ماجد الحاج (الشارقة)

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر تحت شعار «صناعة مستقبل الاقتصاد»، الذي ينظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة».
وقال معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، في كلمته، إن المنحى السلبي في نمو الاستثمارات العالمية خلال عام 2017 لم يرافقه تراجع مماثل في دولة الإمارات، بل على العكس من ذلك، حققت الدولة نمواً مهماً بنسبة 7.8% في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إليها عام 2017، مسجلةً إجمالياً بلغ 10.4 مليار دولار.
وأضاف: تبوأت الدولة بذلك المركز الأول عربياً و30 عالمياً في جاذبيتها للاستثمار الأجنبي متقدمةً 5 مراكز عن تصنيفها لعام 2016، وبلغت قيمة الرصيد التراكمي للاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى الدولة حتى عام 2017 نحو 130 مليار دولار، بنمو نسبته 9% عن عام 2016.
وكشف المنصوري أن بوصلة الاستثمارات تتجه في المستقبل القريب إلى مجالات مثل السيارات الذاتية القيادة لربط السكان والمدن، وبناء المدن الذكية، ومنظومات التعليم المتقدمة، والتقنيات الروبوتية والنانوية في القطاع الصحي، وابتكار حلول للمياه تدعم الأمن المائي والغذائي، ومشاريع في دعم برامج استكشاف الفضاء، ومحطات طاقة متجددة تعزز مكانة الإمارات كقوة خضراء.
وتناول الدكتور هجي راو الخبير الاقتصادي بجامعة ستانفورد الأميركية، في كلمته، تعزيز التميز من خلال الابتكار، مستعرضاً تجربة إمارة الشارقة في دعم الاقتصاد ونشر الثقافة والعلم بين أفراد المجتمع.
وأشار الدكتور راو إلى أهمية توليد واستنباط الأفكار بصورة متواصلة لتعزيز التميز من خلال الابتكار وتطوير بيئة الأعمال، وإعطاء الأولوية للمستهلك وتغيير سلوكه، جنباً إلى جنب مع المنتج الأساسي للشركة الذي لا يجب التعامل معه على أنه منتج فقط، ولكن الاهتمام بالابتكار في التوزيع والتوريد وإعادة تشكيل فكرة المنتج.
وبدوره، قال مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للتطوير والاستثمار «شروق»، إن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت وجهة جاذبة للاستثمارات من جميع دول العالم والفضل في ذلك يعود للقيادة الحكيمة، إضافة إلى المستثمرين الذين أدركوا احتياجات هذا البلد وتطلعاته.
ولفت السركال إلى أن إمارة الشارقة تعمل على تهيئة البنية التحتية المتطورة والمنظومة التشريعية وتوفير كل الدعم لإنجاح العملية الاستثمارية، ونتيجة لذلك استقطبت إمارة الشارقة خلال العام 2017 استثمارات أجنبية مباشرة بلغت قيمتها نحو 6 مليارات درهم وبزيادة تصل إلى 100% عن العام 2016، ووصل إجمالي الاستثمارات التراكمية إلى أكثر من 36 مليار درهم.
ونوه السركال بأن «شروق» تعمل، على تنويع الخيارات الاستثمارية وإقامة مشاريع خدمية وتجارية وسياحية وعقارية تتوافق مع النهج التنموي المستدام للإمارة، حيث وصلت قيمة محفظة المشاريع الاستثمارية للهيئة نحو 7.6 مليار درهم.
وشهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، توقيع مذكرتي تفاهم لبحث سبل التعاون المشترك بين عدد من الجهات المحلية والعالمية المعنية بالاستثمار الأجنبي المباشر وتوظيف التكنولوجيا الحديثة للارتقاء به، إذ وقّع «مكتب الاستثمار الأجنبي المباشر» (استثمر في الشارقة) مذكرة التفاهم الأولى مع «الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار» (وايبا).
ووقّع «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار» مذكرة التفاهم الثانية مع «وكالة ترويج صناعة المعلومات والثقافة في مدينة دايجون» الكورية، لتأسيس «مكتب التراخيص التكنولوجية الكورية»، ليصبح المركز المشترك الأول من نوعه في الدولة بين الشارقة وكوريا في مجالات التسويق التكنولوجي.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم شركاء ورعاة الدورة الرابعة من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث كرم سموه معالي وزير الاقتصاد، وكلاً من: قناة سي أن بي سي العربية، وبنك الشارقة، وشركة أيجل هيلز، وشركة تسويق، ومجموعة «اينوك»، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، و«الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار» (وايبا)، وصندوق ابتكارات.
وتجول سموه في أروقة ومنصات المعرض المصاحب للمنتدى، مستمعاً سموه من القائمين إلى أبرز المشاريع والخدمات المقدمة من الشركات والمؤسسات والدوائر المشاركة.
وحضر المنتدى 1000 رجل أعمال يبحثون التوجهات المستقبلية للاستثمارات المحلية والعالمية، والتطورات التكنولوجية ودورها في صناعة مستقبل اقتصادات الدول، إضافة إلى رصد البعد التنموي للاستثمارات، ووضع الشركات أمام مسؤولياتها الاجتماعية، وجمع على مدى يومين نحو 40 متحدثاً من كبار الشخصيات الرسمية والخبراء الاقتصاديين المحليين والإقليميين والدوليين.
حضر الحفل الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي.

جمعة الكيت: تبسيط الإجراءات للمستثمرين
أكد جمعة محمد أحمد الكيت الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد
لـ«الاتحاد» على هامش المنتدى، حرص دولة الإمارات على تبسيط وتسهيل الإجراءات للمستثمرين، من خلال خطط عمل واستراتيجيات بعيدة المدى وإنشاء لجان متخصصة بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والدوائر الاقتصادية في إمارات الدولة الأمر الذي تمخض مؤخراً عن إصدار قانون الاستثمار الأجنبي ما سيساعد في جذب الاستثمارات إلى الدولة.
ولفت إلى أن الوزارة قامت بدراسة وضع الاستثمار مع المستثمرين الأجانب وفي نفس الوقت لم تغفل المستثمر المحلي سواء المواطن أو المقيم، منوهاً بأن القانون دُرس بعناية فائقة ليلبي جميع متطلبات المستثمر من حيث حقوقه وأوقات استخراج التراخيص والقيمة المناسبة مثل الرسوم وغيرها من المتطلبات والقطاعات التي يمكن للمستثمر العمل فيها ومزاولة أنشطته.
وعن القطاعات التي تسعى الجهات الاقتصادية المعنية في الدولة إلى استقطابها، قال الكيت: قطاعات التكنولوجيا وما يسمى بالثورة الصناعية والابتكار والاقتصاد الأخضر أو ما يطلق عليه الطاقة النظيفة وغيرها من القطاعات التي تتفوق فيها الدولة بفضل الجهود المبذولة والقوانين والتشريعات.