شروق عوض (دبي)

استقطب متحف الإمارات للتربة في دبي منذ افتتاحه 4000 زائر من مختلف أرجاء الدولة، منهم 2000 زائر، خلال العام الماضي، شارك منهم نحو 1700 زائر بورش عمل داخل أرجاء المتحف وزراعة 600 شجرة مثل «الغاف» و«الاكاسيا» و«السدر» و«المورينجا»، تزامناً مع عام التسامح الذي انطلقت فعالياته في الدولة.
وأكدت الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام مركز الزراعة الملحية بدبي «إكبا»، لـ «الاتحاد»، أن المركز يعكف حالياً على إعداد خطط آنية ومستقبلية لمتحف الإمارات للتربة، الأولى، والثانية سيتم تنفيذهما في العام الجاري، وهما إطلاق برامج موجهة لفئة الشباب، حيث ستكون على نمط معسكرات تطرح فيها العديد من المواضيع المتعلقة بالتربة ودورها في الزراعة المستدامة، كذلك إطلاق ورش عمل مرتكزة على الفن مثل «فوتوغرافية الطبيعة»، والعلم مثل «الروبوتات» في مجال الزراعة، أما الخطة الثالثة فتتضمن تزويد المتحف مستقبلاُ بنظم تكنولوجيا حديثة، الأمر الذي يسهم في زيادة خبرات الزائرين وتفاعلهم مع مكوناته.
وقالت الوافي: «إن حرص المتحف على توعية فئة الشباب بالتربة، ناجم عن كون التربة السليمة تعد مهمة لتلبية الاحتياجات الراهنة والمستقبلية من الأغذية على المستوى العالمي، ويقدر حوالي 33% من الأراضي في العالم تعيش حالة التدهور، إذ تتم خسارة نحو 2000 هكتار من الأراضي الزراعية كل يوم بفعل التدهور الناجم عن الملوحة، إضافة إلى إشغال مساحات أكبر من الأراضي نتيجة التوسع العمراني، بينما يمكن استثمارها في الزراعة، الأمر الذي دفع المركز إلى التركيز على رفع توعية هذه الفئة حيال التهديدات المحدقة بالتربة وتوفير المعلومات المتعلقة بكيفية إيقاف التأثيرات السلبية التي تصيب هذا المورد غير المتجدد وتقليصها إلى الحد الأدنى».
وذكرت أن أهمية المتحف الذي تم افتتاحه في المقر الرئيس لـ «إكبا» في دبي الأكاديمية، بأغسطس 2016، وبدعم مالي من صندوق أبوظبي للتنمية، تكمن في أنه يعد وجهة وطنية معرفية لكل المهتمين بالحفاظ على التربة في الإمارات، بالإضافة إلى أنه يعد المنشأة الأولى من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت أن زوار المتحف يجدون المعرفة من خلال أقسامه العديدة التي تؤدي كل منها غرضاً معيناً، حيث يشتمل موقع العرض الرئيس في المتحف على مقدمة حول مكونات وأهمية علم التربة ومبادئه وتاريخه، كما يوضح فيه ألوان التربة وبنيتها وتركيبها وغيرها.
وأشارت إلى أن محاكاة الكثبان الرملية يعد أحد أقسام المتحف، إذ يقدم للزوار تجربة الاستمتاع بحركة الرمال من خلال حركات متموجة في الصحراء لتشكيل الكثبان، كما يشتمل المتحف على نظام إلكتروني لمعلومات التربة في الإمارات.