هناء الحمادي (أبوظبي) - الصيام يحدث تغييرات فسيولوجية في جسم الحامل، وبالتالي فقد يؤثر ذلك على الجنين أو على الرضيع. وتزيد أهمية التساؤل إذا كانت الحامل أو المرضع مريضة بمرض ما أو لديها المشكلات الصحية التي تؤثر عليها في حالة الصيام، ومن ثم فإن حماية الحامل أو المرضع وبالتالي الجنين أو الرضيع قد أقرها الإسلام بإباحة الرخص، ومنها رخصة الإفطار في رمضان ثم القضاء بعد ذلك. ورغم ذلك فإنه يجب التفرقة بين حالة الحمل السليم الطبيعية وغيرها من الحالات؛ لمعرفة ما يجب وما لا يجب في الصيام. ولا بد من تفهم تأثير الحمل على وظائف الجسم الفسيولوجية، إذ تحدث أثناء فترات الحمل تغييرات في وظائف الجسم، هذه التغيرات تشمل جميع الأعضاء والوظائف، وتهدف إلى توفير وسط آمن لتدبير متطلبات الجنين بأكثر مما يحتاجه. صحة الجنين يقول أخصائي التغذية الدكتور محمود أحمد “تختار العديد إن لم يكن غالبية النساء الحوامل المسلمات الصيام خلال شهر رمضان. وتقول بعض الاستطلاعات إن 70% من النساء يخترن الصيام”. ويضيف “لكل شخص طريقته المختلفة في اتباع طقوس رمضان. فالإسلام سمح للحامل بألا تصوم لو كنت مريضة أو لا تشعر بأنها ليست على ما يرام، أو إذا كانت تعاني من مرض السكري على سبيل المثال، ولذا إذا شعرت الحامل بأن الصيام قد يؤذي صحتها أو صحة الجنين الذي في بطنها يمكنها أن تفطر”، مشيرا إلى أن الحامل هي وحدها القادرة على تقدير مدى قدرتها على النهوض بهذا الواجب واتخاذ القرار المناسب. وهناك خطوات يجب القيام بها قبل الصيام، منها وفق أحمد “التخطيط مسبقا لجعل الأمور أكثر يسراً خلال الشهر الفضيل، بالتحدث مع الطبيبة القادرة على تقييم الحالة الصحية وأي مضاعفات محتملة مثل سكري الحمل أو فقر الدم، التي قد تطلب إجراء المزيد من الفحوصات (الاختبارات) خلال الصيام لمراقبة بعض الأمور مثل مستويات السكر في الدم. أيضا ربما تساعد الطبيبة في تحديد الاحتياجاتها الغذائية، ولابد لكل امرأة أن تحتفظ بمذكرة تسجل فيها ما الذي تناولته من طعام وشراب. فإذا كانت تستهلك في العادة الكثير من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا، عليها أن تحاول التخفيف منها قبل البدء بالصيام كي تتجنب الصداع (وجع الرأس) كأحد الأعراض “الانسحابية”. إلى جانب ذلك لابد من التحدث مع مدير العمل لتنظيمه خلال الشهر الفضيل”. إرشادات غذائية عن أفضل طريقة لكسر الصيام ساعة الإفطار للمرأة الحامل، يقول أحمد “لابد من أن تتأكد الحامل من حصولها على أطعمة صحية متنوعة، والكثير من السوائل خلال الإفطار والسحور، عليها أن تختار الأطعمة التي تستهلك الطاقة ببطء، مثل البلح (التمر) والفاصوليا والعدس، للإفطار، مع ضرورة الابتعاد عن السكريات التي ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة، والتي ستنخفض بسرعة أيضاً فتجعلها تشعر بالدوار (الدوخة) والإغماء”. ويضيف “التأكد من حصولك على كمية كافية من البروتينات عن طريق الفاصوليا والبندق أو الجوز (عين الجمل) واللحم المطبوخ جيداً والبيض باعتبار البروتين مطلوبا كي يساعد الجنين على النمو، وشرب الكثير من السوائل في الليل حتى لا تصابين بالجفاف بسرعة كبيرة، خاصة لو صادف شهر رمضان خلال أشهر الصيف الحارة، الاعتماد على النشويات المقشرة، لأنها تحتوي على عدد كبير من الفيتامينات وتعتبر مصدراً للطاقة المطلوبة للجسم، وذلك بصورة أكبر من اعتمادها على السكريات البسيطة كالحلويات والبسكويت والشوكولاته والمياه الغازية، وشرب الماء بعد الإفطار فهذا يساعد على نظافة الجهاز البولي وتنقيته من الترسبات المسببة للحصى، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الحامل لرياضة المشي بصورة منتظمة لتقوية العضلات والحفاظ على ليونة الجسم، كما يعتبر أداء صلاة التراويح نوعاً من الرياضة وتنشيط جسم الحامل”.