محمد المزروعي (أبوظبي) - تعمل الفنانة التشكيلية خلود الجابري حالياً لإقامة معرض شخصي لها في بداية 2012، يحمل عنوان “الصندوق” ويجمع سمة كل ما قامت بتجربته فنياً، وسيحتوي صناديق متعددة الأشكال والأنواع والأحجام. والصندوق هنا من وجهة نظر الفنانة خلود الجابري هو “مخزن العالم، وهو غموض حياة الإنسان، فجزء كبير من شخصيتنا مخفي في صندوق.. والصندوق أيضاً هو مرحلة الطفولة، وخصوصية أسرارنا التي لا نريد لأحد الاطلاع عليها، حيث نضع فيه ما نتوهم أنه أنفسنا لنحميها”. وإشارة لعلاقة الصندوق بالأنوثة، بقولها “إنه الرحم الأكبر للإنسان وبقية الكائنات وحتى الأرض. وفيما يخص المرأة الخليجية قديماً، كان كل عالمها –حين تنتقل لبيت الزوجية- في صندوق، ففيه ملابسها الجديدة وحليها وكل شيء، حتى أن هناك فيه درجا سريا”. الصندوق إذن، ليس إلا “حاوية”، ككل الأشكال التي اخترعتها الضرورة لتحوي ما كَثُرَ على الإنسان، كالحقيبة مثلاً، كالخِزَن، وما إلى ذلك. من هذا المنطلق وغيره، تعمل الجابري على أعمال فنية تُظهر فيها “حياة الصندوق” وتعدد أحجامه طبقاً لحياة الناس نفسها. أما من ناحية الخامات في عملها الجديد، فهي مفتوحة على كل الاحتمالات المتاحة، وستترك الفنانة لعامل الصدفة دوراً فاعلاً في ذلك. يشار إلى أن الفنانة خلود الجابري بعد انقطاع عن ممارسة الفن التشكيلي دام تسعة عشر عاماً، وبعد عودة منذ ثلاث سنوات، وهي تذرع بخُطىً حثيثة عالم الفن التشكيلي داخل الدولة وخارجها، مُستعيدة نشاطها القديم، ضمن أسلوبها المعروفة به، والذي يعتمد على الألوان المائية بكل تنوعاتها، إضافة لمحاولة سبر وخلق تجارب مختلفة؛ باستعمال مادة الأكريلك وتطويعها بحس الألوان المائية، وأيضاً تجارب نحتية خشبية، والكثير غير ذلك. وما يميز كل ذلك كما تقول هو “عامل الصدفة”، الذي أضيف لطريقتها في الحياة؛ بعد كل هذا الغياب عن ممارسة الفن التشكيلي. وتضيف الجابري “أصبحت عَطِشَة للحياة، وأصبـحت لدي القـدرة الذهنيـة على رؤية وإمكانية تحويل كل شيء إلى فن”.