محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ورئيسة المجلس الاستشاري للغة العربية أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دائم الاهتمام باللغة العربية، ويعمل دائماً على تعزيز مكانتها.
جاء ذلك خلال احتفال المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار «اللغة العربية والشباب» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، في قاعة الرازي بجامعة الشارقة، بحضور الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب حاكم الشارقة، والدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، والدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، ونخبة من الأدباء والشعراء وكوكبة من المبدعين والمثقفين والمفكرين والإعلاميين.
وقالت الكعبي: «إن احتفالنا باليوم العالمي للغة العربية يمثل اعترافاً دولياً بمكانة اللغة العربية، كما تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات وأوسعها انتشاراً على مستوى العالم، وتتوقع الإحصاءات أنه في عام 2050 سوف يتحدث باللغة العربية نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى أي ما يشكل نحو 7% من سكان العالم».
وأضافت: كما إن اللغة العربية كانت في القرون الماضية يكتب بها جميع أنواع المعارف الإنسانية، مثل الفلسفة والعلوم، لذلك نستطيع أن نقول إن اللغة العربية استوعبت جميع أنواع الثقافات الأخرى.
وأوضحت أنه من الضروري استغلال جميع الإمكانيات الحديثة وأساليب التكنولوجيا الذكية لتطوير اللغة العربية وإظهار جماليات اللغة، ويجب توحيد الجهود من أجل تطوير اللغة، وأن نعتز جميعاً باللغة العربية، حتى الأشخاص الذين يتحدثون لغة أخرى، لابد أن يعتزوا ويفخروا باللغة العربية، لأنه لا يمكن لأمة أن تتقدم من دون أن تهتم بلغتها وتعتز بها.
ومن جانبه توجه الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على اهتمامه باللغة العربية، ومحاولة الحفاظ على اللغة العربية من الحملة الشرسة التي تتعرض لها، مضيفاً أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، دليل على الاعتراف العالمي بهذه اللغة العظيمة، التي نزل بها الكتاب الكريم.
وقال الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة إنه في إطار توجيهات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا)، وكذلك تلبية لتطلعات القيادات الرشيدة نحو تنظيم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بما يليق بمكانة اللغة العربية ومدلولاتها الحضارية، تم تنظيم هذه الاحتفالية.
ثم انعقدت جلسة حوارية بعنوان «اللغة العربية والشباب» باستضافة أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية بدولة الإمارات، حيث أكد بلال البدور نائب رئيس ندوة الثقافة والعلوم أن اللغة ليست مجرد أداة للتخاطب بل هي مخزون معرفي يستطيع المرء من خلاله أن يكوِّن شخصيته ويختار دوره الثقافي والحضاري، ولكن هناك بعض النماذج القديمة والحديثة من الأخطاء التي تقع أثناء التخاطب.
وأكد إبراهيم العابد، مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام، أنه لابد من وضع ضوابط لحماية اللغة العربية، وخاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، وفيس بوك) وكتابة الكثير من التغريدات بطريقة غير صحيحة لغوياً، فلابد من وجود برنامج لتصحيح هذه الأخطاء وأن يعرف المتلقي الخطأ الذي ارتكبه أثناء الكتابة حتى يتعلم، فلذلك يجب على المؤسسات الحكومية ابتكار وسائل تكنولوجيا لتعليم اللغة العربية وقواعد اللغة لمحاولة الحفاظ عليها.
وخلال الحفل أطلقت مبادرة «لغتي»، المبادرة التعليمية الرامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لأطفال وطلاب مدارس الشارقة، أنشودة «لُغتي العربية» التي ترجمها أطفال مدرسة العقد الفريد إلى لوحات مسرحية راقصة استطاعوا من خلال أبياتها ومضامينها أن يعكسوا مدى حبهم وارتباطهم بلغتهم، والتعبير عما توفره المبادرة من معارف تثري مخزونهم اللغوي والمعرفي، حيث تناولت القصيدة في أبياتها الحديث عن الجوانب المعرفية والتعليمية الذكية التي توفرها.