لندن (رويترز)
قالت سلطات مطار جاتويك البريطاني إنها أعادت فتح المطار بعد أن سبب مخرب حالة فوضى استمرت 36 ساعة وأثرت على نحو مئة ألف مسافر خلال فترة عيد الميلاد باستخدام طائرة مسيرة ليمارس لعبة القط والفأر مع قناصة الشرطة والجيش.
وبعد أكبر اضطراب يشهده ثاني أكثر مطارات بريطانيا ازدحاماً منذ سحابة الرماد البركاني في عام 2010، قال المطار أمس إنه من المنتظر إقلاع 700 رحلة، برغم استمرار وجود تأجيلات أو إلغاءات.
ونشرت بريطانيا تكنولوجيا عسكرية غير محددة لحراسة المطار مما قال وزير النقل كريس جرايلينج إنه يعتقد أن تكون عدة طائرات مسيرة.
وقال جرايلينج لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «ما يحدث على الأرض هو مزيج من إجراءات اتخذت لمنح الثقة في أن المطار آمن... وبعضها قدرات عسكرية». وقال إنه لا يوجد حتى الآن «حل مباشر وعملي وجاهز يحل جميع المشكلات تلقائياً».
ويكتنف الغموض الدافع وراء إطلاق هذه الطائرات المسيرة، وقالت الشرطة إنه لا يوجد ما يوحي بأن تعطيل أحد أزحم المطارات الأوروبية كان هجوماً إرهابياً.
غير أن هذا الحادث يعتبر الأكثر إثارة للفوضى والارتباك في مطار كبير، ويشير إلى وجود ثغرات ستفحصها قوات الأمن ومشغلو المطارات في أنحاء العالم. وجرى استدعاء قناصة من الشرطة والجيش لصيد الطائرات التي يعتقد أنها صناعية الطراز، والتي كانت تحلق بالقرب من المطار كلما حاولت السلطات إعادة فتحه أمس الأول.
وقال كريس وودروف كبير مشغلي المطار إنه لم يتم التوصل لهوية الجاني حتى الآن. وتوقفت رحلات الطيران في الساعة 2103 بتوقيت جرينتش الأربعاء بعدما شوهدت طائرتان مسيرتان بالقرب من المطار. وأثر هذا الاضطراب على ما لا يقل عن 120 ألف شخص. وتقطعت السبل بعشرات الآلاف من المسافرين في مطار جاتويك بسبب هذه الواقعة، حيث نام الكثير منهم على الأرض أثناء البحث عن مسارات بديلة لرحلات العطلة ولم شمل الأسر في عيد الميلاد. وإطلاق طائرة مسيرة في نطاق كيلومتر من أي مطار بريطاني جريمة تصل عقوبتها إلى السجن خمسة أعوام.
وقال جرايلينج «لا توجد أدلة على أن الأمر له صلة بالإرهاب بالمعنى التقليدي. لكنه نشاط فوضوي بوضوح لم نشهده من قبل. وهذا النوع من الحوادث غير مسبوق في أي مكان من العالم».
وأضاف أنه لا يعلم عدد الطائرات المسيرة التي استخدمت في هذه الواقعة لكنها أكثر من واحدة على ما يبدو.