إيهاب الرفاعي ( منطقة الظفرة )

قررت اللجنة المنظمة لمهرجان الظفرة المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والفعاليات التراثية والثقافية وتستمر حتى مطلع يناير القادم، فتح باب الشراء لملاك الإبل المشاركين في منافسات مزاينة الإبل دون حد أقصى للمرة الأولى، وذلك بهدف تشجيع حركة البيع والشراء ودعم ملاك الإبل الراغبين في تدعيم إبلهم بشراء بعض مزايين الإبل والمشاركة بها في المسابقة، وهو ما ساهم في زيادة حركة بيع وشراء الإبل مقارنة بالدورات الأخيرة الماضية
في الوقت ذاته أدت قرارات إدارة المهرجان بتشكيل لجنة طبية مشتركة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وأعضاء من لجان التحكيم والمختصين من الأطباء لفحص الإبل المشاركة من مجاهيم ومحليات عن طريق الأشعة وأخذ عينات الدم، إلى تحقيق أعلى درجات النزاهة وتجنب أي عبث في المطايا المشاركة والتأكد من سلامة الإبل المشاركة، ومنح مزيد من القوة والشفافية إلى مزاينة الإبل والتي ساهمت في جذب المشاركين من داخل الدولة ومختلف دول مجلس التعاون الخليجي إلى المنافسات، وهو ما انعكس في أعداد المشاركين في كافة أشواط المزاينة لهذا العام، بحسب ملاك إبل مشاركين وفائزين في المهرجان
وشهد الأسبوع الأول من المهرجان ارتفاعاً ملحوظاً في حركة بيع وشراء مزايين الإبل، ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لقيمة الصفقات التي تم إبرامها على هامش المهرجان فإنه وبحسب ملاك إبل ومشاركين أكدوا أن قيمة الصفقات التي عقدت خلال الفترة الماضية تجاوزت 25 مليون درهم للنوق المتميزة، حيث تم بيع ناقة بقيمة مليونين و 500 ألف درهم، فيما تم بيع 5 إبل متميزة بقيمة 10 ملايين درهم، بينما رفض بعض المشاركين بيع إبلهم بمبالغ كبيرة لتخوض المنافسة وتحقق المراكز الأولى، ومازالت مفاوضات عمليات البيع والشراء مستمرة بين المشاركين وبعضهم البعض.

مصلحة المشاركين
أكد محمد عاضد المهيري، مدير مزاينة الإبل، أن قرارات اللجنة المنظمة جاءت من منطلق الحرص على مصلحة المشاركين وبما يخدم الصالح العام للمهرجان، موضحاً أن كافة القرارات التي تتخذها اللجنة العليا للمهرجان تأتي استجابة لمقترحات المشاركين والزوار التي تستند إليها اللجنة في إعداد المخططات التطويرية للمهرجان الذي يحقق نجاحاً من دورة إلى أخرى.

الشفافية ومنع العبث
وأشاد مبخوت عبدالله عفش المنهالي- مشارك - بجهود اللجنة المنظمة للمهرجان، مؤكداً أن قرار تشكيل لجنة طبية لمنع العبث من أكثر القرارات التي لامست اهتمام المشاركين وملاك الإبل، كونها أعادت الثقة مرة أخرى لملاك الإبل بعد وجود حالات من العبث أضرت بهذا القطاع العريض من عشاق التراث والأصالة، موضحاً أن أهم تبعات القرار هو عودة ملاك الإبل الأصليين الذين اهتموا بتربية إبلهم بشكل سليم وصحيح إلى ساحة الشراء مرة أخرى بعد انحسار الضوء عن القلة التي لجأت للعبث، وهو ما سيؤدي إلى انعدام سوقهم وبالتالي العودة مرة أخرى إلى ملاك الإبل السليمة.

