عمر الحلاوي (العين)

أعلنت جامعة الإمارات عن إجراءات جديدة لتأهيل طلبة الثانوية وضمان قبولهم في التخصص الجامعي مباشرة منذ العام الأول لالتحاقهم الجامعي وإلغاء القبول المشروط والسنة التأسيسية. ومن بين تلك الإجراءات إطلاق برنامج متطلبات الجامعة «الإمسات» باللغة الانجليزية في منصة تعليمية دولية تضم أفضل 50 جامعة عالمية، وذلك بناء على شراكة مع جامعة هارفارد. ويطلق البرنامج بتاريخ 12 يناير الجاري، بما يتيح لطلبة الثانوية الاستعداد المبكر والتأهل لمتطلبات القبول الجامعي، ويؤدي إلى إنجاز البكالوريوس في 4 أعوام بدلا من 6 عبر دراسة التخصص مباشرة.
ونفت جامعة الإمارات تطبيق قرارات جديدة تتعلق بزيادة نسبة القبول خلال الفترة الأخيرة، أو الاتجاه لتغير سياسة القبول الحالية خلال العام الدراسي الحالي، مؤكدة عدم رفع نسبة الـ 80% المطبقة حاليا، لافتة إلى أن متطلبات القبول في الجامعة منذ عامين لم يطرأ عليها أي تغيير وبموجبها تم قبول الطلبة في العام الدراسي الجاري، وهي الحصول على نسبة 1250 بالإمسات، و 5.5 في الأيلتس، مشيرة إلى أنها رفعت العام الماضي نسبة القبول لـ 80% بدلاً عن 75% وبموجبها استوعبت 1146 طالباً وطالبة من المواطنين، تحقيقا للمتطلبات المستقبلية.
وحققت التغيرات التي أجريت منذ عامين، زيادة بنسبة الطلاب المواطنين المقبولين مباشرة في كليات الجامعة، لترتفع إلى 77% بدلا من النسبة السابقة التي لم تكن تتعدى 60%.
ويهدف إطلاق متطلبات الجامعة في المنصة الإلكترونية إلى إلغاء السنة التأسيسية بالكامل، وتخرج طالب البكالوريوس خلال 4 أعوام بدلا من 6 أعوام كما كان في السابق. جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي دعت إليه إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة، والذي عقد بمكتب مدير الجامعة أمس بحضور الدكتور غالب الحضرمي مدير الجامعة بالإنابة نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعتيق جكة النائب المشارك لشؤون الطلبة.
وقال الدكتور غالب الحضرمي: إن جامعة الإمارات حاليا تحتل المرتبة 329 عالميا حيث كانت منذ 5 أعوام ما بين 500 إلى 800 أفضل جامعة بالعالم، ووفق استراتيجية الجامعة وخطتها المستقبلية للعام 2030 يجري العمل لتصبح بين أفضل 200 جامعة عالمية، وفي قائمة أفضل 20 جامعة آسيوية، مشيراً إلى أن الجامعة ولكي تصبح في الريادة بالتعليم العالي العالمي لابد أن ترتقي بالطلاب والهيئة التدريسية فالمؤسسات التعليمية ليست بالمباني، والجامعة الوطنية الأم تود تخريج طلبة قياديين والتركيز على البحث العلمي وأن تضمن المخرجات باحثين وعلماء للمستقبل.
ونفى الدكتور غالب حدوث تغييرات باشتراطات القبول خلال العام الجاري، لافتاً أن الجامعة تجري عمليات تطويرية عالية المستوى للارتقاء بطلابها وهيئتها التدريسية على حد سواء. وشدد على أن نسبة التوطين الحالية في جامعة الإمارات هي نسبة عالية، وأن التوطين يعد إحدى أولويات الجامعة.
وكشف عن برنامج لتطوير أعضاء الهيئة التدريسية المواطنين بالجامعة حتى يكونوا قياديين، حيث ابتعثت الجامعة في الفصل الدراسي الماضي عدداً من المواطنين الذين يتولون مناصب إدارية على مستوى الوكلاء والمساعدين، إلى الولايات المتحدة وأوروبا وسنغافورة لتدريبهم، ويستمر البرنامج التأهيلي للمواطنين خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن الجامعة اتبعت إجراءات متدرجة لإلغاء السنة التأسيسية التي تهدر موارد الجامعة، بالإضافة لمكوث الطالب أحيانا 6 سنوات دراسية في برنامج البكالوريوس.
