أبوظبي (الاتحاد)

بدأ صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي، مؤخراً، التطبيق التجريبي لنظام «العمل عن بُعد»، من خلال اعتماد نظام «المكتب الذكي»، الذي يتيح لموظفي الصندوق إمكانية إنجاز المهام الوظيفية دون الحاجة للدوام اليومي في مقر العمل، مشيراً إلى أن نتائج تقييم التجربة أظهرت نجاحاً كبيراً بزيادة لافتة في أعداد المعاملات المنجزة - بالعمل عن بعد - بما فيها الرد على استفسارات المتعاملين، والتي بلغت 40% مقارنة بعدد الخدمات والمعاملات التي تتم في مقر العمل، علاوة على خفض المعدل الزمني لإنجاز الخدمات.
وأكد خلف عبد الله رحمة الحمادي مدير عام الصندوق، أن توفير استراتيجيات العمل المرن تأتي تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في توفير بيئة عمل إيجابية وسعيدة في مؤسسات الدولة، تسهم في تحفيز الموظفين على الابتكار والإبداع والريادة في تقديم الخدمات، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لزيادة الإنتاج من خلال ساعات العمل غير المقيدة، وهو الأمر الذي من شأنه مساعدة الموظفين، وخاصة النساء منهم على تحقيق التوازن بين المهام الوظيفية والالتزامات الأسرية.
وأوضح أن تطبيق هذه المبادرة جاء بعد اعتماد ضوابط تضمن عدم تأثر زمن تقديم الخدمة وجودتها وتميزها، وكذلك ضمان إنتاجية الموظفين وانضباطهم الوظيفي، بما ينسجم مع النظم واللوائح الوظيفية المعمول بها، ومن بين ذلك تحديد معدل يومي للتعاملات التي يفترض أن ينجزها الموظف خلال اليوم.
وقال الحمادي في بيان صحفي أصدره أمس:«إن نظام العمل عن بُعد له أبعاد اجتماعية واقتصادية إيجابية، حيث يسهم في دعم بعض الموظفين الذين لديهم ظروف اجتماعية خاصة، ويتيح لهم فرصة التواجد في المنزل مع أسرهم بصورة أكبر دون أن يؤثر ذلك على مستقبلهم المهني والوظيفي، بالإضافة إلى دعم الروابط الاجتماعية وكسر الروتين وإعادة الطاقة والقدرة على العطاء في العمل بطريقة تفوق التواجد في المكتب، فضلاً عن المنافع الاقتصادية والتي تتمثل في تقليل استهلاك الكهرباء والترشيد في المواد المكتبية والتقنيات الإلكترونية».
وأضاف «أن أفضل طرق قياس الأداء هي التي تأتي على أساس النتائج ومعدل الإنجاز، وليس عبر عدد الساعات التي يقضيها في مكان العمل، وهو ما يعزز من رفع الإنتاجية، كما أن مراعاة ظروف الموظفين يعمل على رفع معنوياتهم وهو ما ينعكس بدوره على التطوير والارتقاء بالخدمات المقدمة للمتعاملين، وحسب النظام يمكن للموظفين العمل طوال اليوم وجدولة مواعيدهم بطريقة تتلاءم مع ظروفهم وتنجز مما يسهم في إنجاز المعاملات بطريقة أكثر أريحية كبيرة بعيداً عن ضغوط الدوام والانتقال إلى العمل يومياً وإهدار الوقت وهو ما يمكن الاستفادة منه في إنجاز العمل بصورة أفضل».
وتابع الحمادي:«ردة الفعل الإيجابية والنتائج المتحققة من التجربة تدفعنا لتعميمها بصورة أكبر، خاصة في ظل توافر البنية التحتية الإلكترونية والتي ساهمت في نجاح التجربة بالإضافة إلى الثقة الكبيرة التي تم منحها للموظفين».
ويأتي تطبيق النظام الجديد في إطار سعي الصندوق إلى توظيف التكنولوجيا في تطوير بيئة العمل الداخلية وفقاً لخطة التحول الرقمي التي اعتمدها مجلس إدارة الصندوق، للوصول إلى أعلى مستويات تقديم الخدمات، وتماشياً مع توجهات حكومة أبوظبي باعتماد أحدث الوسائل والتقنيات لضمان تقديم الخدمات وفق أرقى المعايير العالمية.
وأكد موظفون شملهم التطبيق التجريبي أن هناك سبع إيجابيات لهذا النظام الذكي، تتمثل في مراعاة الظروف الصحية لبعض الموظفين، متابعة الأمور الدراسية للأبناء، وسرعة معدلات الإنجاز نتيجة لعدم المقاطعة، وكسر الروتين وتجديد النشاط والتقليل من الغياب والإجازات والتي قد يترتب عليها تعطيل العمل، بالإضافة إلى الانسجام مع الظروف الاجتماعية للمرأة، لافتين إلى أن معدل إنجازهم اليومي ارتفع بشكل كبير بعيداً عن ضغوط الوقت وساعات الدوام التقليدي.

13 خدمة يمكن إنجازها «عن بعد»
أفاد صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي بأنه تم تطبيق تجربة المكتب الذكي على عدد من الإدارات المختلفة في الصندوق، حيث أصبح بإمكان موظفي الصندوق تقديم 13 خدمة من خدمات الصندوق الإلكترونية عن بعد دون الحاجة للحضور شخصياً للعمل، بالإضافة لتمكن موظفي مركز التواصل مع جهات العمل من تلقي اتصالات واستفسارات جهات العمل عبر هواتفهم الشخصية خلال ساعات العمل الرسمية من أي مكان، وذلك من خلال الربط الذكي لنظام اتصالات الصندوق بهواتفهم عبر تحويل المكالمات.