عمرو عبيد (القاهرة)

لم يكن ريفر بليت الفريق صاحب الهجوم الأقوى في المنافسات الأخيرة من كوبا ليبرتادورس، لكنه عرف من أين تؤكل الكتف؛ لأن النسخة الحالية من فريق «المليونيرات» تتمتع بقوة تكتيكية مخيفة، خاصة على المستوى الدفاعي، حيث يجيد الفريق الحفاظ على انضباط الخط الخلفي، بفضل فكر جاياردو، مع تنفيذ الهجوم السريع الخاطف، ويتميز لا باندا بوجود عدد كبير من اللاعبين المهاريين في صفوفه، وهو ما تكشف عنه الأرقام الخاصة بنسب التهديف عبر اللعب الجماعي، مقارنة باستغلال المهارات الفردية لنجومه، حيث صنع ريفر 56% من الأهداف عبر التمريرات الحاسمة، وهو ما يعني أن ما يقارب نصف عدد أهدافه، تم تسجيله بوساطة المهارات الخاصة!
والملاحظ خلال مسيرة الفريق في بطولته القارية، أن سرعة رد فعل هدافيه تبدو مرتفعة للغاية، بدليل استغلالهم أخطاء المنافسين المباشرة في إحراز 43% من الأهداف، صحيح أن الهجمات التي أسفرت عن الأهداف كانت قوية ومؤثرة، إلا أن الفريق استغل «هفوات» الحراس والمدافعين في لمح البصر، ليسجل أهدافاً صنعت الفارق في مسيرته حتى التتويج.
الطريف أن العملاق الأرجنتيني ظهر بصورة وديعة في أغلب الأشواط الأولى من عمر مبارياته القارية، حيث اكتفى بهز الشباك خلالها بنسبة 31%، وشهد ربع الساعة الأول أقل معدلاته التهديفية على الإطلاق، بينما انفجر تهديفياً في الأشواط الثانية، ليسجل 69% من الأهداف، خاصة خلال ربع الساعة الأخير، وما بعد الدقيقة 90، وبالطبع كانت المواجهة الكبرى الأخيرة في إياب النهائي أمام بوكا، أكبر دليل على قدراته التهديفية الحاسمة في الأوقات الحرجة، مثلما كان الحال في المباراة الأولى، وكذلك إياب نصف النهائي الحاسم أمام جريميو البرازيلي.
ويتمتع هجوم «المليونيرات» بقوة هائلة في منطقة العمق، حيث أنتجت تلك الجبهة 68.7% من إجمالي الأهداف، مقابل 31.3% تم إحرازها عبر الطرفين، وكان الجناح الأيسر للفريق هو أضعف حلقاته الهجومية على الإطلاق في مواجهات البطولة القارية، كما يملك الفريق قدرات فردية جيدة فيما يتعلق بتسجيل الأهداف من خارج منطقة الجزاء، خاصة الهدف الثاني الرائع الذي أحرزه كوينتيرو في إياب النهائي، وفتح به الطريق نحو اقتناص اللقب، وبلغت نسبة هذه الأهداف 16%، إلا أن خطورة الفريق تبرز أكثر داخل منطقة الجزاء، التي شهدت تسجيل 84% من الأهداف!
بالتأكيد، مالت النسب التهديفية الخاصة بريفر لمصلحة اللعب المفتوح، الذي أهدى الفريق 74% منها، إلا أن «المليونيرات» يجيد أيضاً استغلال الركلات الثابتة، حيث سجل من عدة ركلات حرة غير مباشرة، وهى التي بصمت على الأهداف عبر ألعاب الهواء والتسديدات الرأسية في أغلب المرات، حيث أحرز لاعبوه رُبع عدد الأهداف برؤوسهم، وتظهر قيمة التمريرات العرضية كذلك، إذ استغلها الفريق في تسجيل ما يقارب ثُلث الأهداف.
أخيراً، يعتمد التكتيك الهجومي لكتيبة جاياردو على السرعة والتمرير القصير، سواء عبر الهجوم المنظم الذي أهدى الفريق 68% من الأهداف، أو بوساطة المرتدات العكسية الخاطفة التي استغلها «المليونيرات» في إحراز 32%، لكن يبقى عامل السرعة هو المسيطر على جميع هجمات الفريق التي أنتجت أهدافاً، بنسبة تزيد على 75%.