الرابطة العالمية للصقارة تثمن جهود الإمارات في تسجيل الصقارة كتراث عالمي
قال محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن نجاح الدولة في إنجاز الملف الدولي للصقارة وتسجيلها في اليونسكو كنموذج من التراث الإنساني المشترك بين دول العالم، يُلبي توجهات قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم كل جهد دولي يسهم في حماية التراث الإنساني وتوفير أسس التعاون المشترك بين الشعوب، وسيبقى هذا الإنجاز فخراً للتراث الإماراتي والعربي عموما.
وأوضح أن من أولى أهداف تسجيل الصقارة في اليونسكو هو زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون التراث الإنساني، ومنح الصقارة المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام.
وأكد المزروعي في كلمة له خلال اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، والتي اختتمت أعمالها في نيروبي بكينيا يوم الجمعة الماضي 19 نوفمبر 2010، أن دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة لم تألُ جهداً في دعم مشاريع الحفاظ على التراث، وخاصة الصقارة التي تعد جزءاً مهما من ثقافتنا وتاريخنا العريق، وما تزال دولتنا تواصل جهودها الحثيثة في دعم خطط وبرامج منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية.
وقال، “ لقد كان لنا الشرف بأن نكون المنسق للملف الدولي للصقارة بمشتركة 11 دولة من 3 أقاليم موزّعة بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نثمن عالياً مواقف هذه الدول المشاركة، لقد عملنا كفريق واحد وشعرنا بروح اتفاقية 2003 حول صون التراث العالمي.
ونحن نتطلع للمزيد من الملفات المشتركة مع كل دول العالم، ويُسعدنا أن نرحّب بكل دولة من الدول الـ 63 التي تمارس فيها الصقارة للانضمام لهذا الملف”.
وخاطب المزروعي وفود 128 دولة مشاركة بقوله: “كلنا يدرك أهمية تسجيل عناصر التراث الثقافي، وبخاصة تلك العناصر التراثية المشتركة بين الدول، والتي تمتد بجذورها عبر الحدود، لأن من شأن ذلك تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الدول من أجل المزيد من التعاون والاستقرار والسلام”. وجدّد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم سكرتارية اليونسكو وكل أنشطة المنظمة الدولية الرامية لصون التراث غير المادي، وتوجّه بالشكر للمدير العام لليونسكو السيدة أرينا بوكوفا على دعمها للتراث الثقافي غير المادي، وهنأ المزروعي كافة الدول التي تمّ قبول ملفاتها في اليونسكو.
هيئة الثقافة والتراث
وقادت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتعاون مع نادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة” أبوظبي ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الجهود الدولية لتسجيل الصقارة بهدف صونها كتراث إنساني حي على مدار السنوات الماضية، حيث استضافت العاصمة أبوظبي لقاءات وندوات وورش عمل عديدة لهذه الغاية.
وبذلت الدولة جهوداً مضنية لإعداد ملف الصقارة، ونجحت في تنسيق الجهود بين 11 دولة عربية وأجنبية، لإقناعها بتقديم ملف الصقارة لليونسكو بشكل دولي مشترك لضمان قبوله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
وقال فرانك بوند رئيس الرابطة العالمية للصقارة إنه مصدر فخر لنا أن نعمل على إدراج الصقارة في قائمة اليونسكو للتراث غيرالمادي للإنسانية، ويسعدنا أن ندعم الجهود التي قادتها دولة الإمارات في هذا الاتجاه وهي جهود أساسية بالنسبة لنا في الرابطة، حيث نرى أن الاعتراف بالصقارة – التي تعود لأكثر من 4000 سنة - كتراث غير مادي للإنسانية سيساهم في الاعتراف بها كعنصر مهم في تراث الدول التي لا تعتبرها كذلك.
وأشادت الرابطة العالمية للصقارة في بيان لها بنجاح جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في التنسيق بين 11 دولة لإعداد الملف الدولي المشترك، وتتويج ذلك بنجاح أكبر عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي على مدى تاريخ اليونسكو.
ونوّهت الرابطة العالمية للصقارة بجهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في صون الصقارة والتأكيد على مبدأ الصيد المستدام. وفي هذا الصدد علّق سعادة محمد خلف المزروعي بأن اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالصقارة كتراث أصيل تحوّل إلى إرث ثقافي إنساني عالمي.
نادي صقاري الإمارات
من جهتهم بارك أعضاء نادي صقاري الإمارات، ما قامت به الدولة من جهود ملموسة بالتعاون مع دول أخرى لترشيح الصقارة كي يتم إدراجها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو، مؤكدين مشاركتهم في مختلف مراحل عملية الترشيح المتعلقة بهذا الملف الدولي.
