أكد القس يوسف فرج الله، راعي الكنيسة الإنجيلية في أبوظبي، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات تعتبر حدثاً تاريخياً غير مسبوق، فهي أول زيارة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم رئيس دولة الفاتيكان لدولة الإمارات، بل لكل منطقة الخليج العربي.
وأشار إلى أهمية الزيارة التي تزامنت مع مؤتمر الأخوة الإنسانية وحوار الأديان الذي يضم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ونخبة من القادة الدينيين والمفكرين اللاهوتيين ممثلي الديانات السماوية.
وأضاف القس فرج الله: «يأتي هذا الحوار المهم والضروري للعمل على إرساء قواعد ثابتة للتعامل والتعاون والتعايش معاً على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والمشاركة الفعالة لخير البشرية جمعاء».
وأوضح أن هذا اللقاء له دلالة كبيرة، خاصة في عالمنا العربي الذي هو مهد الديانات السماوية التي جاءت لعبادة الله، ولقاء القادة الدينيين بهذا المفهوم وفي هذا الوقت، هو فرصة كبيرة لكي يحل السلام على أرض العالم العربي التي أنهكتها الحروب والخلافات، والتي تشتاق إلى سلام دائم من الله سبحانه يفوق كل التوقعات.
وقال: إن زيارة البابا لدولة الإمارات قد تزامنت أيضاً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح، وهذا الأمر ليس غريباً على دولة الإمارات التي هي في الواقع تجسيد عملي لهذا التوجه الواعي الحضاري لتقارب ضروري لخدمة البشرية والاهتمام بالقيمة الغالية للإنسان وعلاقاته الطيبة مع أخيه الإنسان.
وأوضح أنه يرى وبكل صدق، أن التسامح والتعايش في دولة الإمارات هو توجه وقناعة تعاش كل يوم، بدءاً بالقيادة الحكيمة ومسؤولي الدولة، وامتداداً للشعب الإماراتي الكريم الطيب والمقيمين على أرض الدولة.
وقال: إن التسامح له عنوان هو دولة الإمارات العربية المتحدة، صلواتنا ودعاؤنا هو البركة واستمرار الحكمة لحكام الإمارات وهم يقدمون المثل الرائع للحضارة والتسامح وكل القيم الأصيلة -يقدمونه للعالم أجمع، وندعو الله سبحانه أن يعم السلام والمحبة والأخوة العالم الذي نعيش فيه، فقد أثبتت دولة الإمارات قناعتها والتزامها بهذا التوجه الحضاري الإنساني الرائد منذ بداية تاريخها.
وقال: إن تجربة الإمارات في التسامح والتعايش المشترك، غطت بنجاح هائل كل نواحي الحياة في التعاملات اليومية والعلاقات الاجتماعية والفعاليات المختلفة، حيث ترى بعينيك، وتشعر بقلبك أصالة هذا التوجه الذي يقبل الآخر ويحترمه مع اختلاف الخلفية الثقافية والحضارية والدينية. وأوضح أن من أبرز مظاهر هذه التجربة هو اللقاء المستمر والدائم بين القادة الروحيين للديانات المختلفة في أوقات الاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية والمشاركة الدائمة في الفرحة للقاءات المتعددة في مناسبات متميزة. وكذلك دعوة القيادات الدينية من الخلفيات الأخرى في العالم لزيارة الإمارات في جو باهر من الاحترام والكرم والتفاهم متخطية الاختلافات، ومؤكدة الأرضية المشتركة بينهم، وهذا السلوك الإيجابي المثمر قد انتقل بالفعل للقاطنين، وظهر بوضوح في علاقات جوار إيجابية وفي قبول واحترام وإكرام الآخر. وأضاف القس يوسف فرج الله، أن الكنيسة الإنجيلية تشارك إيجابياً في توجه التسامح بدعوة القيادة السياسية والدينية للمشاركة في احتفالاتها بالأعياد المسيحية.. ووجودها الدائم والمشاركة في احتفالات الأعياد الوطنية والإسلامية. وتشترك الكنيسة أيضاً مع الدوائر الحكومية المختصة في حل المشاكل الأسرية والحياتية لكافة القاطنين حسب الحاجة والطلب والقدرة.. باقتناع حقيقي بدور الكنيسة في خدمة هذا المجتمع الأصيل والتوجه الرائد للتسامح.