نظمت مدارس النهضة الوطنية في أبوظبي مؤخراً، يوماً مفتوحاً لطلاب الجامعات يتيح مشاركة واسعة لطلاب كافة المدارس الحكومية والخاصة الأخرى، بهدف توفير أفضل الخدمات الإرشادية والمهنية للطلاب ومساعدتهم لاستكمال دراستهم في إحدى الجامعات المعتمدة عالمياً، وشرح كيفية التقدم لها، ولمزيد من التعرف على حاجة سوق العمل من تخصصات علمية مختلفة لكي يتمكنوا من المواءمة ما بين الاثنين بناءً على احتياجات سوق العمل. فكثيراً ما يجهل أو يحتار طلاب الثانوية العامة في اختيار وجهتهم الأكاديمية المستقبلية التي تحدد طبيعة مهنتهم أو عملهم في المستقبل. من بين هذه المجالات- الموجودة في المعرض ـ تلك التي تتيحها الجامعات الألمانية دراسة تكنولوجيا طاقة الرياح كطاقة متجددة ومتاحة في الطبيعة ويمكن الاستفادة منها في أي مكان في العالم. وتوضح إيمي سيمونز، مديرة مدارس النهضة الوطنية للفتيات: “إن الهدف من تنظيم المعارض التعريفية بالجامعات العالمية والمحلية العريقة والمتميزة، والتي يشارك فيها هذا العام 47 جامعة ومؤسسة تعليمية مرموقة، لتعريف الطلاب بشكل مباشر بشروط القبول، وإمكانية الالتحاق بهذه الجامعات، وإتاحة المزيد من المعلومات أمامهم عن المجتمعات التي يمكن أن يعيشوا فيها فترة الدراسة، ومن هذه التقنيات الدقيقة ما يعرف بطاقة الرياح، حيث تحتل ألمانيا مراكز الصدارة في مجال التقنيات الأساسية والأهم للقرن الواحد والعشرين. ويتسع طيف التخصصات والبرامج والمناهج في الجامعات الألمانية إلى أقصى الحدود، وتعتبر ألمانيا الدولة الأكثر كثافة بمصانع تجهيزات الطاقة الشمسية ومراكز الأبحاث المتعلقة بتقنيات الطاقة الشمسية، كما تشهد طاقة “الكتلة الحيوية “ازدهاراً كبيراً، وكذلك يزداد دور طاقة جوف الأرض”الجيومترية” باستمرار. والدراسة الجامعية تقدم الكثير من إمكانيات البحث عن مادة الدراسة والتخصص. الطاقة المتجددة تضيف سيمونز: ”تتوجه مناهج وبرامج الدراسات العليا حول مصادر الطاقة المتجددة (PPRE) في جامعة أولدنبورج بشكل خاص إلى العلماء الطبيعيين والمهندسين من مختلف أنحاء العالم. ويتضمن مدخلاً نظرياً وعملياً إلى كافة أنظمة الطاقة المتجددة الأساسية. وقد أسس المعهد شبكة من العلاقات المتينة تغطي العالم، من خلال العديد من اتفاقات التعاون الوثيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث وهيئات التعاون الدولي في مجال التنمية والشركات الخاصة وأكثر من 280 عالماً من أكثر من 60 بلداً كانوا قد أنهوا هذه الدراسة سابقاً في الجامعة. وتعتبر مدينة فرايبورج مدينة الطاقة الشمسية في ألمانيا بلا منازع. ففي وقت مبكر نسبياً أقيمت العديد من المشروعات المتعلقة بمسألة الحصول على الكهرباء من طاقة الشمس. وليس من المصادفة أن تتمتع جامعة ألبرت لودفيج في فرايبورج بسمعة ممتازة فيما يتعلق بأبحاث البيئة. منذ العام 2007 يوجد في فرايبوج مركز للطاقة المتجدد (ZEE) تشارك فيه سبع من كليات الجامعة البالغ عددها إحدى عشرة كلية. مهمة المركز هي مشاركة مختلف الاختصاصات في البحث العلمي المتعلق بكافة جوانب وأشكال الطاقة المتجددة وتدريسها، مع التركيز على طاقة كل من الشمس والكتلة الحيوية والغاز الحيوي والطاقة الجوفية. ومن ضمن البرامج المتوفرة دراسات لنيل الماجستير في إدارة الطاقة المتجددة والطاقة الكهروضوئية”. تقنيات بصرية تشير مسؤولة جناح الجامعات الألمانية إلى معهد “ماكس بلانك” لأبحاث البصريات الكمية في جارشينج بالقرب من ميونيخ، وتقول:” إن المعهد من مراكز الأبحاث الرائدة في العالم في مجال البصريات الدقيقة. هناك يعمل تيودور هينش، حامل جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2005، وعلماء شبان من الجيل الجديد يقدمون خبراتهم في مجال أبحاث الليزر، لكن الريادة الألمانية في أسواق العالم لا تنحصر في نطاق تقنيات الليزر، أيضاً في “ضوء المستقبل”، تقنية LED، تعتبر مراكز البحث والتطوير الألمانية متميزة على المستوى العالمي. أما المعهد العالمي RWTH في مدينة أخن، فهو من أشهر مراكز تأهيل الطلبة الموهوبين تقنياً. ومن خلال دراسة جديدة لنيل الماجستير