أشاد فخامة الرئيس نجوين مين تريت رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية أمس بالنهضة الحضارية والعمرانية والتنموية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات حيث أصبحت مقصدا مهما لمختلف الشركات العالمية التي تبحث عن فرص للاستثمار مستفيدة من التسهيلات والمزايا التي تقدمها الدولة للمستثمرين. وأكد الرئيس الفيتنامي، لمعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد والوفد المرافق المشارك في اجتماعات الدورة الأولى للجنة المشتركة بين البلدين، ان التقدير الدولي الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات يعكس حكمة قيادتها التي قادت الدولة منذ البداية على طريق التنمية والسلام، وهو الطريق الصحيح الذي تستمر فيه قدما تدفعها طموحاتها الكبيرة وثقتها بنفسها. وأشاد بما حققته الإمارات من نهضة شاملة وما حازته من مكانة رفيعة بفضل سياستها الحكيمة ونهجها المتزن، وهو النهج الذي جلب لها الاحترام والتقدير والإعجاب من الجميع مؤكداً أن المكاسب التي حقّقتها الدولة تستحق الثناء. وأكد فخامته أن ما حققته دولة الامارات من تقدم وازدهار كان ثمرة سنوات طويلة من العمل والجهد والحكمة ومواجهة الصعاب والتحديات، واصفا الامارات بأنها مثال يحتذى به لما يمكن أن تفعله الإرادة الصلبة. وحمل فخامة الرئيس الفيتنامي معالي وزير الاقتصاد تحياته لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، متمنيا لسموهما ولدولة الامارات وشعبها المزيد من التقدم والنمو والازدهار في كافة المجالات. ورحب الرئيس الفيتنامي بزيارة وفد الدولة برئاسة معالي وزير الاقتصاد للمشاركة في الاجتماع الاول للجنة المشتركة في هانوي، متمنيا لعلاقات البلدين المزيد من التطور والنمو في مختلف المجالات لما فيه خير وصالح الشعبين الصديقين. تعزيز التعاون وأعرب فخامته عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات خاصة في ظل وجود إمكانات كبيرة لتعزيز وتوسيع علاقات التعاون، اضافة الى توافر الرغبة الجادة والصادقة لتحقيق قفزة نوعية في العلاقات الثنائية بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين الصديقين. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورات سريعة ومتلاحقة، معربا عن أمله في تكثيف الزيارات بين المسؤولين ووفود البلدين. ودعا المستثمرين الإماراتيين من شركات ومؤسسات ورجال اعمال الى القدوم الى فيتنام والاستثمار في القطاعات الكثيرة الواعدة التي تحقق لهم المنفعة المادية وتنعكس ايجابيا على مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها بلاده. وشدد على أن فيتنام تقدم تسهيلات كثيرة للمستثمرين الخارجيين واعدا بتقديم كافة التسهيلات والحوافز الممكنة للمستثمرين الاماراتيين خاصة ان الاستثمارات الاماراتية في فيتنام لها بعدها التنموي والانساني. وأشاد بحرص المستثمرين الاماراتيين من شركات ومؤسسات ورجال أعمال على ضخ استثماراتهم في القطاعات الحيوية في جمهورية فيتنام الاشتراكية، مثل قطاع البنية التحتية من طرق وجسور ومياه شرب ومجالي لطاقة والموانئ. وتمنى فخامته أن تسهم الدورة الاولى لاجتماع اللجنة المشتركة في تطوير وتمتين العلاقات الثنائية على كافة المستويات والمناحي، خاصة ان اجندتها مليئة بالملفات الحيوية الهامة والشاملة الأمر الذي يبشر بأن العلاقات الثنائية بين البلدين مقبلة على مرحلة جديدة. ومن جانبه، نقل معالي سلطان المنصوري للرئيس الفيتنامي تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتمنيات سموهما لجمهورية فيتنام وشعبها بدوام التقدم والازدهار والرقي. وعبر معاليه عن اعجابه وتقديره للانجازات التي حققتها جمهورية فيتنام الاشتراكية، وما قطعته من اشواط مهمة لتعزيز مسيرة التنمية والسعي لتحقيق الرخاء لشعبها. تطوير العلاقات وأكد المنصوري خلال اللقاء حرص دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو نائب رئيس الدولة، على تطوير وتمتين علاقاتها مع جمهورية فيتنام الاشتراكية وعلى جميع الصعد، خاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والبنى التحتية وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين الصديقين في ظل العلاقات السياسية الممتازة بينهما. وقال معاليه «ان الثقل الاقتصادي انتقل الى المنطقة العربية ومنطقة جنوب وشرق آسيا ومن هنا فإن التنسيق بين دولة الإمارات وجمهورية فيتنام الاشتراكية مهم للغاية، خاصة في ظل الموقع المهم والحيوي لدولة الامارات في المنطقة العربية عموما ومنطقة الخليج العربي خاصة، وكذلك الموقع الهام والحيوي لفيتنام في شرق آسيا لذا يمكن للبلدين أن يكونا جسرا حيويا لتمتين ليس فقط العلاقات لثنائية بينهما وانما لتعزيز الروابط والعلاقات بين المنطقة العربية ومنطقة شرق آسيا عموما. وأشار معاليه الى أن الاجتماع الاول للجنة المشتركة بين البلدين يعكس الرغبة الجادة في تطوير العلاقات وتوسيع آفاقها خدمة لمصالح البلدين، مشيرا الى