تتويج الأفضل في مزاينة السلوقي العربي
توج عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، الفائزين بأفضل عرض في بطولة مزاينة السلوقي العربي 2018، والتي تقام ضمن مهرجان الظفرة، بحضور رئيس لجنة مزاينة ومسابقة السلوقي في المهرجان وملاك السلوقي وجمهور الفعاليات التراثية.
وأسفرت النتائج في مزاينة الأفضل في العرض من نوع الحص - ذكور، تقدم السلوقي «بتار» (لون رملي سنتين) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي، وفي فئة الحص - إناث، تقدمت السلوقي «فرحة» (لون أسود 4 سنوات) والتي تملكها مزرعة ورسان بأبوظبي.
وفي نوع الأريش - ذكور، سجل الأفضل في العرض السلوقي «رعد» (لون أسود 4 سنوات) لمالكته سارة عبدالعزيز رشدان من البحرين، وفي فئة الأريش - إناث السلوقي «ذهب» (لون رملي 5 سنوات) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي.
وسجلت مزاينة الأقدم في العرض نوع الأريش السلوقي «وراد» ( ذكر، لون رملي 6 سنوات، والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي، وتقدم في نوع الحص السلوقي «ذيبان» (ذكر، لون بني 6 سنوات) والذي تملكه مزرعة ورسان بأبوظبي.

«قناة بينونة» عين المشاهد
تحرص قناة بينونة، الشريك الإعلامي لمهرجان الظفرة، على تقديم باقة متنوعة من البرامج المتميزة التي تلبي طموحات المشاهدين من عشاق التراث والأصالة، حيث تتنوع البرامج ما بين المباشرة والمسجلة والأفلام الدعائية القصيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من التغطيات الإعلامية لمختلف الفعاليات والأنشطة.
وأعرب عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن سعادته البالغة، بتغطية فعاليات دورة جديدة من «مهرجان الظفرة» الذي استطاع أن ينقل ركائز التراث الإماراتي الأصيل للعالم.
وأوضح أنّ برامج القناة تهدف إلى تلبية الحاجة المُلحّة لأفراد المجتمع الإماراتي والعربي وتزويدهم بمواد تثقيفية عبر حزمة من البرامج المتنوعة والهادفة، والترويج لكل ما يختص بالحياة الإماراتية من خلال رؤية محلية.
وأكد المزروعي أن قناة بينونة حرصت على تقديم برامج متميزة، تلامس اهتمامات واحتياجات المشاهدين من عشاق الأصالة والتراث والمهتمين بـ«مهرجان الظفرة»، وما يضمه من فعاليات وأنشطة متنوعة، تعكس التراث الإماراتي الأصيل.
وبيّن المزروعي أن خريطة البرامج الخاصة بـ«مهرجان الظفرة» متعددة، ومنها«مجلسنا»، وهو برنامج يومي مباشر يقدمه الإعلامي حسين العامري والإعلامي عبد الله الكربي، ويبث عبر شاشة «قناة بينونة»، وعبر البث المباشر على موقع «يوتيوب» في الساعة 8:30 مساءً، لمدة ساعة ونصف الساعة طوال أيام المهرجان، وينتقل البرنامج من الاستديو إلى أرض الحدث.
ويستضيف البرنامج المشاركين في «مزاينة الإبل» ، وشعراء من الإمارات و الخليج، ، وشخصيات مسؤولة، وضيوف من خارج الدولة.
وتشمل التغطيات الإعلامية برنامج «سؤال الظفرة»، وهو برنامج مسابقات ترفيهي مسجل، يقدم معلومات ثقافية وتراثية وعلمية للمشاهدين ولزوار المهرجان، من خلال الأسئلة التي يطرحها مقدم البرنامج الإعلامي خميس المزروعي، والذي يقدم للجمهور والزوار فرصة ربح العديد من الجوائز المقدمة من «قناة بينونة» ولجنة إدارة الفعاليات والعديد من الجهات الراعية، ويصوّر البرنامج داخل السوق الشعبي وأقسام المهرجان المختلفة، ويتفاعل مع الجمهور، وينقل جانباً من الفعاليات الترفيهية لمدة 15 دقيقة.
وهناك أيضاً برنامج «سوق الظفرة التراثي»، من تقديم الإعلامية فاطمة البلوشي التي تتجول داخل السوق الشعبي وتعرّف المشاهدين على فعاليات السوق الشعبي، من حرف يدوية تمارسها سيدات يحافظن على التراث من خلال أعمالهنّ الفنيّة الجميلة.
ومع لحظة إعلان النتائج، تنقل بينونة المشاهد من مختلف دول العالم إلى موقع المهرجان، في بث حي ومباشر لإعلان الفائزين، حيث تنقل القناة نتائج مسابقة «مزاينة الإبل» يومياً وعلى الهواء مباشرة، وتظهر فرحة الملاك الفائزين بالجوائز، بالإضافة إلى لقطات عفوية مع أصحاب النواميس.

