عقيل الحلالي (صنعاء)
اندلعت اشتباكات متفرقة في اليمن بين القوات الحكومية والحوثيين، أمس الجمعة، غداة توقيع الطرفين اتفاقاً في السويد برعاية الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في الحديدة وانسحاب الميليشيات من المدينة والميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر. ودارت الاشتباكات بشكل مقطع في مديرية نهم القريبة من صنعاء، وبعض جبهات القتال في محافظات الجوف وحجة وصعدة في شمال البلاد الغارقة في الصراع منذ أربع سنوات عندما سيطر الحوثيون على العاصمة واستولوا على السلطة.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الاتحاد» إن قوات الجيش قصفت الجمعة مواقع عسكرية للحوثيين في منطقتي محلي ومسورة بعدما سيطرت الخميس على جبل المحجر المطل على المنطقتين في جنوب غرب مديرية نهم التي تبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة صنعاء. وأكدت المصادر استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش والحوثيين في مواقع عديدة بنهم منذ تجدد القتال في المديرية بداية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن الاشتباكات دارت، أمس، في مناطق المدفون وبران والحول وضبوعة وجبال يام وسط تقدم للقوات الحكومية بإسناد من مقاتلات التحالف العربي التي قصفت مواقع وتحركات للميليشيات في منطقتي محلي ومسورة.
كما اندلعت صباح الجمعة مواجهات مسلحة بين الطرفين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف (شمال شرق) إثر هجوم للقوات الحكومية على مواقع للحوثيين أسفر عن مصرع وإصابة عدد من عناصرهم. وأفشلت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، أمس، هجوماً للحوثيين على مواقعها في منطقة الشليلة بمديرية حرض الحدودية مع السعودية في شمال محافظة حجة (شمال غرب)، فيما واصلت وحدات عسكرية أخرى تابعة للجيش اليمني تقدمها الميداني في المعارك ضد الحوثيين في مركز مديرية باقم شمال محافظة صعدة المجاورة والمتاخمة أيضاً للسعودية.
وكانت قوات اللواء التاسع مشاة حررت، مساء الخميس، قرية البستان ومزارع ومرتفعات جبلية محيطة بها في جنوب شرق مدينة باقم إثر معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي، بحسب بيان للجيش اليمني أكد مقتل وإصابة العديد من عناصر الميليشيات خلال المواجهات التي أسفرت أيضاً عن تدمير عتاد عسكري للحوثيين. وذكر البيان أن قوات الجيش عثرت على مخزن أسلحة للحوثيين داخل بئر في منطقة البستان المحررة.
وقصف الطيران العربي مواقع وتحركات للحوثيين في بعض جبهات القتال في محافظة صعدة ومديرية حرض، واستهدفت معسكراً للميليشيات في وادي سهام بمديرية الحيمة الواقعة غرب محافظة صنعاء على الطريق المؤدي إلى مدينة الحديدة حيث يسود الهدوء الحذر أجواء المدينة غداة توقيع الحكومة اليمنية والحوثيين اتفاقاً لوقف إطلاق النار وانسحاب الميليشيات من المدينة في إطار الجهود الدولية الهادفة لإنهاء الصراع اليمني. وكانت قوات الحوثي خرقت الاتفاق بعد ساعات على إعلانه في السويد بعدما قصفت بالمدفعية الثقيلة تجمعات مدنية ومواقع لقوات المقاومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي ورحبت باتفاق السويد. وقالت قيادة «المقاومة الوطنية» في بيان إنها ترحب بنتائج مشاورات السويد «والتي توجت باتفاق انسحاب ميليشيا الحوثي من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وذلك حرصاً منا على تخفيف المعاناة الإنسانية عن أبناء شعبنا والحفاظ على البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة في المدينة». وحذرت «المقاومة الوطنية» ميليشيات الحوثي «من أي محاولات للالتفاف على مضامين الاتفاقية أو الانقلاب عليها».
ويواصل الحوثيون حملات التحشيد والتجنيد الإجباري في صفوف المدنيين في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها. وأفادت مصادر محلية في حجة بأن الحوثيين لا يزالون يواصلون حملات التحشيد لمقاتلين جدد في صفوفها في عدد من القرى والمناطق التي لا تزال تسيطر عليها بالمحافظة، مشيراً إلى إلى أن الحوثيين لجأوا إلى مشايخ القبائل ومديري المناطق النائية من أجل تحشيد إجباري لمقاتلين جدد.
وبحسب المصادر أن مشرفين حوثيين قاموا بالنزول إلى قرى ومناطق نائية في حجة بحثاً عن مقاتلين حدد لتعويض الخسائر التي تكبدونها خلال الشهرين الماضيين في جبهات المحافظة والساحل الغربي.
وقالت المصادر إن المشرفين الحوثيين عقدوا اجتماعات مع قيادات قبلية وأخرى تعليمية وأئمة وخطباء المساجد بهدف حثهم الشباب والطلاب للالتحاق إلى صفوفهم والتوجه للجبهات للمشاركة في القتال.
من جانبه، دعا العميد محمد الحجوري قائد محور حرض أبناء مديريتي كشر وحجور ومناطق حجة الأخرى إلى عدم الانجرار وراء حملات التجنيد التي يقودها الحوثيون، وعدم السماح لهم بالتمركز في مناطقهم.