علي بن خليفة: البحرين متعطشة للقب والاحتراف خلال عامين
كعادته دائماً، كان الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني، رئيس بعثة الأحمر المشاركة في “خليجي 20” هادئاً وواثقاً، وهو يفتح ملف الكرة البحرينية، على هامش مشاركة منتخب بلاده، في البطولة التي تستضيفها اليمن، حتى الخامس من الشهر المقبل. واستقبل آل خليفة “الاتحاد” على مائدة العشاء التي انضم إليها بقية أعضاء الاتحاد البحريني لتتحول الجلسة إلى “ديوانية” مصغرة، طرحت فيها هموم الكرة البحرينية وملامح مستقبلها القريب. وأكد الشيخ علي آل خليفة أن الكرة البحرينية مقبلة على ما يمكن أن نطلق عليه العصر الجديد الذي يلغي معاناتها على مدى السنوات الماضية، والتي أبعدتها عن “الركب”، وأدت إلى ضياع العديد من الفرص المواتية، من أجل تحقيق الكثير، والوصول إلى منصات التتويج، وتحدث أيضاً عن تعطش “الأحمر” للقب، الذي لم يتذوق طعمه، منذ انطلاق البطولة، على أرض البحرين، متمنياً أن يكون لقب “خليجي 20” من نصيبه ليكون “العلامة الفارقة”، في انطلاقة خطة التحول، من الهواية إلى الاحتراف، التي يعدها بهدوء الاتحاد البحريني، على أمل النهوض باللعبة، وكل ما يتعلق بها، وتطرق أيضاً إلى العديد من المحاور والملفات خلال الحوار التالي.
بدأ الشيخ علي بن خليفة، بالحديث عن المشاركة في “خليجي 20”، وما صاحب البطولة، من تضارب أنباء وتعارضها، حول مدى قدرة اليمن، على النجاح في التنظيم، وقال “المشاركة في البطولة التي تجرى حالياً في اليمن، واجب على كل خليجي، فهي تقام وتنظم باليمن، والسبب الأساسي هو ضرورة المشاركة، والتضامن مع الأخوة في اليمن، من أجل إنجاح البطولة في هذا الوقت، وفي هذا المكان، كما اتفق الجميع على ذلك، عندما اختاروا منظم النسخة الحالية، وفوق كل ذلك علينا أن نعرف أن اليمن ينظم بطولة بهذا الحجم والأهمية للمرة الأولى في تاريخه، وبالتالي لا بد أن ندعمه، على اعتبار أنه جزء من الأسرة الخليجية، ونتمنى أن تكون البطولة ناجحة، وقد رأينا عوامل تنظيمية إيجابية، كما أن هناك بعض السلبيات، وهذا أمر طبيعي، ويحدث في أكبر البطولات، لكن ما يقدم من إيجابيات يكفي ويزيد”.
وعن المشاركة البحرينية، خاصة أن “الأحمر” لم يتذوق طعم البطولة، منذ انطلاقها، وكان سيئ الحظ، في معظم النسخ، خاصة الأخيرة منها، قال “المنتخب البحريني جاء لينافس، وهو متعطش أكثر من أي منتخب آخر للفوز باللقب، وذلك لأسباب كثيرة، وأهمها بدء البطولة في البحرين، ومنذ انطلاقها لم نحصد لقبها، والغريب أن الفترة الأخيرة، كان المنتخب البحريني متميزا، ومرشحا دائما للنهائيات، ومستواه الفني قوي للغاية، ولكن لم يصل لمنصات التتويج، وهذا اللغز لا نجد له حلاً، وحتى في تصفيات المونديال دائماً ما يحقق نتائج طيبة، ويصل لآخر مرحلة ولا يتأهل للمحفل العالمي”.
وعن السبب في ذلك، قال “ما وصلت إليه البحرين في تصفيات كأس العالم وبلوغها المحطة الأخيرة، قبل التأهل لم تصل إليه الكثير من الدول الخليجية الأخرى، وهذا دليل واضح على أن هناك عملا جادا في الاتحاد البحريني، وأعتقد أن منتخبنا أفضل في التصفيات طويلة الأمد، من البطولات الصغيرة المجمعة التي تقام وتنتهي سريعاً مثل كأس الخليج”.
خطة استراتيجية
وتحدث الشيخ علي بن خليفة عن خطة طويلة المدى يتم التحضير لها، وقال “هناك أمور أخرى كثيرة، خاصة بالكرة البحرينية نفسها، وما تعانيه خلال السنوات الماضية، ولكن الآن، هناك اهتمام كبير من القيادات السياسية في البحرين، ودعم مباشرة وتوجيهات، بضرورة النهوض باللعبة، عبر التخطيط السليم بأسلوب علمي ومنظم، ووفق آلية تدرس كافة التفاصيل، ولا تترك شيئاً للمصادفة، وتطلع على تجارب الآخرين، حتى يصل العمل للمرحلة التي نتمناها جميعاً، ونعمل على انتشال الكرة البحرينية وتطويرها بالصورة التي تليق بها”.