الأصالة والمعاصرة
الأكلات الشعبية في «مهرجان الظفرة» صحية وبنكهات عصرية تتجاوران على أرض «مهرجان الظفرة»، فالمتجران المتخصصان بتحضير المأكولات الإماراتية الشعبية، يجذبان الزوار من جميع الفئات العمرية، «أم محمد» و«فاطمة عبدالله»، يتفنن في إعداد أطباق بنكهات شهية، تزين طاولات العرض في المتجرين.
وتحتل الأكلات الشعبية مكانة خاصة في قلوب أهل الإمارات، وتعكس الأطباق التي تعدها المرأة الإماراتية ثقافة المطبخ الإماراتي الذي تتنوع فيه المأكولات والمشروبات. ومن أبرز الأكلات التي تقدمها كل من «أم محمد» و«فاطمة عبدالله»: الهريس وخبز الرقاق، واللقيمات، والخميرة، والخبيص، والقرص العقيلي.
تحضّر «أم محمد» العجينة في المنزل، وتطهو الأكلات أمام الناس، لتقدمها لهم طازجة، مما يتيح للمقيمين العرب والأجانب التعرف إليها وتذوق نكهاتها. تقول:«أستقبل عشرات الزوار يومياً في هذا المهرجان الذي نحيي من خلاله تراث آبائنا وأجدادنا، ونقدم للعالم الصورة الأجمل لبلادنا. لذا، أعد الأطباق المتنوعة التي تعلمتها من والدتي، وأحرص على الاستمرار في تقديمها لتبقى الأكلات تزين المائدة الإماراتية جيلاً بعد جيل».
وعن الأطباق التي تشتهر في إعدادها، تقول «أم محمد»: «يظل قرص التمر والخنفروش ومشخول مالح والجشيد، والصالونة، والمجبوس والبثيثة واللقيمات وغيرها من الأكلات الشعبية تستهوي الكثير، لكن أعمل على إعدادها بنكهة مميزة وأسلوب جديد، يغلب عليها طابع العصرية والحداثة مع الاحتفاظ بمكونات ومذاق الأكلات التراثية الأصيلة. لجذب الشباب بشكل خاص».
كذلك تُحضر «خبز الرقاق» الذي يتم إعداده يومياً في المنازل. وحول طريقة تحضيره تقول:«عجينة خبز الرقاق تتكون من الطحين والماء والملح، وتكون رخوة وغير سميكة، وبعد العجن تترك لمدة ربع أو نصف ساعة، وبعدها يمكن البدء بوضع الخبز على النار. وتُمد كمية قليلة من العجين على الحديد الساخن، والبعض يستخدم الشريط الذي يُعد حديثاً نسبياً في المطبخ الإماراتي، وتترك لدقائق حتى ينضج الخبز».
أما «فاطمة عبدالله»، فقد أعدت «الخمير» التي تعتبرها إحدى أهم الأكلات الشعبية التي تلقى اهتماماً كبيراً منها،«لها مذاق خاص ويقبل عليها الكثيرون، وذلك لاختلاف النكهات التي نقدمها بها، حيث نمزج البيض والعسل والزبدة والزعفران، وبعض النكهات الأخرى معها. قديماً كانت الخلطة تُمزج مع التمر أو «المريس»، وتُخلط مع العجينة، ثم توضع داخل «البرمة» حتى الصباح لتتخمر، أما اليوم، فإنها تصنع مع السكر وتُعجن بالخميرة الفورية الحديثة».
وحين يأتي الحديث عن الأكلات الشعبية بين الماضي والحاضر، فإن الجميل في المجتمع الإماراتي والخليجي هو تمسكه بالتقاليد مهما تطورت الحياة، ولهذا تم الحفاظ على الأكلات الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد، فالجيل الجديد لا يزال يقبل على هذه الأكلات ولا يفضل الوجبات السريعة.
وتؤكد كل من «أم محمد» و«فاطمة عبدالله» أن الأطباق الشعبية طعام صحي، تماشت مع طبيعة العصر الحالي الذي يتجه إلى الأطعمة الخالية من الدهون، لذلك تحرصان على إزالة الشحوم الزائدة، وتقللان قدر الإمكان من كمية الزيوت المستخدمة في الطبخ.