يعتبر الصيام مفيداً بالنسبة لمرضى القلب لأن الامتناع عن الطعام في الصيام يخفف العبء على القلب بنسبة 25? على الأقل، حيث يقل المجهود الذي يقوم به القلب بخفض ضخ الدم، ومن هنا يتقوى القلب تدريجياً بالصيام، ولكن هناك احتياطات غذائية خاصة يجب أن ينتبه إليها مريض القلب لأنها تعتبر عاملاً كبيراً في علاجه، حيث يجب تنظيم طريقة تناوله للطعام والإقلال من تناول الأملاح والدهون. ومن جانبه يقول الدكتور محمود أحمد - أخصائي تغذية، إن الكثير من الأطباء يحذرون من تعرض مرضى القلب والأمراض الباطنية لتقلبات الجو الشديدة لفترات طويلة أثناء الصيام، حيث إن الجو الحار الرطب أو الشديد البرودة يشكلان خطورة على مرضى القلب والضغط، كما أكدوا ضرورة مراجعة أطبائهم لتعديل أوقات تناول جرعات الأدوية لتكون بعد الإفطار بدل الصباح بعد استشارة الطبيب، مشيرين الى أن لكل حالة خصوصيتها. وأرجع الأطباء تراجع أمراض القلب في رمضان إلى أن القلب في أثناء الصيام يكون في حالة راحة، والسبب أن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، إلا أنه خلال الصيام لا توجد عملية هضم لذلك فإن هناك انخفاضاً كبيراً في كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمي وهذا يعني عملاً أقل للقلب وبالتالي قدراً أكبر من الراحة. يتابع د. أحمد موضحاً أن الإقبال الشديد على الأكلات الدسمة والعزوف عن وجبات الخضار والفواكه ووجبات السمك التي تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة تقاوم تصلب الشرايين ويشكل عاملاً مهماً في زيادة أمراض القلب، وأكد الأطباء أن عدداً من مرضى القلب قد لا يستطيعون الصيام وهم من يعانون من النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة أو متلازمة القصور الشرياني الحاد، فلا ينصح لهم بالصيام حيث إنهم في حاجة إلى أدوية طارئة، أما مرضى الذبحة الصدرية المستقرة فيمكن أن يصوموا، وعليهم مراجعة طبيبهم لتغيير وقت أخذ الدواء إلى وقت الإفطار ووقت السحور. ينصح د. أحمد، مريض القلب في شهر رمضان المبارك، بأن يبدأ إفطاره بتناول شربة دافئة وعدم تناول المثلجات في البداية، كما ننصحه بعدم تناول المخللات والطرشي والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، وأن تستبدل بها السلطة الخضراء وأن تكون وجبة الإفطار خفيفة لا تصل به إلى حد الشبع، ويتناول بعد ذلك عدة وجبات خفيفة ما بين فترة الفطور والسحور، وكميات متكررة من الماء والسوائل أثناء هذه الفترة، خاصة خلال الأيام التي يكون فيها الجو حاراً حتى يعوض ما يفقده الجسم من سوائل، كما أن شهر الصوم يعتبر هو الفرصة الجميلة لمرضى القلب من المدخنين للامتناع نهائياً عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة لإمراض القلب، والابتعاد عن الانفعالات، حيث إن الصيام يدعو إلى التسامح وتهذيب النفس، ويمكن لمريض القلب أن يتناول بعض الحلويات ولكن بكميات قليلة، وأن تكون كميات الدهون بها محدودة حتى لا تتسبب في زيادة وزنه أو زيادة نسبة الكوليسترول في الدم”.