أحمد سعيد، وكالات (موسكو، طهران)- أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية فريدون عباسي دواني أمس أن إيران أجرت اختبارات أولية ناجحة على محطة بوشهر النووية قبيل تدشينها، بعد قيام مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بتفتيش مواقع نووية إيرانية من بينها مواقع لتخصيب اليورانيوم. كما أعربت طهران عن أملها في الحصول على منظومة صواريخ إس-300 الروسية الصنع. وقال دواني أمـس إن “إيـران أجـرت الثلاثاء اختبارات أولية على محطة بوشهر كانت ناجحة”، مضيفاً أن مفاعل بوشهر يمكنه منح قدرة كهربائية تقدر بـ400 ميجاواط. وأكد أن التدشين الأولي لمحطة بوشهر قد لايكون في نهاية شهر رمضان، لأنه يحتاج إلى عملية تنسيق وحضور للمسؤولين الروس، وأن الإرجاء قد يستغرق فترة قصيرة”. وذكر دواني أن قرار إيران بنقل أجهزة الطرد المركزي من محطة نطنز إلى موقع فوردو القريب من مدينة قم جنوب طهران لا يعني بدء العمل فيه. وأضاف “نحتاج وقتاً لعمليات نصب أجهزة الطرد المركزي مع مراعاة الضوابط الأمنية”. وأكد أن إيران تواصل عمليات تخصيب اليورانيوم بدرجة 20% وأنها سوف لن ترفع من نسبة التخصيب المقررة. وكان ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية قال أمس الأول إن “رئيس مفتشي الوكالة الدولية هرمان نكايرتس فتش برفقة مساعدين مواقع نووية إيرانية، من بينها مواقع لتخصيب اليورانيوم لمدة خمسة أيام، الأسبوع الماضي”. ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن سلطانية قوله إن المفتشين “نقلوا إلى المحطة النووية في بوشهر وإلى منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز وإلى المواقع النووية في أصفهان، بما في ذلك مصنع صناعة قضبان الوقود وإلى مركز الأبحاث ومصنع إنتاج الماء الثقيل في أراك”. وأوضح سلطانية أن طهران التي فرضت عليها الأمم المتحدة عقوبات بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، سمحت بهذه الزيارة “كي تظهر حسن نية إيران”. وأشار إلى أن فريق الوكالة الذرية تمكن أيضاً من رؤية أجهزة الطرد المركزي، مضيفاً أنه أجرى أيضاً في نهاية زيارته محادثات مع دواني. وقال سلطانية أيضاً إن زيارة الفريق جاءت نتيجة محادثات أجراها دواني ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في يونيو ويوليو على التوالي في فيينا. وأضاف أن “هذا الأمر يظهر مرة جديدة التعاون الشفاف لبلادنا مع الوكالة الذرية والأسرة الدولية”. في غضون ذلك أدانت فرنسا أمس قيام إيران بنقل أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم الى منشآت صناعية جديدة تحت الأرض. وقال برنارد فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية إن هذا القرار يعد استفزازا تجاه المجتمع الدولي وانتهاكا لقرارات مجلس الأمن التي تطالب إيران بوقف أنشطة التخصيب. وأضاف فاليرو إنه ليس هناك ما يدعو إلى مواصلة هذه الأنشطة في منشآت جديدة أخفتها إيران لوقت طويل عن المجتمع الدولي. وقال إنه يجب على إيران أن تضع نهاية لهذه الانتهاكات وأن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جهة أخرى قال السفير الإيراني لدى روسيا محمود رضا سجادي في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي أمس إن طهران تأمل في أن تصدر محكمة دولية حكما لصالحها بشأن قانونية الإمدادات الروسية من نظم الدفاع الجوي الروسية إس-300 بموجب عقد أبرم في 2007 مع طهران”. وأضاف “عندما يحدث هذا فإن روسيا سيكون لديها أسس قانونية للوفاء بالتزاماتها بموجب عقد تسليم منظومة إس-300 . وأبرم العقد الخاص بتزويد إيران بالنظام الصاروخي في نهاية عام 2007، وكان من المقرر أن تزود روسيا طهران بخمس كتائب من منظومة (إس-300، بي إم يو-1) بقيمة 800 مليون دولار.