أحمد النجار (دبي)
كشف المخترع الإماراتي أحمد مجان عن بعض اختراعاته التي أنجزها خلال الأشهر القليلة الماضية، ولا تزال قيد التسجيل كبراءة اختراع، وهي عبارة عن «شواية» تعمل بالطاقة الشمسية، تؤدي ثلاث وظائف، حيث يمكنها شواء خروف كامل مع توفر خاصية تقليبه أتوماتيكياً، كما تشوي اللحم على طريقة الأسياخ، مشيراً إلى أنه يستعد للمشاركة بهذا النموذج في معرض دولي قريباً، كما استطاع مجان إنجاز ابتكار آخر عبارة عن «شواية» متعددة الأغراض خفيفة الوزن وقابلة للطي، ويسهل حملها في السيارة والتنقل بها ويمكن استخدامها في رحلات البر، فضلاً عن نموذج لقفص يستخدم في صيد الطيور البرية بأنواعها بطريقة ذكية.
نماذج قابلة للتصدير
وذكر أحمد مجان رئيس جمعية المخترعين الإماراتية، في حواره لـ«الاتحاد» أن تلك الاختراعات قام بتصنيعها في معمله الخاص، ويمكن استنساخها كنماذج وتصديرها إلى دول مختلفة، من دون أن يعطي أي تفاصيل عن اختراعات جاهزة ذات أهمية وقيمة حياتية، مشيراً إلى أنه بصدد المشاركة بها، وخوض سباق المنافسة في معارض دولية إلى جانب اختراعات لم يكشف عنها.
وخلال زيارتنا إلى مقر عمله في دبي، أبدى مجان اعتزازه بما حققه من إنجازات مضيئة، حيث تتزين جدران مكتبه بتكريمات وميداليات ودروع وصور تذكارية ومخططات نظرية لاختراعات كثيرة يعود عمرها إلى أكثر من 20 عاماً جاهزة للتنفيذ، أبرزها مشروع نظري منذ عام 1999 لسيارة تطير وتبحر في الوقت نفسه، ومشروع آخر بعنوان «شاطئ الخيال» أو «دار الحي»، وهو بمثابة «حلم» لم ير النور بعد، وهو عبارة عن عجلة على شكل دراجة كلاسيكية عملاقة تحمل رؤية معمارية ضخمة لمدينة الأحلام تعمل بالطاقة الحركية، وتدور أجزاؤها ومرافقها وتوفر من خلال حركتها 50% من الطاقة المحركة المستخدمة في المشروع.
جيل من المخترعين
وقال مجان إنه على مدار أكثر من 45 عاماً من التحدي وصناعة التغيير والإلهام، كان ينتج فكرة ابتكار جديد يومياً، مشيراً إلى أن الاختراع هو نواة لفكرة، تنطلق من حاجة شخص أو مجتمع إليها، وأضاف رئيس جمعية المخترعين أن الهدف الرئيس من تأسيس الجمعية هو خلق جيل من المخترعين المنتجين القادرين على جعل الابتكار أسلوب حياة وثقافة يومية، معتبراً أن كل إنسان هو مخترع بالضرورة، فكلمة اختراع نفسها تعني تخيل مسارات يمكن تطبيقها في الواقع.
ووصف مجان المبادرات الوطنية والجهود التي تبذلها الدولة من خلال تخصيص شهر للابتكار بأنها فرصة ثمينة أمام المواهب الشابة، وحافز ملهم لطلاب المدارس الشغوفين لإطلاق أفكارهم ومنتوجاتهم الابتكارية عبر منصات احتفائية ومسابقات علمية ومعارض تفاعلية مصاحبة، كما يحاول مجان عبر الجمعية تحقيق رؤية واضحة لمستقبل الاختراع المحلي كمنتج وطني قابل للتصنيع والتصدير بأيادٍ إماراتية، وتمكين الشباب من وسائل الدعم والتمويل لإحداث نهضة ابتكارية وحضارية تبدأ من الأسرة، وتنطلق من المدرسة، وتمتد إلى المؤسسات الحكومية والخاصة لتصبح ثقافة مجتمعية.