وأضاف “نعد دراسة تتناول كل ما يتعلق باللعبة، وما يحتاج إليه الاحتراف ومتطلباته، بداية من قطاعات الناشئين بالأندية، وصولاً إلى تحولها لكيانات تجارية، وآليات تحويل اللاعب من هاوٍ إلى محترف، نحن نعلم أن خطة بمثل هذا الطموح تحتاج لميزانية مفتوحة، ونحن نعلم أن خطة تطوير الكرة البحرينية سوف تسفر عن إنجازات ضخمة في القريب العاجل، ولكننا نرغب في أن نسير بالصورة التي تحقق لنا النجاح دون تراجع أو تقصير.
وعن غياب الاحتراف حتى الآن عن الكرة في البحرين، قال “أعتقد أننا نسير في اتجاه إطلاق دوري المحترفين البحريني الذي سيرى النور رسمياً خلال موسمين من الآن على الأكثر، وهناك سلبيات تعاني منها الكرة البحرينية والأندية وقطاعات الناشئين، ولكننا سنحاول البحث عن علاج وحلول لها”.
وعن عدم تلقي اللاعبين البحرينيين أجوراً مرتفعة، مقارنة بغيرهم من اللاعبين بدول الخليج، قال “الأمر يختلف مع الاحتراف، لأن اللاعبين حالياً هواة، والدوري مسابقة هواة، ولكن مع الاحتراف سوف يختلف الحال، وسوف يصبح الجميع محترفاً، لأن الأندية تتحول إلى شركات، وعلى كل شركة أن تضع ميزانياتها، وتنفق على لاعبيها، وتهتم بالصفقات الجيدة، من اللاعبين المواطنين، هناك استراتيجية نعمل بها للتحول من الهواية للاحتراف، لأننا نرغب في أن يتم النقل بسهولة ويسر ويتفادى الأخطاء التي وقعت فيها دوريات خليجية مجاورة”.
وعن انتقالات اللاعبين داخل الدوري المحلي الخاضعة لقانون العرض والطلب، وما يتعلق بارتفاع أسعار اللاعبين في حالة تطبيق الاحتراف في البحرين، كما يحدث في السعودية والإمارات وقطر وجميعها سبقت البحرين في الاحتراف، قال “نعلم أن هناك انفجارا في أسعار اللاعبين المواطنين، في السعودية والإمارات تحديداً، وهذا الأمر يدعونا للتوقف من أجل دراسة الأسباب المؤدية لذلك، حيث يحصل أقل لاعب على ما يقرب من 8 ملايين درهم، عند الانتقال المحلي، وتتضاعف في حالات معينة، وهو أجر لا يحصل عليه، إلا الوزراء على سبيل المثال، ولكننا في البحرين لن نسمح بأن تقفز أسعار اللاعبين تلك القفزة، حتى في حالة تحولنا نحو الاحتراف وبات هناك سوق انتقالات يخضع لقوانين العرض والطلب، وأعتقد أننا سوف نقنن المسألة ونخضعها لسقف معين في الأسعار ونجبر الأندية على الالتزام به”.
وأشاد آل خليفة بالنموذج القطري الذي لا يغالي في أسعار اللاعبين، خاصة المواطنين منهم، وقال “أعتقد أن النموذج القطري هو الأفضل، فيما يتعلق بعدم المبالغة في سعر اللاعب المواطن، والبحرين تحاول الاستفادة من النموذج القطري في هذا المجال”.
وفجر الشيخ علي آل خليفة مفاجأة، عندما كشف ميزانية الكرة البحرينية وقال “ميزانياتنا لا تتخطى مليوني دولار في العام، وهذا مبلغ قليل للغاية، ولن يساعد على تطوير الكرة، واللعبة بشكل عام، ومعاونة الأندية على سداد حاجاتها الأساسية، ولا يعني ذلك أن الاتحاد يخسر، ولكنه يحقق دخلا مساويا لما ينفقه، ولكن الآن مع توجيهات القيادة السياسية، سيتم رفع ميزانية الكرة البحرينية، والعمل على تنفيذ استراتيجية التطوير مع بداية عام 2011، حيث تتضاعف الميزانية لمبلغ كبير، يعاوننا على تنفيذ خططنا ونتمنى أن يبدأ مشوار التغييرات الجذرية للكرة البحرينية بالفوز بلقب “خليجي 20”.
