أمين الدوبلي (أبوظبي)

لا صوت يعلو فوق صوت «موقعة الريال».. المدرب الياباني لكاشيما جوا اويوا، والذي حصل على فرصته التدريبية كمدير فني للفريق بعد 7 سنوات من الانتظار، يعتبرها نقطة تحول رئيسة في مسيرته مع فريق المفاجآت.. في الفندق وبعد العودة من الحصة التدريبية بملعب نادي ضباط القوات المسلحة، طلب المدرب من لاعبيه أن يعودوا إلى قاعة المحاضرات النظرية بعد 45 دقيقة، لم يخبرهم ماذا سيفعل؟ وترك الإجابة عن السؤال حائراً؟ حتى جاء اللاعبون، البعض توقع أن أمراً مهماً في انتظارهم، وآخرون ظنوا أن يعلن المدرب عن التشكيلة التي سيخوض بها اللقاء، وذهب البعض الآخر إلى أنه ربما ينقل لهم نبأ ما، من شيجيروا ايجاتا رئيس النادي، المتواصل معه باستمرار.
وخلال الاجتماع لم ينتظر المدرب كثيراً، حيث أكد للاعبيه أن التاريخ والمجد في انتظارهم، وأن الفرصة التي ينتظرها كل ياباني وربما كل آسيوي جاءت لهم على طبق من ذهب، وقال موجهاً حديثه إلى اللاعبين: 130 مليون ياباني ينتظرون ردكم، ثم شغل مساعده شاشة عرض وطلب من اللاعبين التركيز معه، وبدأت المحاضرة النظرية التي استمرت 70 دقيقة، تابع فيها الفريق عدد كبير من الحالات الفنية لفريق الريال في آخر 3 مباريات، شرح لهم عناصر قوة الملكي، وركز على عناصر الضعف، وعلى الحالة غير المستقرة التي يمر بها النادي، والتي تسببت في هزة كبيرة لعلاقته مع جمهوره لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات.
جو أويوا أكد لهم أن الفوز على الريال أمر ممكن، وأن الفوز بالمونديال نفسه ليس مستحيلًا، وحذرهم من الثلاثي مارسيلو ومودريتش وكروس، مؤكداً لهم أن كروس ومارسيلو سيتم رقابته بالشكل الاعتيادي، من خلال تضييق المساحات أمامهما بوجود لاعب قريب دائماً من كل منهما، خصوصاً في منطقة بناء الهجمات، أما مودريتش فقد طلب من لاعبين تبادل الأدوار معه في منطقة الوسط، وطلب منعه من التسديد من أي زاوية، وكذلك من التحرك أكثر من خطوة واحدة بالكرة، في الوقت نفسه الذي طلب فيه من لاعبيه بالاقتراب من بعضهم، والضغط في منطقة الوسط بقوة، ثم الاعتماد على المرتدات السريعة.
المدرب نقل للاعبيه رسالة عبر هاتفه تلقاها من رئيس النادي، أكد لهم فيها أن أي مكافأة مالية لن تكفيهم أكثر من إسعاد شعب اليابان، معتبراً الفوز على الريال والوصول إلى النهائي الحلم أهم من أي إنجاز، وأن النادي وعشاقه يقفون على عتبة المستقبل وينتظرون ما يسفر عنه اللقاء، وأنهم يتطلعون بثقة إلى فريقهم الذي لم يحقق بطولة الدوري المحلي، ولم يفز أيضاً بالكأس الامبراطوري، معتبراً أن الفوز بدوري أبطال آسيا أهم وأكبر من كل هذه البطولات، وأن الخسارة نفسها من الريال لم تهز ثقته فيهم، بشرط أن يقوم كل لاعب بدوره بقوة وبتصميم وبإرادة.
صوت المدرب وحده هو الذي كان مسموعاً في القاعة، لا توجد أي مداخلات من أي لاعب، حينما كان يصمت كان يظن البعض أن لا وجود بالقاعة، فالصمت والترقب كان العنوان الأبرز، وبعد المحاضرة النظرية قام اللاعبون، وسمح لهم المدرب بالتجول في الفندق وخارجه فقط، فرادى أو مجموعات، لكنهم كانوا في التاسعة على موعد مع وجبة العشاء في الفندق، وفي العاشرة والنصف خلد الجميع إلى النوم، قبل أن يستشرفوا يوماً جديداً، متعلقين فيه بأمل جديد.
وكاشيما الفريق الأوفر حظاً بين الأندية اليابانية فوزاً بالألقاب المحلية، حيث إنه توج بلقب الدوري 8 مرات، لكن الجميع في اليابان يعتبرونه نادي المفاجآت، لأنه الأول في آسيا الذي تأهل لنهائي مونديال الأندية، والذي أحرج الريال في عام 2016 عندما تعادل معه 2 /‏‏‏ 2 في الوقت الأصلي من المباراة، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج، ولم يرجح كفة الريال سوى رونالدو الغائب عن الريال في هذه المرة، وهو الأمر الذي يمنح كاشيما حافزاً إضافياً، حيث يغيب الملهم عن الريال هذه المرة.