14 قتيلاً في إعصار «آيرين» وخسائر بمليارات الدولارات
نيويورك (وكالات) - اجتاح الإعصار آيرين نيويورك برياح عاتية وأمطار غزيرة أمس الأحد، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وغرق بعض شوارع مانهاتن المهجورة بالمياه رغم أنه فقد بعضا من قوته. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 14 قتيلا على الساحل الشرقي للولايات المتحدة . وبحسب آخر تعداد فإن ستة أشخاص قتلوا في كارولاينا الشمالية، أول ولاية يضربها الإعصار . وقتل رجل بسبب سقوط شجرة اضافة إلى فتاة في الخامسة عشرة لقيت مصرعها في حادث سير بسبب توقف إشارات السير الكهربائية عن العمل.
وبين الضحايا أيضا صبي في الحادية عشرة قتل إثر سقوط شجرة على منزله في فرجينيا (ثلاثة قتلى) وامراة في ميريلاند ، بعد سقوط مدخنة ورجل في كونيكتيكت، في حريق سببته العاصفة.
وآخر ضحية هو متزلج على الأمواج (55 عاما) في فلوريدا بعدما غرق مع لوحة السباحة في بحر هائج. وواصل الإعصار أمس طريقه في الساحل الشرقي للولايات المتحدة باتجاه الشمال وولايات كونكتيكت ورود آيلاند وماساتشوستس بعد تجاوزه نيويورك التي تجنبت الأسوأ.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو أمس إن أسوأ مراحل الإعصار انتهت بالنسبة إلى كثير من سواحل شرق الولايات المتحدة بما في ذلك نيويورك ونيوجيرسي. وفي الوقت الذي تتجه فيه العاصفة إلى نيو انجلاند وشرق كندا قالت نابوليتانو في مؤتمر صحفي إن الاستعدادات التي سبقت العاصفة أدت إلى خفض الخسائر في الأرواح بدرجة كبيرة إلا أنها حذرت من أن فيضان الأنهار في أنحاء الساحل الشرقي ما زال يشكل خطرا على حياة الناس.
وصرح كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي، الذي تضررت ولايته بشكل كبير، أن ايرين قد يلحق أضرارا بالاقتصاد الأميركي المتضرر بالفعل تناهز عشرات المليارات من الدولارات. وقال لشبكة «ان بي سي» «أتوقع ان تصل تقديرات الخسائر إلى مليارات الدولارات إن لم تتجاوزها إلى عشرات المليارات».
ويقول الخبراء ان تقديرات الخسائر المادية ستكون أكثر بكثير إذا تأكد أن العاصفة ضربت نيويورك بشكل مباشر.
وانقطعت الكهرباء عن 3.6 مليون منزل وصدرت أوامر بإجلاء عدة ملايين من الأشخاص. وكانت شوارع مدينة نيويورك التي تشبه خلية النحل في العادة شبه ساكنة بعد أن أمرت السلطات بإجلاء عشرات الآلاف من السكان من المناطق المنخفضة وإغلاق شبكة مترو الأنفاق والمطارات وخدمات الحافلات. وقال خبراء الأرصاد الجوية إن ايرين ما زال يشكل تهديدا خطيرا بإثارة أمواج يمكن أن ترفع مناسيب المياه ما بين 120 و240 سنتيمترا تقريبا في المناطق الساحلية من فرجينيا إلى ماساتشوستس.
ومن المحتمل أيضا هبوب أعاصير منفصلة في منطقة نيويورك. وأدت العاصفة إلى سقوط أمطار بلغ منسوبها 20 سنتيمترا على منطقة واشنطن لكن العاصمة لم تتعرض فيما يبدو لخسائر كبيرة. وأغلقت بعض الجسور لكن المطارات ظلت مفتوحة وسيرت الرحلات وفق الجدول المعتاد. وقال ريك ميهان رئيس بلدية اوشن سيتي في ماريلاند إن التقديرات الأولية تشير إلى فيضان المياه وانقطاع متواصل للكهرباء في بعض المناطق بالمنتجع المطل على البحر لكن دون وقوع أضرار جسيمة. ومن ولايتي نورث كارولاينا وساوث كارولاينا إلى مين هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين يسكنون في مناطق تقع على مسار الإعصار ايرين.
وقال مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك لأكثر من ثمانية ملايين شخص يعيشون في نيويورك «لقد وصلت حافة الإعصار إلينا أخيرا» محذرا من أن رياحا بقوة العاصفة الاستوائية ستضرب المدينة. وكانت ساحة تايمز سكوير التي توصف بأنها مفترق طرق العالم شبه خالية في الوقت الذي وصل فيه ايرين الى المدينة بكامل قوته.
وبعد ايرين يضع مراقبو الأحوال الجوية نصب أعينهم العاصفة الاستوائية جوزيه التي تشكلت قرب برمودا. وحذر بلومبرج سكان نيويورك من أن ايرين عاصفة تهدد الأرواح وحثهم على البقاء في منازلهم لتجنب الشظايا المتطايرة أو الفيضانات أو خطر الصعق بالكهرباء نتيجة خطوط الكهرباء المقطوعة بفعل العاصفة. وفي وسط مانهاتن كان هناك وجود كبير للشرطة في الشوارع لكن كثيرا من الناس استجابوا لتحذيرات بلومبرج التي تطالبهم بالبقاء في المنازل.
وصدرت أوامر لنحو 370 ألف شخص من السكان في المناطق المنخفضة بمغادرة منازلهم وكثير منهم في أجزاء من بروكلين وكوينز ومانهاتن. لكن كثيرين كانوا غير مستعدين للخروج. وغادر أكثر من مليون شخص شاطئ نيوجيرسي وأصبحت النوادي الليلة في المدينة المطلة على الأطلسي مظلمة وخالية. وكان العام الحالي الأكثر تطرفا في الأحوال الجوية في تاريخ الولايات المتحدة وبلغت الخسائر 35 مليار دولار حتى الآن من الفيضانات والأعاصير وموجات الحر.
عاصفة استوائية جديدة تتشكل قرب برمودا
ميامي (رويترز) - قال خبراء الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة إن العاصفة الاستوائية «هوزيه» تشكلت قرب برمودا أمس لتصبح عاشر عاصفة في موسم أعاصير المحيط الأطلسي عام 2011. وقال المركز القومي الأميركي للأعاصير ومقره ميامي إن هوزيه تشكلت على بعد نحو 185 كيلومترا إلى الجنوب والجنوب الغربي من برمودا وكانت تتحرك شمالا. ولم تشكل خطراً على مصالح الطاقة الأميركية في خليج المكسيك. وتشكلت هوزيه بينما كان الإعصار ايرين أول أعاصير المحيط الأطلسي هذا العام يقترب من نيويورك بعدما ضرب الساحل الأميركي على المحيط الأطلسي من نورث كارولينا حيث ضرب اليابسة أمس الأول السبت.