وعن سعر اللاعب البحريني، وعدم ارتفاع سعره في سوق الانتقالات الخليجية قال “الإنسان البحريني بشكل عام لا يقدر بثمن، ويتفوق على الجميع، لأن الخطة الأساسية للبحرين، كانت النهوض بالإنسان البحريني وبالتالي أصبح هناك اهتمام كبير بالتعليم والصحة، وكافة النواحي التي تعزز بناء إنسان عصري لديه ملكات إبداعية وقدرات كبيرة علمياً وفكرياً وثقافياً، وهناك تطوير كبير واهتمام متزايد بالطاقة البشرية البحرينية، أما أسعار اللاعبين، فهي تخضع لقانون العرض والطلب، وليس عيباً على لاعبينا أن أسعارهم أقل من غيرهم في بقية دول الخليج”.
ميزانية أقل
ولفت الشيخ علي بن خليفة إلى أن ميزانية الرياضة البحرينية دائماً ما تكون أقل من نظيراتها الخليجية، وهذا ليس وليد اليوم، ولكنه يعود لسنوات مضت وقال “في السنة التي أعلن فيها نادي العين الإماراتي أن ميزانيته ستكون 40 مليون درهم، كان هذا الرقم هو ميزانية الرياضة البحرينية، كلها بما يوازي 50 لعبة واتحاداً، وكان ذلك قبل وقت طويل، ولا يزال مستمراً إلى الآن”.
الاحتراف الخليجي غير ناضج ونحاول الاستفادة من أخطاء السابقين
تناول الشيخ علي آل خليفة طبيعة الاحتراف الخليجي بشكل عام، وقال “إلى الآن هناك احتراف في دولنا الخليجية، ولكن عندما تدقق في تفاصيله بتمعن، ترى أننا لا نزال بعيدين عن الاحتراف، والخليج لن يصل للعقلية الاحترافية إلا بعد مرور سنوات وسنوات من التطبيق، لذلك هو احتراف غير ناضج، والوصول لهذا المستوى من النضوج، لن يتم في أول سنة أو حتى ثالث سنة، فكيف سيحدث ذلك، وأنت ترى مسؤول ناد من الأندية، لا يزال يدير ناديه بتفكير الهواة، وعقلية بعيدة عن الاحترافية، أعتقد أن الاحتراف الخليجي يحتاج لوقت أطول، حتى يتعود عليه اللاعب والمدرب والإداري والمجتمع ككل، أما في البحرين فنحن لا نحب أن نتسرع في الدخول، لهذا المنزلق الخطير الجديد، دون دراسة جميع جوانبه وقراءة، ما يحدث حولنا وكيفية ابتكار آليات تطبيقية تسهم في تفادي كل الأخطاء التي تعاني منها الدوريات المجاورة خاصة في السعودية والإمارات.
وأضاف “نحن كعرب نعاني من الفشل في التخطيط دائماً، لأننا لا نركز على التخطيط طويل المدى بطبيعة الحال، وما وصل إليه المنتخب البحريني، تتويج لتخطيط طويل المدى، كان يتم على مدى السنوات العشر الأخيرة، وأسفر عن بلوغ المنتخب البحريني لمراحل نهائية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في آخر بطولتين، ولكن سوء التوفيق الغريب الذي صادفه حال دون بلوغه للنهائيات.
هروب هيكسبيرجر إلى الوحدة وضع «الأحمر» في موقف محرج
فيما يتعلق بموقف الاتحاد البحريني بعد عودة النمساوي هيكسبيرجر إلى نادي الوحدة قال”بيرجر تركنا وهرب من أجل الدولارات، وللأسف الشرط الجزائي، لم يكن قوياً، وبإمكانه أن يدفعه أو يتحمله عنه الوحدة، لقد سمعنا أنه وقع للوحدة بما يزيد على مليوني دولار بخلاف بقية المميزات والراتب الشهري، وغيره، وهروب برجر وضح المنتخب والاتحاد البحريني في موقف محرج للغاية، خاصة في التوقيت الصعب.
وعن موقف شريدة ومسألة ضعف الأجر الذي يحصل عليه، وما إذا كان سيكمل المشوار مع المنتخب عقب البطولة، قال “شريدة مدرب متميز واختياره كان عن قناعة، كما أن المدرب الوطني مظلوم ولا يمكن أن يحصل على سعر المدرب الأجنبي، وهذا العرف سائد في جميع الدول العربية والخليجية وليس بدعة بحرينية.
كما أننا لم نضع المدرب شريدة تحت أي ضغوط، بل هو يعمل ويجتهد، ولم نطالبه بأي نتيجة، وأعترف أن المنافسة في هذه البطولة صعبة للغاية”.
المصدر: عدن