علاء المشهراوي (غزة)

تصاعدت حالة الغضب الفلسطيني إزاء استمرار تدخلات قطر، واقتراحها مؤخراً عبر مندوبها محمد العمادي إقامة مطار في قطاع غزة يخضع لإشراف أمني مشترك مع إسرائيل، حيث حذر أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق، من الأهداف التي يسعى إليها المندوب القطري، وقال لـ «الاتحاد» «إن قطر عبر مساعداتها وغطائها الإنساني تؤسس لتشكيل كيان سياسي منفصل في القطاع عن الشرعية، وخلق بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف تمرير الصفقات المشبوهة على الشعب».واتهم الزق، قطر باستغلال الوضع الإنساني في القطاع لتمرير المخططات الأميركية والإسرائيلية، من أجل إقامة «دويلة غزة»، داعياً جامعة الدول العربية إلى وضع حد لتلك الممارسات ولتدخل الدوحة في الشأن الفلسطيني. وقال «إن الأموال القطرية عززت الانقسام الفلسطيني بهدف تحويله إلى انفصال بين القطاع والضفة الغربية، الأمر الذي يشكل محاولات خطيرة يجب التصدي لها فلسطينياً وعربياً، لأن قطر أداة تمرير صفقة القرن المشبوهة، وتنفيذ مشاريع التنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية». مطالباً بتوحيد الصف، والعودة للمصالحة عبر تطبيق اتفاق القاهرة 2017، والعمل على إنجاح الدور المصري في هذا الشأن.
وشبه عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، العمادي بـ «المندوب السامي» في زمن الاستعمار البريطاني حيث يتصرف وكأن غزة محمية قطرية، منتقداً في تغريدات على «تويتر» طلب المندوب القطري من الاحتلال افتتاح مطار تكون وجهة طائراته الدوحة فقط.
وقال: «أرض المطار قطعة جغرافية سيادية تمثل حقاً مكتسباً للشعب»، مؤكداً على أن المطار مسجل ومعتمد في كل بيانات وسجلات الطيران المدني في العالم، وداعياً كافة الجهات المعنية للتنبه إلى المخاطر السلبية التي يمكن أن تلحق بالمطار مستقبلًا، ومطالباً بـ»إبلاغ العمادي انه شخص غير مرغوب فيه». ورفض عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، تدخل قطر، واعتبره بمثابة تأهيل لحركة «حماس» للانخراط بصفقة القرن. وقال لـ «الاتحاد»: هذا تدخل فظ ومرفوض من أي طرف كان، في الشأن الداخلي الفلسطيني، وهذا اعتداء على السيادة»، لافتاً إلى أن المسؤولين في قطر، لا يدركون تماماً حجم أو أبعاد أو مخاطر هذا التدخل، الذي يقومون به في الشأن الداخلي، والذي من شأنه أن يعمق الانقسام وينقله إلى مربع الانفصال.
وشدد مجدلاني على ضرورة أن يراجع المسؤولون في قطر هذه السياسة الضارة، التي تترك أثراً عميقاً في الشأن الداخلي الفلسطيني، وقال: «المطلوب من قطر، إذا كانت حريصة على فلسطين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، عدم الزج بنفسها في مثل هذه المواقف التي تزيد الانقسام».
وأضاف: «نحن في منظمة التحرير لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف كان، وبالتالي أي تدخل بهذه الطريقة الفظة، يشجع حماس، ويؤهلها لرفض المصالحة، كما يشجعها على الانخراط في صفقة القرن، وهذا ما تفعله قطر تحديدا».
واتهم عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير صالح رأفت، قطر بدعم «حماس» للتأثير على مواقفها بشأن إنهاء الانقسام، وقال: «قطر تستضيف قيادة الإخوان على أراضيها، وحماس جزء لا يتجزأ من جماعة الإخوان، ولا يخفى على أحد دعم الدوحة لجماعة الإخوان في ليبيا ومصر وغيرها من الدول العربية».
وأضاف: «الأولوية بالنسبة لنا إنهاء الانقسام، الذي تسعى قطر لتحويله إلى انفصال بين غزة والضفة، وتحاول مع إسرائيل وأميركا، اختصار كل موضوع حل الصراع بإقامة إمارة فلسطينية في القطاع، مقابل تكريس إسرائيل احتلالها للقدس الشرقية وسائر أنحاء الضفة، ومنع إقامة دولة فلسطينية». وتوقع قيام القيادة المصرية بالسعي خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى إلزام حماس بتنفيذ اتفاق 2017، لإنهاء الانقسام، وتمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة مهامها في غزة.
من جهة أخرى، رحب مسؤولون فلسطينيون بقرار المملكة العربية السعودية رفض استقبال لاعبين إسرائيليين ضمن البطولة العالمية للشطرنج، في الوقت الذي سارعت فيه قطر لاستضافة فريق رياضة الجمباز الإسرائيلي. وقال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» فايز أبو عيطة لـ»الاتحاد» إن القرار السعودي يؤكد تمسك المملكة بمبادرة السلام العربية ورفض التطبيع مع إسرائيل إلا بعد تطبيق المبادرة بالكامل على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967. وأضاف أن القرار الإيجابي للمملكة يمثل ضربة قاصمة لكل الدول التي بادرت بعملية التطبيع مع الاحتلال ولاسيما قطر.