وأكد صقارو الإمارات أنه ونظراً لتأصل الصقارة في ثقافتنا واعتبارها أحد الرموز الرئيسية في هويتنا الوطنية، إيمانهم بأن إدراجها من شأنه أن يعزز إبراز هذا التراث والترويج له على المستويين المحلي والعالمي، كما يشجع هذا الإدراج أجيالنا الشابة مستقبلاً على تعلم وممارسة الصقارة، وأن يكونوا فخورين بها كعنصر مهم من عناصر تراثهم الوطني، ومن ثم فنحن ندعم كل الجهود المحلية والدولية لإنجاح التسجيل والحفاظ على هذا التراث.
تسجيل الصقارة
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أعلنت الأربعاء الماضي عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، خلال اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، والتي انعقدت في نيروبي بكينيا خلال الفترة من 15 إلى 19 نوفمبر الجاري.
وجاء تسجيل الصقارة في أعقاب سلسلة من الإجراءات تم تنفيذها بدءا من عام 2006 لتحقيق هذا الإنجاز المهم. فبعد أن جرى تكليف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بإعداد الملف الخاص بالتسجيل وحث دول أخرى على المشاركة فيه، تمت زيارة عدد من الدول وإجراء العديد من اللقاءات والمؤتمرات والندوات لهذه الغاية، وقد كُللت هذه الجهود بموافقة (11) دولة على التسجيل في القائمة.
وفي خط موازٍ لذلك تمّ إحصاء ما يزيد عن (4000) مفردة تمثل جزءاً من التراث المعنوي في إمارة أبوظبي، وإعداد قائمة بأسماء الصقارة وفيلم تسجيلي يوثق هذه الهواية. وكذلك الترويج للصقارة والتراث المعنوي لإمارة أبوظبي من خلال المشاركة في بعض المعارض المحلية والعالمية، ومن خلال المؤتمرات والمحاضرات في الجامعات وغيرها، إضافة للمشاركة في اجتماعات منظمة اليونسكو لإعداد قوائم حصر التراث غير المادي للدولة.
المرحلة الأولى
وفي المرحلة الأولى بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على وجه الخصوص جهداً كبيراً للانضمام لعضوية اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، ففي يونيو 2006، تم انتخاب دولة الإمارات لتكون عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، ولمدة عامين. وفي شهر سبتمبر 2006 تم انتخاب دولة الإمارات لتكون عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، ولمدة 4 سنوات تنتهي في يونيو 2010. في نوفمبر 2006 بباريس فازت دولة الإمارات بمنصب نائب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي. وفي أكتوبر 2008، فازت دولة الإمارات في تركيا بمنصب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي حتى أكتوبر 2009. ثم فازت الإمارات بعضوية لجنة الخبراء من ضمن خمس دول على مستوى العالم (تركيا، استونيا، كينيا، المكسيك، وكوريا الجنوبية)، وذلك حتى يونيو 2010.
وبهذا أصبحت دولة الإمارات في وضع يتيح لها فرصة أفضل للتواصل مع الدول الأخرى والترويج للصقارة، ومعرفة أدق بشروط التسجيل.
المرحلة الثانية
وتضمنت المرحلة الثانية من خطوات التسجيل المباشرة بإعداد الملف الدولي، حيث تمّ في شهر سبتمبر 2008 التعاون مع خبير الصقارة الدولي د.نيكولاس فوكس، وحث بعض الدول العربية والأوروبية والآسيوية للانضمام إليه.
ولإقناع الدول بالانضمام تمت مخاطبة وزيارة الدول التالية: فرنسا، قطر، المملكة العربية السعودية، تونس، المغرب، جمهورية التشيك، وبلجيكا والنمسا، وسوريا، وإسبانيا. كما تم إرسال خطابات رسمية بالطرق الدبلوماسية (وزارة الثقافة ثم الخارجية ثم سفارات الإمارات في كل دولة، ثم وزارات الثقافة في كل دولة).
وتم إجراء اتصالات ولقاءات فردية وجماعية في باريس، وفي المؤتمرات والندوات الدولية مع كل من تركيا، ومنغوليا، وإسبانيا، وسلوفاكيا، والأردن، وكوريا الجنوبية... الخ.
المرحلة الثالثة
أما المرحلة الثالثة فقد تضمنت حث العديد من الدول على المشاركة في الملف الدولي، ليبلغ العدد النهائي 11 دولة عربية وأجنبية، هي: بلجيكا، والتشيك، وفرنسا، ومنغوليا، والمغرب، وقطر، وكوريا الجنوبية، والسعودية، وإسبانيا، وسوريا، وذلك إلى جانب دولة الإمارات.
