حسام عبد النبي (دبي)
يفتتح بنك «لومبارد أودييه»، أحد أكبر البنوك الاستثمارية الخاصة في العالم، فرعاً جديداً له في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال شهر أبريل المقبل، لتصبح الإمارات الدولة الثانية على مستوى العالم بعد سويسرا التي يوجد للبنك السويسري الخاص أكثر من فرع فيها، حسب أرنو لوكليرك، الشريك في رأس المال رئيس الأسواق الجديدة في بنك لومبارد أودييه، مؤكداً أن افتتاح فرع أبوظبي سيكون في «سوق أبوظبي العالمي»، ويأتي بعد وجود البنك في دولة الإمارات منذ 12 عاماً، وافتتاح مكتب تمثيلي له في دبي، والذي شهد تضاعفاً في حجمه، وفاز بسبع جوائز مرموقة في الأعوام السبعة الأخيرة.
وكشف لوكليرك، خلال مؤتمر صحفي عقده البنك في مقره في دبي أمس، أن مكتب أبوظبي سيمثل المكتب الـ28 للبنك الرائد عالمياً في إدارة الثروات والأصول، حيث يقدر إجمالي أصول العملاء في البنك بنهاية يونيو 2018 نحو 276 مليار دولار أميركي، ويعمل في المجموعة التي يقع مقرها الرئيس في جنيف منذ عام 1796، نحو 2450 موظفاً، مرجعاً قرار توسيع نطاق عمليات البنك في دولة الإمارات إلى إيمانه بمستقبل النمو الإقليمي الزاهر، والاستقرار الاقتصادي في المنطقة، والثقة بمستقبل تحافظ فيه دولة الإمارات وأبوظبي على مكانتها مركزاً رئيساً للتجارة وإنتاج الثروة.
وأوضح لوكليرك أن دولة الإمارات تمثل إحدى المناطق التي تنمو فيها أعمال بنك لومبارد أودييه بأسرع المعدلات، حيث تضاعف حجم أعمال البنك مرتين خلال السنوات الخمس الماضية. وأضاف لوكليرك أن افتتاح المكتب في عاصمة دولة الإمارات يجعلنا أقرب إلى عملائنا، ويمكننا من تقديم خدماتنا لهم، بالاعتماد على حلول مفصلة خصيصاً للسوق المحلي.
وأكد في تعقيبه على سؤال لـ«الاتحاد»، عن توقيت افتتاح المكتب في أبوظبي برغم المخاوف من حدوث تباطؤ للاقتصاد العالمي في العام الحالي، أن بنك «لومبارد أودييه» سيوجد في أبوظبي للمدى الطويل، ويسعى لتلبية الطلب المستقبلي، وهو لا يخشى تباطؤ الاقتصاد العالمي، حيث استطاع البنك على مدى 223 عاماً، تجاوز 40 أزمة مالية، من خلال قدرته على الابتكار ورجاحة التصرف، ليتمكن من المحافظة على المصالح الطويلة الأمد للعملاء من القطاعين الخاص والمؤسساتي.
ومن جهته، قال كريستوف لالاندر، العضو المنتدب رئيس الفرع الجديد لبنك لومبارد أودييه في أبوظبي: «إن مدينة أبوظبي تشكل مركزاً مالياً واستثماريًا رئيسًا يحيط بنك لومبارد أودييه بتفاصيله جيداً، حيث يتمتع البنك بصلات قوية مع كثير من العائلات الإماراتية والمؤسسات المالية المحلية، حيث عمل ستيفان مونييه، الرئيس».
وأشار لالاندر إلى أن بنك «لومبارد أودييه» سيقدم إلى عملائه في أبوظبي، من خلال وجوده في سوق أبوظبي العالمي، فرصاً استثمارية عالمية وحلولاً تلتزم بالتمويل وفق الشريعة الإسلامية، منبهاً إلى أن البنك قد حصل على موافقة مبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية لسوق أبوظبي العالمي لافتتاح فرعه في أبوظبي، إلا أن هذه الموافقة ما زالت بحاجة إلى الموافقة النهائية من السلطة التنظيمية.
وعن أسباب اختيار سوق أبوظبي العالمي جهة تنظيمية برغم حصول البنك على ترخيص من مصرف الإمارات المركزي، أجاب لالاندر: «إن مكتب أبوظبي لن يكون مكتباً تمثيلياً فقط، ولكنه سيكون فرعاً للبنك السويسري، سيقدم خدمات متخصصة، مثل تنظيم صفقات الاستثمارات، وتقديم الاستشارات في مجال الاستثمارات أو التسهيلات الائتمانية، وترتيب التسهيلات الائتمانية». وأكد أن جودة البيئة التنظيمية والاحترافية في التعامل، وكذا تقديم الدعم الكامل من قبل إدارة سوق أبوظبي العالمي، كانت من أهم المحفزات لاتخاذ البنك قراره بالتوسع في العاصمة الإماراتية.
وذكر باتريك أودييه، الشريك الإداري الأول لمجموعة لومبارد أودييه، أن توسع البنك في أبوظبي يعكس ثقته باقتصاد دولة الإمارات ومنطقة الخليج عموماً، ويعكس رؤيتنا على المدى الطويل، ورغبتنا في منح عملائنا خدمة عالمية عبر مجموعة من الحلول المحلية.
وأعرب ريتشارد تينغ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي، عن ترحيبه بخطوة لومبارد أودييه، فقال: «يسرنا أن يخطط لومبارد أودييه أحد أشهر البنوك الرائدة عالميًا في إدارة الثروة لتقديم خدماته بصورة أفضل، ويقدم خبراته العالمية إلى العائلات المواطنة والمعاهد الإقليمية، من خلال منصة سوق أبوظبي العالمي المتنامية».