لم يكن في الحسبان أن تتساقط أوراق المنتخبات العربية المشاركة في بطولة الأمم الآسيوية الخامسة عشرة، وأن تخرج سبعة منتخبات عربية من أصل ثمانية تشكل نصف عدد الدول المشاركة، سيما وأن البعض من هذه المنتخبات سبق له الظفر بكأس البطولة كالسعودية والكويت. لقد وضعت جماهير الرياضية العربية ومعها أهل الشأن الكروي آمالاً واسعة على لاعبي المنتخبات العربية الثلاثة الصاعدة لدور الثمانية وهي قطر والاردن والعراق في إمكان مواصلة مشوار التألق والمثابرة والاجتهاد أمام منافسيها منتخبات اليابان واوزبكستان واستراليا وهي المنتخبات التي سبق لها اللعب أمامها ورؤيتها واضحة عن خصائصها الفنية وإمكاناتها وخصائصها البدنية وعناصر القوة فيها وبالتالي تحديد الأسلوب الأفضل والطريقة المناسبة في الدفاع والهجوم لمقابلتها. وبدأت سعادة الجماهير العربية التي احتشدت على مدرجات الملعب ومعها الذين تجمهروا أمام شاشات التلفزة الفضائية وهي تشاهد منتخب قطر الشقيق يهز الشباك اليابانية ويربك الحاسوب ويقدم أجمل عروضه الفنية ولمحاته الكروية الجميلة، وحتى عند نجاح اليابانيين في إدراك التعادل عاد منتخب قطر إلى الواجهة الامامية وسجل هدفه الثاني، ولكن الانفتاح الزائد في الملعب وعدم الاحتراس من الهجمات السريعة المرتدة كان وراء عدم نجاح الفريق القطري في إنهاء المباراة لمصلحته ليكسب اليابانيون نقاط الفوز والصعود إلى منافسات المربع الذهبي. وبقدر أسفنا وحسرتنا لخروج المنتخب القطري من المنافسة فقد زاد المنتخب الأردني من حسرتنا وهو يقدم لمحات كروية جميلة قادته لمنازلة المنتخب الاوزبكي القوي بهمة واسلوب دفاعي وهجومي منظم ساعده في القيام بطلعات كادت أن تقوده لهز الشباك، ولكن الشيء الذي لم يكن بالحسبان تلك الغفلة البسيطة التي أخذت دفاع الاردن على حين غرة بداية الشوط الثاني كلفته الشيء الكثير عندما سهل مهمة اللاعب الاوزبكي توسلوف في تسجيل هدفيه. وتصاعدت الآمال بعد تسجيل اللاعب الاردني بشار بن ياسين هدفه ولكن غياب المهاجم الصريح والتسرع في إنهاء الهجمات وقلة الخبرة لدى البعض أسهمت في خروج منتخب الأردن من البطولة. نعم خروج منتخبي قطر والأردن مشرف في حسابات المستوى الفني الذي قدماه في المباراتين ولكن كرة القدم تحسم بالنتائج وهذا ما حصل بالذات حيث صعدت اليابان واوزبكستان الى المربع الذهبي على حساب الوجود العربي الذي كنا نتمنى أن يستمر في الملتقى الآسيوي المهم. almla3eb@yahoo.com