غالية خوجة (دبي)
نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بمقرها بدبي، أول من أمس، معرضاً فنياً للتشكيلية د. فاطمة لوتاه بعنوان «الجوهر2»، افتتحه الأديب عبد الغفار حسين، ود. محمد عبد الله المطوع، بحضور سعيد النابودة مدير هيئة دبي للثقافة والفنون، ود. رفيعة غباش مديرة متحف المرأة، ود. حصة لوتاه، ود. عبد العزيز المسلم مدير معهد التراث بالشارقة، ود. عبد الإله عبد القادر، وعدد من الشخصيات الثقافية والفنية والمهتمة.
اتسم المعرض المؤلف من 50 عملاً، المستمر لغاية 29 الجاري، بسرد مشهدي متنوع لمجموعات متعددة، جعلتنا نرحل إلى حالات مختلفة، انطلاقاً من مجموعة الإمارات وديدنها رائحة الصحراء الأسطورية، ومكنوناتها الخضراء، وتفاعيلها التراثية والحداثية، كما تأخذنا التشكلات المختلفة إلى تأمل الحياة الإنسانية المحلية والعربية والعالمية، من خلال مجموعات أخرى، منها مجموعة سورية، ومجموعة العراق، ومجموعة فلسطين، مما يجعلنا نرحل إلى حالات مختلفة، مثلتها الشخوص، والصمت الناطق للعناصر، والحركات الدلالية المتداخلة مع انسيابية الخطوط ومنحنياتها المتناغمة مع تدرجات الألوان، إضافة إلى حضور الحرف والخط كلوحات على الزجاج، متخذة شكل كتاب أو زهرية أو موجة.
وعن تحولات الأنا والآخر والزمان والمكان، أخبرتنا د. فاطمة لوتاه بأنها تعيش حالة اللوحة حسب اللحظة، واللحظة موسيقا اللون، لكنها في أعماقها تظل طفلة، ترسم للإنسانية، مؤكدة أن الألم في مجموعة سورية انعكس من خلال الأم والطفولة، بينما ظهر الزيتون في مجموعة القدس المتجذرة برغم حضورها في هذا الفضاء اللوني، وباحت للاتحاد: «سيكون مجسم القدس مشاركتي في مهرجان الفنون الإسلامية المقبل».
وعن المعرض قال د. سعيد النابودة لـ (الاتحاد): «ما يميز هذا المعرض توزعه إلى مجموعات أعطته هذا الزخم والتنوع، والإحساس اللوني وإيقاعاته الحياتية، ونشيد بمؤسسة العويس وما تقدمه من أنشطة، كما أن الفنانة لوتاه مبدعة مجتهدة وتتقبل الملاحظات برحابة صدر».
وأكد لنا د. عبد الغفار حسين على تطور تجربة د. لوتاه الإبداعية كلما مر وقت، معتبراً أعمالها مرآة للتراث الإماراتي، وانعكاس لما يجري في العالم من مآسٍ تتمحور حول المرأة ومعاناتها على يد المتطرفين المتشددين، مؤكداً: «جميل أن نرى الإماراتيات يصلن إلى مرتبة عالية في مجال الفنون والآداب». ورأى د. عبد العزيز المسلم أن روح الأصالة تطغى على المعرض، وتوظيف الفنانة لوتاه للكولاج أعطى أعمالها عمقاً فنياً، كما أن ألوانها مغرية، لأنها ليست دارجة لكونها تمزجها بروحها.
بينما أكدت عزة سليمان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن المعرض يشكل حالة ثقافية بلوحاته وأسلوبيته، والفنون كثقافة دبلوماسية أصبحت جزءاً من الحياة، وهي بمجمل جوانبها رسالة حية.