شادي صلاح الدين (لندن)
كشفت صحيفة أسبوعية آسيوية أن النظام القطري فشل في إخفاء ممارساته التي تتعلق بتمويل الإرهابيين وإيوائهم في بلادهم، رغم الانتقادات الدولية المستمرة له، مشيرة إلى أن قطر الصغيرة تلعب دوراً طويلاً في إيواء المتطرفين.
وأوضح تقرير صحيفة «وييكلي بليتز» أن القرار الذي اتخذته العديد من الدول العربية بإعلان عدد من المتطرفين الذين تستضيفهم قطر ككيانات إرهابية قد أثار مرة أخرى قضية الدعم القطري للمتطرفين سواء من يتبنون الفكر العنيف أم لا، مشيرة إلى أن أخطر هؤلاء هو يوسف القرضاوي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير كتبته كايل شيديلر أن القرضاوي يتواجد في قطر منذ فترة طويلة، حيث يعيش الآن كضيف شخصي ومرشد روحي للأمير القطري. وعلى الرغم من نفيه، يظل القرضاوي داعية جماعة «الإخوان» الإرهابية وأنشطتها السياسية وشبه العسكرية، التي يقدم لها تعاليم دينية وأيديولوجية. ولا يزال القرضاوي يلعب دوراً في إدارة «الإخوان».
وأوضح تقرير الصحيفة الأسبوعية أن تأثير القرضاوي على عدد من الجماعات والمنظمات المتطرفة لن يكون له أي تأثير تقريباً دون مساعدة ودعم عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، الذين عملوا كرعاة للقرضاوي منذ أن تم نفيه لأول مرة إلى الدوحة في الستينيات ومنح الجنسية القطرية، حيث لم يكن لدى قطر مؤسسات دينية حديثة، ونتيجة لذلك، أصبح القرضاوي رجل الدين الوحيد البارز في بلد معظمه من المسلمين السلفيين. وكما كتب السفير الأميركي تشيس أنترماير في برقية بوزارة الخارجية عام 2005، فإن القرضاوي هو «المفكر الوحيد في قطر الذي له أهمية في البلاد».
ومنذ ذلك الحين، لعب رجل الدين المتطرف دوراً مهماً في تأسيس النظام التعليمي القطري، وقاد المعهد القطري للتعليم الديني، وشغل بعد ذلك منصب عميد جامعة قطر. كما يشارك القرضاوي بعمق في مؤسسة قطر.
وأكد التقرير ضلوع قطر بشكل مباشر في نشر آراء القرضاوي ونشر فتاويه المثيرة للفتن من خلال تمويل العديد من المنتديات الإعلامية التي تشكل النطاق العالمي له ووصول آرائه للعديد من الناس، ومن بينها «الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين» والموقع الإلكتروني «إسلام أون لاين»، الذي يروج لفتاويه وينشر أعمال القرضاوي. كما زودت قطر القرضاوي بمنصة في قناة «الجزيرة» الفضائية التي تديرها الدولة والتي قام من خلالها بإلقاء بعض أكثر خطاباته المثيرة للجدل.
وأضاف التقرير: كما سعى القطاع المالي في قطر للحصول على اسم القرضاوي. وقد شغل منصب مستشار لبنك قطر الإسلامي، وبنك قطر الدولي الإسلامي، وبنك قطر الوطني، مشيراً إلى أن القرضاوي أصبح ثرياً للغاية نتيجة للعطايا التي يحصل عليها من عائلة «آل ثاني».
ومضى التقرير موضحاً «وعلى النقيض من أولئك الذين جادلوا بأن القرضاوي يمثل توجهاً معتدلاً للإسلام، فإن القرضاوي طالما أيد العنف كأداة لتحقيق أهداف قطر في نشر العنف والتوتر في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها».
وتناول التقرير أمثلة على دعم القرضاوي للعنف والقتل، وقال «أقر القرضاوي فتوى لقتل الأميركيين في العراق، بمن فيهم المدنيون، كما شجع المسلمين على السفر للخارج للقتال في الحروب الأهلية في سوريا وليبيا، وبعد الإطاحة بالإخوان في مصر خلال ثورة 2013، دعا القرضاوي أيضاً إلى العنف قائلاً إنه يجب قتل من يعصون الحاكم الشرعي (يعني مرسي)» وفقاً للتقرير.
وأوضح تقرير صحيفة «ويكلي بليتز» الأسبوعية أنه رغم أن مهمة مؤسسة قطر الدولية (إحدى الشركات التابعة لمؤسسة قطر، ومقرها الدوحة) المعلنة هي نشر وتسهيل تدريس اللغة العربية، إلا أن برامجها تبدو خبيثة ولديها أهداف وتأثيرات أخرى، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف أن مؤسسة قطر الدولية تعمل بنشاط في المشهد السياسي الأميركي أكثر من مرة، كما كتبت المديرة ماجى سالم بعض مقالات جريدة «واشنطن بوست» نيابة عن الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي وشجعته على اتخاذ مواقف ضد السعودية. وإضافة إلى ذلك، رعت مؤسسة قطر الدولية في وقت واحد جمعية عربية- أمريكية في نيويورك برئاسة الناشطة الإسلامية المثيرة للجدل ليندا صرصور. كما شاركت المؤسسة في إنتاج فيديو دعائي ضد السعودية مع قناة الجزيرة. وهي تعمل الآن على تطوير إعادة تشغيل برنامج بي بي سي القديم، «مناظرات الدوحة»، لتعبئة رأي الشباب ضد السياسيين في الشرق الأوسط.
وأكد التقرير وجود دعم علني من جانب مؤسسة قطر للمنظمات الإرهابية والايديولوجيين المتطرفين من جماعة «الإخوان»، كما أن المؤسسات التعليمية والمساجد التي تديرها مؤسسة قطر، غالباً ما تضم متحدثين متطرفين، مشيراً إلى أن الفارق في السلوك بين مؤسسة قطر ومؤسسة قطر الدولية هو تكتيكي فقط؛ وتهدف هاتان المنظمتان إلى تعزيز المصالح الوطنية القطرية وتعزيز «القوة الناعمة» للنظام. وعلى هذا النحو، يجب أن تخضع مبادرات مؤسسة قطر الدولية لفحص دقيق ورقابة صارمة للدعاية المؤيدة لدولة قطر، مهما كانت تبدو «حميدة» في الظاهر.