تجاوز العين منافسه ولينجتون النيوزيلندي في سيناريو دراماتيكي، بعدما بات «الزعيم» أول فريق في بطولات كأس العالم للأندية ينجح في العودة من تأخره بثلاثة أهداف ليعادل الكفة، ويلجأ إلى ركلات الترجيح، التي أكمل فيها «الريمونتادا»، ليدشن مشاركته في كأس العالم بالفوز وبلوغ ربع نهائي المونديال، حيث يواجه الترجي التونسي بعد غدٍ.
استحق الإنجليزي فيجويرا مدرب ويلينجتون أن ترفع له القبعة، بعدما لعب بصورة واقعية، ووضحت دراسته للعين بطريقة متميزة للغاية، في الوقت الذي جاءت فيه تعديلات الكرواتي زوران ماميتش على تشكيلة الفريق مفاجئة، وتسببت انطلاقة العين القوية، مع بداية المباراة في منح اللاعبين الإحساس بسهولة اللقاء، مما دفعهم إلى الاسترخاء، وأن المباراة في المتناول، وهو ما استغله لاعبو ولينجتون في التقدم واللعب بفاعلية والتسجيل من أول محاولتين.
الارتباك لم يكن مبرراً من مدافعي العين، نظراً لخبرتهم الطويلة، وتحديداً مهند العنزي الذي منح المنافس المجال للضغط على مرمى فريقه والحصول على الثقة اللازمة للهجوم.
ويلينجتون ظهر منظماً للغاية في الشوط الأول، مقارنة بالعين الأكثر استحواذاً على الكرة، إلا أنه افتقد للتنظيم مقارنة بمنافسه، خصوصاً حينما كان الفريق يفقد الكرة، وهو ما جعل المنافس يصل إلى المرمى سريعاً.
وتقع مسؤولية الهدف الثالث على الجهاز الفني، ومن يقوم بتحليل المنافسين، حيث توجب دراسة أسلوبه في الركنيات، والتدرب على كيفية التعامل معها، وبدا واضحاً أن ولينجتون يتدرب عليها ويجيد استغلالها كثيراً.
ومع بداية الشوط الثاني، ظهر العين بصورته الحقيقية، وفرض شخصية الكبار، ولعب بتوازن هجومي ودفاعي، وظهر واضحاً نجاحه في استغلال تقدم اللاعبين القادمين من الخلف، كما ظهر في الهدف الثاني الذي جاء عن طريق دومبيا المندفع إلى المنطقة لمساندة الشحات وكايو، في ظل غياب بيرج الذي خلف فراغاً في المقدمة.
وتسرع «البنفسج» في إنهاء الهجمات جاء طبيعياً بعد ذلك؛ لأنه في سباق مع الزمن لتعديل النتيجة، وهو ما جعله يفقد العديد من الكرات التي كانت كفيلة لهز شباك المنافس الذي ظهر واضحاً تراجعه بصورة كبيرة للخلف لتأمين دفاعه.
ومنحت مشاركة بيرج الفريق المزيد من الفاعلية، خصوصاً في منطقة جزاء المنافس، إلى جانب خبرته في التعامل مع الفرص التي حصل عليها العين، وهو ما ترجمه بالهدف الثالث، وكان العين الطرف الأفضل في الشوطين الإضافيين، بالنظر إلى سيطرته التامة على مجريات اللعب والفرص التي وصل من خلالها مرمى منافسه، إلا أن الإرهاق نتيجة ضغطه طوال المباراة لتعديل النتيجة، تسبب في انخفاض الأداء في بعض الدقائق.
وتصدر خالد عيسى المشهد، بعدما تصدى لركلة الجزاء الحاسمة التي منحت العين بطاقة الصعود إلى ربع النهائي ولقاء الترجي التونسي، إلى جانب تصدياته المؤثرة على مدار المباراة.