«صندوق الزواج» يهدف إلى بناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة
يسعى صندوق الزواج إلى تعزيز مرتكزات البناء الاجتماعي وتماسك نسيجه والارتقاء به وتفعيله تحقيقا للاستقرار الأسري في المجتمع وتشجيعا لزواج المواطن من المواطنة، وذلك تنفيذا لاستراتيجية دولة الإمارات وأهدافها المرحلية والمستقبلية التي تعزز المسيرة التنموية المتوازنة وتواكب متغيرات العصر ومتطلباته.
ويأتي إنشاء صندوق الزواج تتويجا للقانون الاتحادي رقم / 47 / لسنة 1992 متكاملا مع السياسة الاجتماعية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما بدأ الصندوق العمل بتاريخ 10 ديسمبر 1992 وتم صرف أول دفعة في مايو 1993.
ومن خلال هذا الاتجاه الاستراتيجي، حرصت القيادة الحكيمة على اعتماد برامج وخطط علمية ترتقي من خلالها بكل مفصل من مفاصل الحياة وأصعدتها المختلفة، وهنا برزت فكرة إنشاء صندوق الزواج بأهدافه وغاياته وبرامجه السامية في إطار تعزيز مرتكزات البناء الاجتماعي وتماسك نسيجه والارتقاء به وتفعيله من جميع جوانبه، بحيث يعود بالخير والاستقرار على كل من يستفيد منه.
ويهدف الصندوق إلى بناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة و زيادة الوعي الأسري بقواعد تكوين الأسرة السليمة والعمل على تحقيق الاستقرار الأسري في المجتمع وتشجيع زواج المواطنين من مواطنات.
تشجيع الزواج
ويعتبر تشجيع زواج المواطنين من المواطنات وإزالة العقبات التي تواجه ذلك، أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها صندوق الزواج، وذلك عن طريق تقديم منحة مالية لمواطني الدولة من ذوي الإمكانات المحدودة لإعانتهم على تكاليف الزواج.
ويتم تقديم منحة الزواج ضمن شروط وضوابط معينة تتعلق بعمر الزوج والزوجة والدخل الشهري، وقد تم زيادة سقف الدخل الشهري للمستفيد في بداية العام الحالي إلى 16 ألف درهم بدلا من 15 ألف درهم.
ويقدم الصندوق منحة مالية مقدارها 70 ألف درهم تعطى على دفعتين الدفعة الأولى 40 ألف درهم عند عقد القران والثانية 30 ألف درهم تمنح بعد إتمام الزواج.
ولم يقتصر دور الصندوق على النواحي المالية فقط، وإنما اتسع ليشمل المجالات التوعوية والتثقيفية للأسرة بجميع أنواعها من خلال التوعية والإرشاد الأسري، فهو الفكر الجديد لصندوق الزواج كمؤسسة اجتماعية اتسع ليشمل الأسرة على مختلف الأصعدة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، فيما يأتي الاهتمام بالمجال الأسري من منطلق الإيمان بنبل رسالة الصندوق المجتمعية وأهميتها من أجل بناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة.
خدمات اجتماعية
ويقدم الصندوق العديد من الخدمات الاجتماعية ومنها خدمة الإرشاد الأسري كخدمة واجبة لدعم الأسرة وبناء المجتمع، وذلك من خلال خطط وعمليات واعية ومستمرة يستطيع الشخص أن يعالج من خلالها ما يواجهه من مشكلات تعيق تحقيق أهدافه في ضوء معرفته ورغبته الشخصية وطموحاته وإمكانياته، وذلك عن طريق المرشدين الاجتماعيين المتخصصين من ذوي الكفاءات العلمية والمهنية والخبرات المجتمعية وبكل أمانة وثقة وسرية.
وقام الصندوق بحل العديد من المشاكل التي تواجه الأسر في المجتمع الإماراتي بشكل عام تشمل المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وفي إطار أهداف صندوق الزواج الاستراتيجية لزيادة الوعي الأسري بقواعد تكوين الأسرة السليمة والعمل على تحقيق الاستقرار الأسري في المجتمع، نظمت إدارة التوجيه والإرشاد الأسري في الصندوق سلسلة من المحاضرات التثقيفية والتوعوية للمستفيدين من المنح، وتتماشى مع رؤية الصندوق التي تنطلق من مبدأ بناء أسرة إماراتية مستقرة ومتماسكة.
