دعا المجلس الانتقالي الليبي أمس الثوار الليبيين الذين أتوا من مدن مختلفة إلى مغادرة طرابلس، معلنا عودة ضباط الشرطة الليبيين إلى العمل اليوم السبت، فيما رجح وزير الخارجية الفنلندي أمس إرسال بعثة من الاتحاد الأوروبي لتدريب الشرطة الليبية لرغبة “الانتقالي” في عدم وجود قوات أجنبية على الأراضي الليبية. ومن جانبهم، أعلن الثوار أمس سيطرتهم على مدينة غدامس، وعلى المنفذ الحدودي بين ليبيا والجزائر. ودعا مسؤول الداخلية في المجلس “الانتقالي” أحمد ضراط أمس الثوار إلى مغادرة العاصمة الليبية قائلاً إن “طرابلس تحررت لذا يجب على الجميع مغادرة المدينة والعودة إلى مدنهم”. وأضاف أن “الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين أمر طبيعي”. وأكد أن “ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم”. ويشار إلى أن مجموعة من الثوار أعلنت مساء الخميس في العاصمة عن تشكيل “مجلس ثوار طرابلس”. وأعلن مسؤول الداخلية في المجلس “الانتقالي” عن خطط أمنية تشمل عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى سيبدأ العمل بها في طرابلس من صباح اليوم السبت. وقال ضراط إن “الشرطة وأجهزة الأمن ستلتحق بأعمالها بدءاً من صباح السبت في إطار خطط أمنية تهدف لحماية المدينة والأهداف الحيوية فيها”. وتابع أن “الشرطة لم تقاتل ضدنا وجميعهم ثوار، وليس لدينا مشكلة معهم لأنهم كانوا في أجهزة أمنية تخدم الدولة وليس النظام”. لكن ضراط أشار إلى أن “هناك بعض الأفراد الذين تلطخت أياديهم بالدماء والفساد وتم تحييدهم لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة “. وأوضح أن عدد هؤلاء “الضباط لا يتجاوز الـ30”. ويأتي الإعلان عن الخطط الأمنية قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي لقوات القذافي في سرت (360 كلم شرق طرابلس) للاستسلام “لحقن دماء الليبيين”. وقال مصدر ليبي موثوق بمدينة غدامس، إن الثوار تمكنوا من السيطرة على المدينة بالكامل، إضافة إلى السيطرة على المنفذ الحدودي بين ليبيا والجزائر. وأضاف المصدر، خلال اتصال مع الموقع الإلكتروني لصحيفة “قورينا الجديدة” الليبية، أن الثوار ساعون إلى تكثيف جهودهم ووضع خطط إستراتيجية للسيطرة على كتائب القذافي التي تتحرك من حين لآخر في أماكن مختلفة بالمنطقة. ويشار إلى أن بعضا من أفراد عائلة القذافي تمكنوا من الهرب إلى الجزائر عبر هذا المعبر الحدودي عن طريق سيارات مصفحة وبحراسة كتيبة من الطوارق موالية للقذافي. من جهة أخرى، أعلن إركي توميويا وزير الخارجية الفنلندي أمس أنه من المرجح أن يرسل الاتحاد الأوروبي بعثة لتدريب الشرطة في ليبيا. وعلى هامش اجتماع لوزراء خارجية التكتل الدولي أمس في مدينة سوبوت البولندية قال توميويا إن هذه البعثة ربما كانت أكثر الاحتمالات ترجيحاً في الوقت الراهن، بالنظر إلى أن المجلس الوطني الانتقالي لا يريد أي تدخل قوات أجنبية في ليبيا. وأوضح وزير الخارجية الفنلندي أن الجميع متفقون على ضرورة أن تكون هذه المشاركة تحت قيادة الأمم المتحدة والتي يرجح ألا تكون ذات طابع عسكري لأن الليبيين رفضوا وجود مراقبين عسكريين أو أي مهمة لحفظ السلام في بلادهم. ورغم تواصل المفاوضات لتجنيب منطقة سرت مواجهة عسكرية، يستعد الثوار الليبيين للمعركة الفاصلة. ومن المفترض أن تنتهي المهلة التي منحها الثوار الى كتائب القذافي في سرت للاستسلام سلميا اليوم السبت، إلا أن معلومات أخرى تفيد بتمديدها لأسبوع إضافي تجنبا لإهدار الدماء. ووصلت تعزيزات عسكرية طيلة الاسبوع من بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد. وشوهد الآلاف من المقاتلين وقد تمركزوا في منازل تركها أصحابها على طول الطريق الموازية لخليج سرت. ويقيم الثوار حواجز أمنية خصوصا حول مدينة بن جواد التي يعرف عن سكانها تأييدهم للقذافي. وتوغل بعض الثوار داخل الصحراء كما انتشر آخرون على طول الساحل تخوفا من اي تسلل يقوم به المقاتلون المناصرون للقذافي. وقام “وزير” دفاع الثوار أمس الأول بزيارة الى هذه الجبهة برفقة اثنين من القادة الميدانيين. وشوهدت الاسلحة الثقيلة من دبابات تي-55 ومدافع من عيار 120 ملم ومدافع هاون وراء الخطوط الامامية للجبهة وقد خبئت وسط كثبان الرمل مستعدة للتدخل في اي لحظة. وقال قائد “كتيبة شهداء زنتن” وهو يقف وسط نحو عشر آليات عسكرية، إنه يتوقع “قصفا مدفعيا مكثفا قبل شن الهجوم البري” باتجاه سرت. ومن الصعب معرفة ما هي الخطة العسكرية التي ستعتمد للهجوم على مواقع كتائب القذافي, مع العلم ان الكل يدركون ان الضربات الجوية التي سيقوم بها الحلف الاطلسي ستقوم بدور أساسي في التمهيد للهجوم.