

وجبة عشاء فريدة
قدم الشيف لورنزو باجليورا وجبة عشاء فريدة، مكونة من أطعمة عادة ما يتم هدرها في المطابخ، ضمن فعالية «نفس الطعم الرائع: وجبة عشاء بدون إهدار» واستفاد منها الحضور، وقد أكد باجليورا أن بقايا الخضراوات التي نهدرها يمكن الاستفادة منها، وهي تعطينا الطعم الرائع نفسه، مقدماً عدة أطباق من الباستا والقرنبيط والجبن على مائدته.