المرحلة الرابعة
وفي المرحلة الرابعة تم استيفاء متطلبات التسجيل، وتضمنت الخطوات إعداد الملف وترجم للغتين الإنجليزية والفرنسية وأرسل للدول، وتمت مناقشته مع الدول العربية في ورشة خاصة بأبوظبي في مارس 2009، ونوقش مع بعض الدول المشاركة في “ريدنج” في المملكة المتحدة في يوليو خلال مهرجان الصقور الدولي، كم بحث في صورته النهائية مع كل الدول في 17- 18 أغسطس 2009 في أبوظبي.
وتم إعداد قائمة حصر بعناصر التراث غير المادي الموجودة في كل دولة وإدراج الصقارة فيها، وإعداد الإطار القانوني لحماية التراث غير المادي في كل دولة، الى جانب إعداد فيلم تسجيلي عن الصقارة “فيلم دولي إسباني”، كما تم إعداد فيلم إماراتي، وتلقينا أفلاما من دول أخرى، وتم عرض الفيلم الدولي وإجازته من الدول في اجتماع أبوظبي 18 أغسطس 2009.
كما تم اتخاذ إجراءات الحفاظ على الصقارة كتراث، والتي كانت كل الدول تعمل على تحديثها باستمرار. وجمع بعض الوثائق والأفلام التسجيلية، وأعدت قوائم بأسماء الصقارة، اضافة ودعم مراكز معلومات الصقارة وبرامج الحفاظ عليها.
وتم القيام بالترويج للصقارة والتراث غير المادي من نشاط مستمر حيث تمت المشاركة في عدد من المعارض محلياً وعالمياً، كما نظم عدد من المؤتمرات والمحاضرات، وتمت تغطيتها إعلامياً، الى جانب تفعيل مشاركة المجتمع المحلي وضمان مشاركة وزارات الثقافة في كل دولة.
هدف التسجيل
زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، تشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة، ومحكمة لصون التراث الإنساني ومنح الصقارة المشروعية التامة خاصة في بعض الدول التي تعاني من القوانين التي تمنع الصيد بالصقور.
معايير التسجيل
بناءً على قرارات اجتماع اللجنة الدولية الحكومية (طوكيو، سبتمبر 2007) اتفق على معايير التسجيل التالية، أن يفي العنصر المراد تسجيله بتعريف “التراث الثقافي غير المادي” الوارد في الاتفاقية، أن يكون متوافقاً مع أهداف القائمة التمثيلية وأن تلتزم الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان صون التراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها. كما تم الاتفاق على أن يتم السعي لضمان أوسع مشاركة ممكنة من صانعي التراث ومن القائمين على حفظه ونقله، وإشراكهم بصورة فعالة في إدارة هذا التراث، ووضع قائمة أو أكثر من قوائم الحصر الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها، مع إدراج العنصر المراد تسجيله في قائمة الحصر.
نشاطات إضافية
تمت المشاركة في احتفال الصقارة بالمملكة المتحدة 11- 12 يوليو 2009، تنظيم اجتماع لمسؤولي الثقافة والخبراء لكل الدول المشاركة في الملف الدولي يوم 17- 18 أغسطس 2009، استضافة اجتماع اللجنة الدولية الحكومية في أبوظبي من 28 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2009 بمشاركة 114 دولة، كما تم تنظيم بعض الأنشطة الثقافية في إمارة أبوظبي على غرار الأنشطة بتركيا واليابان، وذلك للترويج لجهودنا في صون تراثنا الثقافي غير المادي.
الشركاء
ما كان من الممكن لإدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن تنجز كل هذا دون التعاون الصادق والبناء مع الصقارين ومسؤولي التراث والثقافة والبيئة في الدول الصديقة التالية: النمسا، وبلجيكا، وجمهورية التشيك، وفرنسا، وكوريا، ومنغوليا، والمغرب، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسلوفاكيا، وإسبانيا، والجمهورية العربية السورية، وتونس، وتركيا.
وما كان لإدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن تنجز كل هذا دون التعاون الصادق والبناء مع نادي صقاري الإمارات، وهيئة البيئة- أبوظبي، واللجنة الوطنية لليونسكو- وزارة التربية والتعليم، ووزارة الخارجية، ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وبعض المنظمات غير الحكومية، وعلى رأسها اتحادات الصقارين العالمية، وبعض المعنيين بالصقارة والتراث على المستويين المحلي والعالمي.
المصدر: أبوظبي