«بي بي سي»: اليمن أرض الحضارات نجحت في قهر التحديات
يتواصل اهتمام وسائل الإعلام العالمية باستضافة اليمن لمنافسات “خليجي 20”، وهي الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل في منافسات النسخ السابقة للبطولة، ولعل السبب في هذا الاهتمام الإعلامي العالمي يعود إلى كثرة التقارير التي كانت تبثها الصحف ووكالات الأنباء العالمية عن الأوضاع الأمنية في اليمن قبل انطلاقة المونديال الخليجي، وسط تأكيدات أن الظروف غير مواتية لاستضافة بطولة كبيرة بحجم كأس الخليج.
لكن النجاح اليمني في استقبال الوفود الخليجية، وإقامة حفل افتتاح جيد، ثم توالي المباريات وسط تدفق آلاف الجماهير على ملاعب البطولة في أمان تام دفع الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى نشر تقرير يشيد بالنجاح اليمني في كسب التحديات حتى الآن.
وجاء في تقرير هيئة الإذاعة البريطانية الذي أعده جوستن ماروتزي وهو صحفي متجول مهتم برصد المعالم السياحية والمهرجانات الكبرى في بلدان العالم المختلفة: “على الرغم من كثرة المخاوف الأمنية نجحت اليمن في استضافة وتنظيم بطولة الخليج لكرة القدم، والتي تضم 8 منتخبات تتبارى فيما بينها للحصول على لقب البطولة التي تهم الملايين من أبناء الجزيرة العربية، وحينما قرر كاتب هذا التقرير الذهاب إلى اليمن لتغطية بعض الفعاليات المتعلقة بالبطولة وتقييم الأداء اليمني من الناحية التنظيمية أخبرني بعض الأصدقاء بأنني مقبل على مخاطرة كبيرة، وحينما توجهت بالسؤال إلى صديق آخر يعمل في مجال الصحافة الرياضية وتغطية فعاليات وبطولات كرة القدم، أكد لي أن زوجته منعته من السفر إلى اليمن، وكان السؤال الأكبر الذي ظهر على سطح الأحداث هل من الحكمة إقامة بطولة كرة قدم تهم الملايين في منطقة الخليج وسط مخاطرة بحياة اللاعبين والجماهير؟ ولم تلك التساؤلات غربية فقط، بل إن التشكيك في قدرة اليمن على احتضان الحدث وصل إلى بعض الدول التي تشارك في البطولة، وصدرت بيانات رسمية تؤكد أن البعض لن يشارك بسبب المخاوف الأمنية”. ويضيف تقرير “بي بي سي”: “ولكن المفاجأة الحقيقية كانت في تبدد جميع المخاوف مع اللحظات الأولى لوصول ضيوف اليمن إلى أراضيها، وشعر الجميع بحالة من الراحة والاسترخاء في عدن وتمثل ذلك في ظهور عشرات الأشخاص الذين يتناولون الطعام في باحات المطاعم وفي الشوارع وسط شعور كبير بالطمأنينة، وتعمق هذا الشعور مع حفل الافتتاح وانطلاق المباريات، خاصة المباراة الافتتاحية التي شاهدها في الملعب 30 ألف متفرج، بالإضافة إلى الآلاف خارج الملعب الذين لم يتمكنوا من الدخول، ومن المشاهد المثيرة للانتباه فرحة الآلاف ورقصهم على إيقاعات الموسيقى والأغاني والأهازيج، بل إن النساء تواجدن في المدرجات وهن يرتدين الزي العربي التقليدي.
كانت البهجة حاضرة في جميع المباريات، وهو ما يؤكد أن اليمن نجحت في القضاء على هواجسها الأمنية، لتثبت أرض الحضارات التي شهدت ميلاد العديد من الحضارات العربية أنها قادرة على تنظيم بطولة كروية كبرى، فقد شهدت اليمن على مدار التاريخ قدوم ورحيل الكثير من الأجانب، بداية من الوجود البرتغالي والعثماني والإنجليزي”.
وعن الجانب الفني والكروي، قال تقرير بي بي سي: “منتخب اليمن تقف خلفه قاعدة جماهيرية كبيرة ومتحمسة، ولكن يبدو أن الوضع أقرب ما يكون إلى علاقة الجماهير الإنجليزية بمنتخبها، فالحماس الجماهيري عادة ما ينتهي بحالة من الإحباط على إثر النتائج المتواضعة، فقد خسرت اليمن من السعودية برباعية نظيفة في الافتتاح، ثم واصلت تحقيق النتائج السيئة وسط إحباط جماهيري لم يخفف منه سوى الشعور بنجاح اليمن في التغلب على مخاوفها التنظيمية”.
المصدر: دبي