وقال: إن جامعة الإمارات أصبحت عضواً في المنصة الإلكترونية العالمية، وستطرح مساقات أخرى تخصصية في المنصة، ما يوفر للطالب عاماً دراسياً تأسيسياً لدراسة مادة أو مادتين، وهي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الدولة لتأهيل الطلبة المواطنين من المرحلة الثانوية قبل دخول الجامعة، وفي نفس الوقت تحقيق شروط متطلبات القبول بالجامعة وبذلك ينتهي ما يسمى بالسنة التأسيسية، مشيراً إلى أن سياسة القبول في السنوات الماضية قبل أكثر من عامين تطلبت معدلات 700 في الإمسات، ومن ثم رفعت النسبة إلى 1100 حتى وصلت 1250 قبل عامين، ويرجع السبب في ذلك إلى أن وزارة التربية طلبت إلغاء ما يسمى بالسنة التأسيسية والتي يتوجب إلغاؤها منذ سنوات، حيث تسعى الجامعة لتحقيق أهدافها ومؤشراتها التي تتطلب انتهاء الطالب من البكالوريوس خلال 4 سنوات.
وأوضح مدير الجامعة أن رفع درجة الحد الأدنى لمجموع درجات الثانوية العامة من 75% إلى 80% بداية من العام الأكاديمي (2019- 2020)، لم يؤثر سلباً على أعداد الطلبة المواطنين المقبولين بالجامعة والمقدرة بـ 1146طالباً مقارنة بـ 1201طالب في العام الأكاديمي السابق 2018-2019، وقد أوضحت الإحصاءات أنه في العام الأكاديمي 2018-2019 كان نحو 60 في المائة من طلبة المدارس الثانوية المقبولين في جامعة الإمارات مسجلين في البرنامج التأسيسي (السنة التحضيرية) الذي كان يستهلك على الأقل عاماً أكاديمياً كاملاً يقضيه الطلبة المقبولون قبولاً مشروطاً في هذا البرنامج التصحيحي قبل الالتحاق بكلياتهم، بينما تم قبول 40 % فقط من الطلبة قبولاً مباشراً في الكليات المختارة، ونتيجة لهذا التباين الواضح بين مهارات الطلبة المقبولين قبولا مشروطاً والطلبة المقبولين قبولاً مباشراً قامت جامعة الإمارات بتعزيز معايير القبول في العام الأكاديمي 2019-2020 لتصل نسبة الطلبة المقبولين قبولاً مباشراً في كليات الجامعة إلى 77 في المائة، بينما التحق 23 في المائة فقط بالبرنامج التأسيسي.
وأشار إلى أن جامعة الإمارات تطبق حاليا منهجا استباقيا مبتكرا يعتمد على التواصل مع طلبة المرحلة الثانوية بهدف زيادة جاهزيتهم للالتحاق مباشرة بالتعليم العالي دونما الحاجة إلى قضاء وقت إضافي في البرنامج التأسيسي الذي كان معمولاً به وترتكز فكرة هذا النهج الاستباقي على استبدال المساقات التأسيسية التقليدية بالوحدات الدراسية الإلكترونية التي ستكون في متناول أيدي الطلبة أينما كانوا، وذلك من خلال منصة إلكترونية بناء على الشراكة بين جامعة الإمارات العربية المتحدة، وبين إحدى المنصات العلمية الرائدة على مستوى العالم (edX) والتي تأسست من قبل جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ما سيمكن جامعة الإمارات من توسعة نطاق مسؤولياتها الاجتماعية نحو طلبة التعليم العام، وذلك من خلال طرح مساقات إلكترونية مجانية على منصتها لتكون متاحة لجميع طلبة المرحلة الثانوية أينما كانوا.
وبهدف زيادة فرص طلبة المرحلة الثانوية للانضمام مباشرة إلى التخصصات الأكاديمية التي يختارونها، أشار مدير الجامعة بالإنابة إلى أن جامعة الإمارات ستتواصل معهم لتوفير الدعم والمشورة لتأهيلهم للقبول المباشر بالجامعة بدون الاحتياج للبرنامج التأسيسي، فإذا رغِبَ الطالب في الانضمام إلى جامعة الإمارات فإن كل ما يتطلبه الأمر هو إرسال رسالة إلكترونية تحوي كلمتين هما «أنا أتمنى»، عبر البريد الإلكتروني: (iWish@uaeu.ac.ae)، بعدها سيباشر فريق من جامعة الإمارات توجيه الطالب خلال مسيرته الأكاديمية، قبل وبعد الالتحاق بالجامعة.