وحرص الصندوق على الاستعانة بنخبة من المتخصصين في شؤون الأسرة والحياة الاجتماعية من المجتمع الإماراتي لإلقاء تلك المحاضرات حتى يعود بالفائدة والنفع على أبناء الوطن قبل بدء تكوين أسر جديدة وتأهيلهم للحفاظ على استقرار وتماسك أسرهم. فيما تناولت المحاضرات مجالات التوعية الاجتماعية والدينية والصحية وشملت تم تنفيذها في مختلف أرجاء الدولة.
كما يهتم الصندوق بتنظيم منتديات حواريه تهتم في المجال التثقيفي والتوعوي للشباب المستهدف من خلال عقد هذه الندوات التي تنمي لدى الشباب روح المشاركة والتجاوب وإبداء الرأي والمبادرة في تثقيف الذات، وقد عقد الصندوق العديد من المنتديات الحوارية توزعت على مناطق مختلفة في الدولة بهدف نشر الثقافة الأسرية بين الشباب وبما يحقق التوازن والاستقرار الأسري وبالتعاون مع مختصين في مختلف مجالات الثقافة الأسرية والاجتماعية.
ونظم الصندوق حملة إعلامية توعوية تحت شعار “الاختيار الصائب، حياه أسرية سعيده” وحملة ثانية بعنوان “نحو ترشيد الإنفاق الأسري”، حيث ركزت الحملة على الاختيار وأن يكون اختيارنا صوابا.
كما ركزت الحملة الثانية على الإنفاق في الأسرة في جميع نواحي الإنفاق الحياتية وحتى لا تترتب عليها انعكاسات سلبية على الأسرة الإماراتية والمجتمع المحلي بشكل عام.
ودعت الحملة الجميع إلى وقفة تحديد الخيارات والتطلعات المستقبلية؛ لما لهذه القضية من آثار لا يمكن حصرها ولكن “طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فلا بد من اختيار الخطوة السليمة في حياتنا”.
ولم تقتصر الحملات على التركيز فقط في اختيار الزوجة والاتفاق الزواجي، بل شملت كل ما يلامس حياة المواطن واستقراره الأسري، والذي يبدأ من اختياره لطريقته في الحياة وطريقته في العيش وفي اختيار شريك الحياة وكيفية الإنفاق وترشيد الإنفاق ووضع الميزانية المناسبة لدخل رب الأسرة وجميع الأمور المالية المتعلقة بهذه الجوانب، مما يساهم في تكوين أسرة آمنة ومستقرة اجتماعيا وماديا.
واستهدفت الحملات جميع فئات المجتمع المختلفة من شباب ومستحقين للمنحه والشباب غير المستحقين المقبلين على الزواج والزوجات من جميع الأعمار والفئات، بالإضافة إلى الشباب في قطاع التعليم وهو قطاع مهم وواسع ويشمل الجنسين في المجتمع الإماراتي بشكل عام.
وقد اعتمدت الحملات على عدد من الوسائل الإعلامية للوصول إلى المجتمع الإماراتي، منها التلفزيون والإذاعة والصحافة والإعلانات المرئية والمقروءة والمسموعة في جميع مدن الدولة، إضافة إلى المنتديات الحوارية البناءة والموقع الإلكتروني للصندوق والمطبوعات والكتيبات والرسائل النصية.
حملة صحية
ونظم الصندوق خلال الفترة من 3 مارس إلى 30 يونيو 2010 حملة صحية بعنوان “الخيار بيدك لإمارات خالية من الثلاسيميا”، وذلك بهدف توعية المجتمع بأهمية فحوصات ما قبل الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية وتأثيراتها على الأسرة وتكوينها وما ينتج عنها من خسائر معنوية ومادية على المجتمع.
وركزت الحملة على مرض الثلاسيميا كونه أحد الأمراض الوراثية وقامت بتزويد فئات المجتمع بجميع فئاته من مواطنين ومقيمين وطلاب المدارس الثانوية والإعدادية وأولياء الأمور بمعلومات مهمة عن المرض وطرق الوقاية منه في المستقبل، بالإضافة إلى قادة الرأي وأصحاب القرار ووسائل الإعلام المختلفة.
كما نظم الصندوق حملة التوعية الثانية تحت شعار “صحة أسرتي أولويتي”، والتي تمت بالتعاون مع وزارة الصحة وشملت طلاب وطالبات الثانوية العامة بمدارس الدولة.
ولدى الصندوق العديد من الشراكات والتعاون في المجالات ذات النشاط المشترك مع القطاعين الحكومي والقطاع الخاص، وذلك من خلال تفعيل دور القطاعات المختلفة في العمل من أجل دعم وتسهيل نشاطات التوعية الأسرية بكافة جوانبها، بما يخدم الأسرة في المجتمع الإماراتي، كما أن الصندوق وقع العديد من مذكرات التفاهم.
المصدر: أبوظبي