أن الزيارة التي قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الى جمهورية فيتنام في اكتوبر الماضي وما تخللها من محادثات ولقاءات مع كبار المسؤولين وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية ومعالي رئيس الوزراء، شكلت محطة هامة وحيوية على طريق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وأكد معاليه أن لدى دولة الامارات خطة واضحة لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية مع جمهورية فيتنام الاشتراكية، وفقا لرؤية استراتيجية بعيدة المدى تضمن لها الاستمرارية والنمو على قاعدة التكافؤ وتحقيق المصالح المتبادلة خاصة على الصعيد الاقتصادي. مرحلة جديدة وقال معاليه ان الاجتماع الاول للجنة المشتركة مهم للغاية كونه يؤسس لمرحلة جديدة من علاقات التعاون بين البلدين، خاصة أنه سيبحث عددا من الملفات الهامة التي تتعلق بشتى مناحي التعاون على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري والبيئة والمياه والطاقة وغيرها. وذكر معاليه أن وفد الدولة الى اجتماعات الدورة الاولى للجنة المشتركة يضم ممثلين عن مختلف الوزارات والجهات العامة، اضافة الى ممثلين عن عدد من مؤسسات وشركات القطاع الخاص. وقال «ان هذا يعكس حرصنا على أن يلعب القطاع الخاص دورا فاعلا لتمتين العلاقات الثنائية وخاصة على الصعيد الاستثماري». ولفت معاليه الى أن العديد من الشركات الاماراتية لها استثمارات في عدد من القطاعات في فيتنام خاصة في مجال البنية التحتية التي تملك فيها الامارات خبرة كبيرة ومعروفة، موضحا أن الاستثمارات الاماراتية في الخارج عموما وفي فيتنام خاصة تتوجه بالأساس الى القطاعات التي تحتاج للتطوير في مجال البنى التحتية، من طرق وجسور وطاقة وموانئ بوصفها استثمارات ذات بعد تنموي وليس ربحيا فقط. وأشار الى ان شركة بروج الاماراتية خير مثال على ذلك حيث تنفذ بعض المشاريع ذات البعد التنموي والانساني مثل مد شبكات مياه الشرب في المناطق النائية في فيتنام. وقال معاليه ان القطاعات التي تحرص دولة الامارات على التركيز عليها والاستثمار فيها والتعاون بخصوصها، تشمل قطاع الصناعة والبنى التحتية من طرق وجسور وصناعة الطاقة من حيث الاستخراج والتكرير والتوزيع والصناعات البتروكيماوية، وهناك قطاع هام للغاية تملك فيه دولة الامارات خبرة عالمية وهو قطاع الموانئ والمطارات. وشدد معاليه على حرص دولة الامارات على الاستثمار في قطاع الزراعة تجسيدا لسياستها ورغبتها في تحقيق الامن الغذائي لمواطنيها والمقيمين على أرضها، وتأمين مخزون غذائي استراتيجي يمكن أن تستفيد منه منطقة الخليج العربي عموما. ولفت معاليه الى أن آفاق تعزيز التعاون في مجال الزراعة مع فيتنام واسعة، ويمكن للامارات ان تستثمر في العديد من المحاصيل الاستراتيجية في فيتنام مثل الارز. وشدد معاليه على ان الاستثمارات كي تكون نافعة وتعطي المردود المنتظر منها وتخدم مسيرة التنمية في البلدان التي تستضيفها، تحتاج لتوافر المظلة التشريعية والقانونية التي تحميها وتسهل عملها. تشجيع المستثمرين واعرب عن أمله في أن تبدي الجهات المختصة في فيتنام التعاون المطلوب للتسهيل على المستثمرين الإماراتيين وتشجيعهم على توسيع اعمالهم في فيتنام خدمة لمسيرة التنمية والتحديث فيها. وأكد معاليه ان دولة الامارات وحرصا منها على الاسهام في مسيرة التنمية في جمهورية فيتنام تحرص على تعزيز التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية ايمانا منها بأن العامل البشري هو الاساس في تحقيق التنمية الدائمة والمستمرة، لافتا الى أن هناك عدة جهات في دولة الامارات تحرص على استقطاب طلبة وخريجي الجامعات في فيتنام لتقديم المنح الدراسية لهم وتدريبهم في دولة الامارات في قطاعات معينة وحيوية تخدم مسيرة التنمية في فيتنام. وقدم معالي وزير الاقتصاد خلال لقائه فخامة الرئيس الفيتنامي عرضا موجزا عن اقتصاد دولة الامارات وامكانياته ومقوماته، مشيرا الى أن الاقتصاد الوطني يتمتع بقاعدة صلبة ويمتاز بتنوع هيكله وتعدد قطاعاته، حيث تزداد بشكل مطرد نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي للدولة، اذ ساهمت القطاعات غير النفطية بأكثر من 71 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي في العام الماضي، وهذا يعكس حرص الامارات وفقا لتوجيهات القيادة الرشيدة على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر اساسي للدخل. وأشار معاليه الى أن الدولة تتمتع بمناخ اقتصادي مناسب وبيئة أعمال مثالية ومنظومة تشريعية ملائمة، ودليل ذلك انها من اكثر دول المنطقة جذبا للاستثمارات الخارجية. حضر اللقاء الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والشيخ أحمد علي المعلا سفير الدولة لدى جمهورية فيتنام الاشتراكية، والمهندس محمد احمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد وعدد من أعضاء وفد الدولة المشارك في الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين البلدين.