بيئة حاضنة
ولفت مجان إلى أن التحدي الأكبر أمام الجمعية هو اكتشاف المخترعين الحقيقيين وتنمية قدراتهم وتوعيتهم بثقافة الاختراع، من خلال زيارة إلى المدارس والجامعات كافة في الدولة، وتقديم محاضرات ملهمة تحثهم على ثقافة الابتكار لتكون سلاحاً لمحاربة الإحباط والفشل، وهناك تحدٍ أخر هو إيجاد مقر رسمي للجمعية يكون نواة وبيئة حاضنة لكل المخترعين والمبتكرين، كما نحضر إلى إطلاق موقع إلكتروني، يخدم توجهات واهتمامات المنتسبين بطريقة ذكية، ونهدف إلى بناء أرشيف ضخم للاختراعات المحلية وتوثيقها بصورة علمية مدروسة لتكون منهجاً ومرجعاً علمياً للمهتمين والباحثين من الأجيال المقبلة.
خطة مستقبلية
وبحسب مجان، تمتلك الجمعية خطة لاستقطاب أكبر عدد من الأعضاء والمنتسبين، حيث تتيح المجال لمبتكرين هواة أو محترفين أو حتى أصحاب أفكار ورؤى، سواء مقيمين أو مواطنين، وتسعى ضمن رؤيتها المستقبلية إلى ضم آلاف المنتسبين، ويكون انتساب طلاب المدارس والجامعات مجاناً، كما ستطلق الجمعية صندوقاً للأفكار لتحويلها إلى واقع والاستفادة منها مادياً ومعنوياً، وستتكفل الجمعية بحماية الأفكار التي يطرحها الأعضاء قانوناً، ويتم تسجيلها محلياً أو عالمياً حسب نوعها وجودتها، أيضاً تتولى إنتاجها وتسويقها وبيعها في الأسواق، ويحصل صاحب الفكرة على أرباح مجزية، تذهب بعضها إلى صندوق الجمعية.
سماسرة الأفكار
تأكيداً على أهمية معارض الابتكار على اختلاف برامجها وأنشطتها كمنصات تواصلية وتفاعلية لإبراز المواهب وصقل الطاقات والقدرات، حذر مجان من إفشاء الأفكار الثمينة وعرضها مجاناً أمام الزوار، وبالأخص من يسرقون الأفكار لمصلحة شركات كبرى تمتلك القدرة على تطبيقها وتعديلها وتصديرها، وهنا يبرز دور الجمعية التي تسعى وتثابر من أجل حماية هذه الأفكار من السرقة وتسجيلها بصورة قانونية لضمان ملكيتها، إلى جانب العمل على تنفيذها وإنتاجها محلياً، مشيراً إلى أن سماسرة بيع الأفكار ينعشون سوق الاختراعات في العالم.
بأيادٍ إماراتية
قال أحمد مجان: نطمح عبر الجمعية في المستقبل أن يتوفر في كل بيت إماراتي ابتكار محلي من صنع أياد إماراتية، بحيث يكون هذا المنتج قابلاً للتصدير إلى العالم، لنثبت لكل الشعوب أننا لسنا مجتمعاً مستهلكاً، فلدينا طاقات شبابية قادرة على التصنيع وفق احتياجاتنا ومتطلباتنا ورفاهيتنا، ونسعى إلى جعل المخترع المحلي رافعة لمجتمع صناعي في المستقبل.
حلول عصرية
يعتبر أحمد أن رحلة الاختراع ليست مفروشة بالورد، على الرغم من حصده عشرات الجوائز والميداليات الذهبية كأفضل مخترع إماراتي نافس عباقرة عالميين، ونال جوائز رفيعة، وكانت غايته من ذلك تمثيل الإمارات بصورة مشرفة في محافل دولية. وتابع مجان: دوري كمخترع يكمن في المثابرة في إنتاج حلول عصرية ورؤى ابتكارية قابلة للتحقيق والتطبيق حسب ما تتطلبه حاجتي أو حاجة الآخرين، وأفكر دائماً في حل مشكلات المجتمع عبر اختراعاتي، التي أستلهمها من تجاربي وخبراتي المتراكمة ونظرتي للحياة، فقد طفت دولاً كثيرة بين أوروبا وأميركا، وعشت فيها سنوات للدراسة واستقاء المعرفة، واليوم أسعى إلى نقل رسالتي، وتقديم تجاربي للأجيال القادمة وإرشادهم إلى المسار الصحيح بمعزل عن الإحباط وفقدان الأمل.