في تقنيات الإنتاج تتيح الجامعة للطلبة إمكانية تأهيل متعمق في مجال التقنيات البصرية. ومن المفيد أن التعاون الوثيق مع مؤسسات معاهد فراونهوفر يضمن التواصل مع أحدث مشروعات الأبحاث. دراسة الطب تكمل مسؤولة جناح الجامعات الألمانية:” لا ننسى دراسة الطب في ألمانيا، فأول ما يتبادر إلى الذهن هنا هو مدينة هايدلبيرج، وحتى على المستوى العالمي تتمتع الجامعة بسمعة ممتازة. ومنذ بضع سنوات تتبنى الجامعة برنامجاً لتطوير السنة العلمية من الدراسة، وقد حصل هذا البرنامج على جائزة علمية رفيعة، فعلى سبيل المثال يمكن للطلبة من خلال ممثلين يلعبون دور المرضى ممارسة عملهم الطبي والتدرب على الحديث والتواصل مع المريض. ويلقى هذا البرنامج إقبالاً وإعجاباً كبيرين من الدارسين من أطباء المستقبل. ويتم تدريب طلبة الطب على الحياة اليومية في المستشفى هو أيضاً هدف برنامج تأهيلي جديد تقدمه سبع جامعات ألمانية. جامعات آخن وبرلين وبوخوم وهانوفور وكولونيا وفيتن - هيرديكة ومناهايم تسعى جميعها إلى المزيد من التعاون”. إدارة الأعمال وتضيف:” إن الدراسة التي تحظى بالإقبال الأكبر في ألمانيا دون منازع هي دراسة إدارة الأعمال، جيل جديد من الأساتذة الشبان يعمل باستمرار على مستوى البلاد عابراً الحدود بين الولايات، وعلى المستوى العالمي متخطياً الحواجز بين البلدان، حاصداً أعلى المراتب والسمعة المتميزة على المستوى الدولي. وتتميز الجامعات الألمانية بشكل خاص في مجالات التسويق والإنتاج والإمداد “اللوجستية” والتمويل. وفي تصنيف أفضل الجامعات تحتل مانهايم المرتبة الأولى بلا منازع. وتليها من الجامعات الرائدة أيضاً كل من جامعتي كيل وكولونيا. اقتصاد الماء ومن التخصصات المهمة أيضا، تقنيات الاستخدام الدائم للماء كمورد من موارد الطبيعة هو من الموضوعات الهامة للمستقبل، وتقوم العديد من البرامج والمناهج الدراسية في ألمانيا - غالبيتها من التخصصات الهندسية - بتأهيل المختصين في هذا المجال. وتحظى المناهج المنظمة باللغة الإنجليزية باهتمام وإقبال خاص من قبل الدارسين الأجانب من مختلف الجنسيات على برنامج دراسي عن إدارة مصادر المياه، والذي ينظمه معهد تقنيات المناطق الجافة في المعهد العالي التخصصي في كولونيا، والذي يتمتع بمراعاة الثنائية الثقافية بين ألمانيا والبلاد العربية كما تتوجه جامعة شتوتجارت إلى الدارسين من مختلف دول العالم من خلال برنامجها الدراسي باللغة الإنجليزية لنيل شهادة الدكتوراه “مياه البيئة”. التقنيات الدقيقة «نانو» توضح مسؤولة الجناح الألماني مجالات دراسة التقنيات الدقيقة ، وتقول:” تلعب الأجزاء الدقيقة “نانو” دوراً مهماً في تطوير خلايا الطاقة الشمسية، تماماً كما في تركيبة الغلاف الخارجي للأقمار الصناعية أو في المجالات الطبية. أنظمة دقيقة “ميكرو” و”نانو” يمكن أيضاً زراعتها في أعضاء وكائنات حية لإيصال الدواء المضاد للسرطان إلى الخلايا المصابة على سبيل المثال. ويوجد اليوم حوالي 600 شركة ألمانية تعمل على تطوير واستخدامات وتسويق المنتجات القائمة على تقنيات نانو الدقيقة. وقد أطلقت الحكومة الألمانية الاتحادية العديد من مبادرات وقرارات الدعم للتطور في هذا الاتجاه. وكذلك تتجاوب الجامعات من خلال عروض دراسية ومناهج جذابة تشجع على التخصص في هذه المجالات المستقبلية الواعدة وتحسن من مقدرتها على المنافسة، فعلى سبيل المثال تقدم جامعة لايبنيتس في هانوفر منهجاً دراسياً متعدد التخصصات يمكن إتمامه بشهادتي البكالوريوس ثم الماجستير”. برامج المنح الحكومية تقدم الدولة منحاً دراسية حكومية للدراسة في الجامعات المرموقة في ألمانيا، وذلك سعياً منها إلى إتاحة المجال أمام جيل الشباب للدراسة الجامعية أو متابعة الدراسات العليا في الخارج، الذين ينتشرون بفضل هذه المنح الدراسية في أنحاء العالم المختلفة طلباً للعلم. وتقوم الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي الخارجي DAAD برعاية الطلبة أصحاب المنح القادمين من كافة الدول العربية وخاصة من الإمارات، وذلك ضمن إطار معاهدات للتعاون مع تلك الدول في مجال المنح الدراسية الحكومية.