قائد بريطاني يتوعد بالسيطرة على معقل «طالبان» إلى الأبد
قال البريجادير جيمس كوان قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان إن سيطرة جنود قوات حلف شمال الأطلسي وحلفائهم الأفغان على الأراضي التي سينتزعونها من حركة طالبان في عملية كبيرة وشيكة بالإقليم ستكون “إلى الأبد”.
وفي هذه الأثناء، أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان “إيساف” التابعة لحلف شمال الأطلسي أن جنديين قتلا أمس في أفغانستان أحدهما أميركي. وقالت “إيساف” في بيان أن الجندي الأميركي قتل بانفجار قنبلة يدوية الصنع في جنوب البلاد، في حين قتل الآخر الذي لم تكشف جنسيته في تبادل لإطلاق النار مع المتمردين في شرق أفغانستان. وبذلك يرتفع إلى 64 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع 2010 بعد سنة قياسية قتل خلالها 520 جنديا في صفوف القوات الدولية التي تضم أساسا عسكريين أميركيين بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
في غضون ذلك وافق مجلس الوزراء الألماني على تعزيز القوات الألمانية في أفغانستان والذي يأتي ضمن الاستراتيجية الجديدة للحكومة الألمانية في هذا البلد. وتستعد قوات بريطانية وأميركية لبسط سيطرتها على بلدة مرجه آخر معقل كبير لطالبان في هلمند وذلك في واحدة من كبرى العمليات في الحرب المندلعة في أفغانستان منذ ثماني سنوات اطلقت عليها اسم «مشترك». وكانت قوات قد داهمت مرجه في الماضي لكنها افتقرت إلى الأعداد الضرورية للسيطرة عليها.
وصرح قائد القوات البريطانية في هلمند وعددها يقترب من عشرة آلاف جندي بأن القوات ستأتي هذه المرة لتبقى بموجب استراتيجية “التمشيط والسيطرة والبناء” لمكافحة التمرد. وقال كوان لتلفزيون رويترز أمس الأول من مقره في مدينة لشكركاه عاصمة الإقليم “ما هي مكافحة التمرد؟ لا تعني هزيمة العدو بالطريقة القديمة بل تعني كسب الناس”.
وأضاف “إذا كنا سنكسب من أجل الناس فإن المرحلة الحاسمة في هذه العملية لن تكون التمشيط وإنما استمرار السيطرة..لن أتكهن بالمدة التي سيستغرقها التمشيط لكنني سأكون محددا للغاية بالنسبة للسيطرة.. مغزى السيطرة هو أن تبقى إلى الأبد”.
وتزيد أعداد القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الآن على 114 ألف جندي ومن المقرر أن ترتفع إلى قرابة 150 ألفا العام الحالي بموجب قرار بإرسال قوات إضافية أصدره الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر.
وسيكون الهجوم في مرجه هو أول عملية تستفيد من هذه القوات الإضافية التي يقول قياديون إنها ستعطيهم الدفعة التي يحتاجون إليها لفرض وجود دائم لقوات الحكومة الأفغانية في المناطق التي تسيطر عليها طالبان. وهناك ضرورة ملحة لتحقيق انتصار على أرض المعركة العام الحالي بعد أن تعهد أوباما بالبدء في تقليص حجم القوات الأميركية في أفغانستان بحلول منتصف عام 2011 كما تبدأ دول أخرى في حلف شمال الأطلسي في سحب قواتها العام المقبل مثل كندا. وعبر قادة عسكريون منذ شهور عن عزمهم السيطرة على مرجه أملا في إقناع مقاتلين في طالبان بالهرب أو إلقاء السلاح بدلا من القتال.
إلى ذلك، وافق مجلس الوزراء الألماني أمس على تعزيز القوات الألمانية العاملة في أفغانستان ضمن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) والذي يأتي ضمن الاستراتيجية الجديدة للحكومة الألمانية في أفغانستان. وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن مجلس الوزراء وافق على زيادة الحد الأدنى لعدد الجنود الألمان في أفغانستان إلى 850 جنديا ليصل إلى 5350 جنديا بدلا من 4500 جندي في الوقت الحالي.
ومن المقرر أن يبحث البرلمان الألماني (البوندستاج) هذه المسألة التي تتضمن توسيع التكليف الممنوح للقوة الألمانية اليوم الأربعاء. ويتطلب القرار تصديق البرلمان. وتعتقد الحكومة الألمانية أن البرلمان سيتخذ قراره خلال هذا الشهر. يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت قد أعلنت مؤخرا عن استراتيجية بلادها الجديدة في أفغانستان والتي تتضمن زيادة عدد الجنود هناك بـ 850 جنديا منهم 500 جندي يتولون “التدريب والحماية بالإضافة إلى 350 جنديا كاحتياط مرن” يشارك في مراقبة الانتخابات على سبيل المثال .
هولندا تبحث التمديد لقواتها
أمستردام (د ب أ) - أعلن وزير الدفاع الهولندي إيمرت فان ميدلكوب أمس الأول أن بلاده مستعدة لدراسة فكرة التمديد لبعثتها العسكرية في أفغانستان. وقال فان ميدلكوب إن الحكومة ستخطر البرلمان بخطاب عن خططها في أعقاب ورود طلب رسمي من حلف شمال الأطلسي بالتمديد.
يذكر أن حجم القوة الهولندية في أفغانستان يبلغ نحو 1880 جنديا 1250 منهم يتمركزون في إقليم أوروزجان جنوبي البلاد في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة للناتو «إيساف» . ومن المقرر انتهاء مهمة البعثة الهولندية في أوروزجان في «أغسطس القادم لكن حزبين بالائتلاف الحكومي هما الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الاتحاد المسيحي أعربا عن استعدادهما للموافقة على بقاء القوة الهولندية هناك.
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية مكسيم فيرهاجن قد أثار جدلا حامي الوطيس في البرلمان في»أكتوبر الماضي عندما أعلن أن الحكومة لا تستبعد فكرة تمركز بعثة جديدة أصغر حجما في أوروزغان أو إقليم آخر.
المصدر: لشكركاه، أفغانستان، برلين